الجيش الأفغاني يشكل وحدات خاصة لحراسة المناطق المحررة من طالبان
قررت أفغانستان تشكيل وحدات عسكرية خاصة
وعالية التدريب لحراسة مناطق العمليات التى استطاع الجيش الافغانى وقوات الشرطة اخراج
مقاتلى حركة طالبان منها ، ومن المقرر ان يصل قوام القوة الجديدة الى 36 ألف فرد وستكون
مهمتها منع فلول مقاتلى طالبان الشاردين من إعادة التجمع ودخول المناطق المحررة منهم
مرة أخرى.
وقال دولت وزيرى الناطق باسم وزارة الدفاع الافغانية
انه تم انتقاء 7500 ضابط من خيرة ابناء الجيش الافغانى لقيادة الوحدات الجديدة المزمع
تشكيلها .
وعلى الرغم من حرب الولايات المتحدة ضد
حركة طالبان في أفغانستان طيلة ستة عشر عاما مضت ، تؤكد كل الشواهد ان طالبان باتت
اكثر قوة وتمددا فى افغانستان عن ذى قبل ، ففى العام 2014 اعلن البنتاجون ان عدد المقاتلين
فى صفوف طالبان على الاراضى الافغانية هو 20 الف مقاتل ، وبعد مرور اربعة اعوام على
هذا التصريح كشفت التقديرات العسكرية الافغانية عن نمو حجم طالبان المسلح على الاراضى
الأفغانية ليصل الى 60 الف مقاتل مع بداية العام الجديد 2018 .
تجدر الاشارة الى ان حجم الوجود الطالبانى
المسلح فى افغانستان وفقا لتقديرات حكومتها لم يكن يتعدى 35 ألف مقاتل فى العام
2011 .
وتؤكد تقارير مكافحة الارهاب الافغانية
ان السر وراء تمدد طالبان على هذا النحو هو نجاحها فى بناء تحالفات مع غيرها من المنظمات
الارهابية المسلحة ذات الطابع الاصولى العاملة فى افغانستان وفى مقدمتها شبكة حقانى
الارهابية بدءا من العام 2017 .
ويرى بيل روجيو خبير مكافحة الارهاب فى
مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والمحرر بدورية " لونج وور جورنال " التى تصدر
فى لندن ان طالبان باتت تسيطر على نسبة لا تقل عن 45 فى المائة من اراضى افغانستان
وانها قد بسطت هيمنتها على 398 تجمعا سكانيا قبليا هناك وتسعى للسيطرة وشراء الولاء
لعدد 117 تجمعا سكانيا وقبليا جديدا فى افغانستان ، واعتبر الخبير البريطانى ان العامين
الماضيين كانا الأسرع على صعيد تمدد طالبان فى الاراضى الافغانية ، ففى العام 2015
كانت طالبان لا تسيطر سوى على 70 تجمعا سكانيا وقبليا فى افغانستان وهو العدد الذى
ارتفع الى 82 تجمعا فى العام 2016 .
وقال خبير مكافحة الارهاب الامريكى توم
كريسباك فى تصريحات لشبكة "ايه بى سى" الاخبارية الأمريكية ان الولايات المتحدة
لها 14 الف جندى لمكافحة الارهاب فى افغانستان.. لافتا إلى أن العبرة ليست بعدد التحالفات
ولكن بعدد السكان الموالين لطالبان ويشكلون حاضنة اجتماعية لها وبين أولئك الموالين
للسلطة الشرعية للحكومة الأفغانية .
ويرى الخبير الامريكى أن اعتماد المنظمات
الارهابية على انتاج وتجارة المواد المخدرة وفى مقدمتها مخدر الافيون يوفر موارد مالية
هائلة يمكن معها لمنظمات الارهاب المسلح شراء ولاءات اهالى المقاطعات الافغانية النائية
و المحرومة من الخدمات العامة .
وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة
لمكافحة الجريمة والمخدرات الى ارتفاع نسبته 87 فى المائة فى انتاج افغانستان من مخدر
الافيون خلال العام 2017 وبلوغه تسعة الاف طن بزيادة قدرها اربعة الاف و200 طن عن انتاج
العام 2016.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن انتاج المخدرات
فى افغانستان يتركز فى تسع مناطق تخضع جميعها لسيطرة عصابات الارهاب المسلح وعلى رأسها
طالبان التى باتت تمتلك خبراء على مستوى رفيع فى انتاج الهيروين عالى النقاوة من مخدر
الافيون يتم تصديره عبر شبكات المافيا الى كافة انحاء العالم واستغلال ايراداته فى
العيش والاغداق على اهالى المناطق التى تشكل حواضن مجتمعية للعناصر المتطرفة وشراء
ولاءات الحكام المحليين وكذلك لشراء الاسلحة و مستلزمات ممارسة الارهاب من مواد ناسفة
وأجهزة اتصالات ومركبات للتحرك .