عادل حمودة يكتب: 9 قواعد جوية وبحرية أمريكية وتركية وبريطانية فى دولة مساحتها سدس مساحة أسوان
عادل حمودة يكتب أول تحقيق ميدانى عن دولة الـ450 مليار جنيه: 9 قواعد جوية وبحرية أمريكية وتركية وبريطانية فى دولة مساحتها سدس مساحة أسوان
أمير قطر يدعو جنرالات وجواسيس العالم للتآمر فى بلاده وعلى حسابه
كاتب إسرائيلى: القنابل الذكية الأمريكية تنقل من مخازن الدوحة إلى تل أبيب قناة سلوى السعودية ستعزل قطر وتسهل غزوها
سنوبى شخصية كرتونية شهيرة يحبها الصغار.. كلب لطيف يعزف الموسيقى ويغنى ويرسم ويساعد الصغار الأطفال فى مغامراتهم البريئة.. ولشدة تعلقهم به تحول إلى لعبة بين أيديهم.. يأخذونها معهم إلى الفراش.
لكن.. سنوبى فقد براءته بقرار من البنتاجون عندما اختير رمزا للشفرة السرية للنشاط العسكرى الأمريكى فى قطر.
لا تشعر قطر بالعار من وجود قواعد أجنبية على أرضها.. بل.. تفخر بوجودها.. وتطالب بالمزيد منها.. ولا تتردد فى زيادة عددها.. وتعدد جنسياتها.. وتطوير أسلحتها.. وتنوع مهامها ولو كانت لضرب دول عربية وإسلامية من جيرانها.. أكثر من ذلك تتولى تمويلها والإنفاق عليها فى سابقة غير وطنية لم تحدث من قبل.
هناك أكثر من قاعدة أمريكية التى لا تخفى قطر ما يجرى فيها.
قاعدة العديد الجوية التى تصل مساحتها إلى 1.6 مليون قدم مربع وبها 10 كيلومترات من الطرق الممهدة وتضم 100 طائرة قاذفة ومقاتلة بجانب طائرات الاستطلاع (أواكس) وطائرات التزود بالوقود يسهل إقلاعها وهبوطها على ممر بطول 4.5 كيلومتر ويقيم فيها 4500 ضابط وجندى يخدم بعضهم فى فرقة إضافية للمدرعات والدبابات وناقلات الجنود وفصيلة الحصان الأحمر المكونة من مهندسين مدنيين يتبعون سلاح الجو الأمريكى.
ولكن الأهم أن البنتاجون اختارها فى عام 2001 لتكون المقر الميدانى لقيادته العسكرية الوسطى المسماة (سنتكوم) الممتدة من قلب آسيا إلى عمق القرن الإفريقى، بينما مقرها الرئيسى فى فلوريدا على أرض قاعدة ماك ديل الجوية.
وبزيادة عدد القوات الأمريكية فى قطر إلى 11 ألف جندى وضابط (وهو رقم يساوى حجم الجيش القطرى) توسعت القواعد التى يسيطر عليها البنتاجون وامتدت إلى مطار الدوحة ومعسكر السيلية ونقطة تخزين الذخيرة غير التقليدية فى صلنة ومركز الدعم اللوجستى فى أم سعيد.
وحسب روعى نحمياس مراسل الشئون العربية فى يديعوت احرنوت الإسرائيلية فإن القنابل الذكية والفسفورية التى سارعت واشنطن بإرسالها إلى إسرائيل خلال حربها فى لبنان (2006) وحربها على غزة (2008) نقلت من قاعدة العديد.
ويوجد فى القاعدة أيضا أكبر مركز لوكالة الاستخبارات المركزية فى شرق العالم وهو الذى وفر المعلومات الكافية لضرب قوافل السلاح فى جنوب السودان حسب ما ذكر وليد ظاهر المحلل السياسى العربى المقيم فى الدنمارك.
ولعقدة الاضطهاد التى تعانى منها العائلة المالكة لم تكتف بحماية الولايات المتحدة، وإنما أنشأت على أرضها وبأموالها قاعدة عسكرية تركية أطلقت عليها اسما إسلاميا هو الريان تستوعب 3000 جندى من فرقة طارق بن زياد بمدرعاتهم.
وخلال الخمس سنوات القادمة ستبنى قطر قاعدتين بحريتين ستستخدمهما القوات القطرية والتركية معا فى المناورات والحماية.
وكان السفير التركى لدى الدوحة فكرت أوز قد أعلن فى بداية العام الجارى أن بلاده سوف تنشر قوات جوية وبحرية فى قطر استجابة لطلبها.
وما إن وجدت تركيا نفسها فى كارثة انهيار الليرة حتى سارعت قطر بمساندتها ردا للجميل.
كانت العملة التركية قد فقدت نحو 40% من قيمتها بسبب الديون الخارجية التى عجزت البنوك عن سدادها وفى الوقت نفسه وقبل أن تبحث عن علاج تعرضت لضربات أخرى أشد بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها بسبب أزمة القس أندريو برونسون الذى اتهمته أنقرة بالتجسس ورفضت الإفراج عنه.
طار أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة ليعلن وهو على مائدة الغداء مع أردوجان ضخ 15 مليار دولار من بلاده دعما للاقتصاد التركى لترتفع الاستثمارات القطرية هناك إلى 35 مليار دولار.
لم كل هذه القواعد الأجنبية على دويلة لا تزيد مساحتها كثيرا عن 11 ألف كيلومتر مربع ويصعب مقارنتها بمحافظة المنيا التى تزيد مساحتها عن 32 ألف كيلومتر مربع أو مساحة محافظة أسوان التى تزيد مساحتها عن 62 ألف كيلومتر مربع مثلا.
لكن قطر لم تكتف بوجود تسع قواعد أجنبية على أرضها وسعت إلى فتح بلادها إلى ما هو أسوا.
فى الثانى من سبتمبر الجارى فوجئ العالم بتقرير خطير كتبه دومنيك بيترس المحلل العسكرى لموقع مجلة شبيجل الألمانية تحت عنوان: «قطر تصبح مركزا لمخابرات العالم» كشف فيه من المعلومات ما يؤكد أن قطر لم تكتف باستقطاب الجيوش الأجنبية وإنما تتفاوض سرا لاستقبال ضباط وعملاء أكبر وكالات المخابرات على أرضها لتصبح وطنا للجواسيس من جنسيات مختلفة تمتد من الولايات المتحدة إلى إسرائيل ومن بريطانيا إلى تركيا ومن إيران إلى جنوب إفريقيا.
بدأت الفكرة تسيطر على المستشارين الأجانب الذين يوجهون الحكم فى الدوحة بعد أن أعلن ترامب فى يونيو قبل الماضى: إن قطر دولة تساعد الإرهاب على مستوى كبير وطالب أميرها بالكف عن تمويل الجماعات الإرهابية وكان ذلك فى بداية إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر سياسيا واقتصاديا.
فى البداية نصح المستشارون المنتمون لجنسيات متعددة تميم بن حمد بأن يسارع بتطوير قاعدة العديد لينسى ترامب اتهامه وضخت الدوحة 8 مليارات دولار لتحديث القاعدة بينما لم تدفع الولايات المتحدة منها سوى 450 مليون دولار.
وكانت هناك نصيحة أخرى بزيادة حجم المشتروات القطرية من الأسلحة وبالفعل أصبحت قطر فى المرتبة السادسة من قائمة الدول العشر الأولى فى الواردات العسكرية بعد أن زاد إنفاقها عليها بنسبة 282% حسب بيانات معهد أبحاث استوكهولم للسلام الدولي.
ولم تقصر قطر مشترواتها العسكرية على الولايات المتحدة وإنما نفذت صفقات أخرى مع بريطانيا وإيطاليا وإيران وتركيا لتضمن مساندتها فيما يجرى لها.
وفى أغسطس المنصرف استقبل وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس نظيره القطرى خالد بن محمد التانى فى ميسورى، حيث زار هناك مصنع بوينج الذى ينتج طائرات (أف 36) و(أف 16) التى اشترت منها قطر طائرات بقيمة 12 مليار دولار.
وكانت النصيحة الثالثة: أن تتحدث قطر مع إسرائيل وتركيا وإيران بشأن قرارها بفتح بلادها لكل وكالات المخابرات فى العالم ليعملوا من خلالها لرصد ما يجرى فى الشرق الأوسط من حروب أهلية وانقلابات ومشروعات سياسية.
بالنص يكتب دومنيك بيترس: إن قطر ترغب فى المستقبل القريب أن تصبح أكثر أهمية باستقطاب المخابرات والجيوش من كل أنحاء العالم.
والحقيقة أن قطر بدأت مشوار التبعية الأمنية متعددة الجنسيات بأن كشفت ما فى ملفاتها السرية للعديد من أجهزة المخابرات فى العالم حسب ما سمعت من الدكتور أوجست هاينج فى الخريف الماضى فى مكتب السفير المصرى فى برلين الدكتور بدر عبد العاطى وبحضوره.
الدكتور أوجست هاينج (72 سنة) واحد من أبرع المحللين السياسيين لما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط من تغيرات وصراعات وساعده على ذلك حجم المعلومات الكبير الذى حصل عليه خلال السنوات السبع لعمله مديرا للمخابرات الألمانية (بى إن دي) من عام 1998 إلى عام 2001 بجانب ما يتمتع به من علاقات قوية بشخصيات سياسية مؤثرة فى المنطقة حتى اليوم.
سبق للرجل أن حذر زميله جورج تنت (وقت أن كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية) من غزو العراق بحجة امتلاك صدام حسين أسلحة كميائية وأثبت له عدم صحة ما يدعون.
وسبق له أن توسط بين حزب الله وإسرائيل لتبادل الأسرى فى الاشتبكات التى جرت بينهما فى عام 2004.
وهو عضو فى منظمة متحدون ضد إيران النووية غير الهادفة للربح والتى أعلنت عن نفسها فى الولايات المتحدة للضغط على إيران كى تلغى برنامج تخصيب اليورنيوم واستخدامه عسكريا والضغط على الكونجرس لفرض عقوبات على إيران بسبب إفراطها فى تصنيع الصواريخ الباليستية وإرسال نحو 150 ألفا منها إلى حزب الله بجانب مصنع لتجهيز أجهزة تفجيرها.
وهو عضو فى مشروع مكافحة الإرهاب (سيب) وهو منظمة غير حكومية لا تهدف إلى الربح هدفها كشف شبكات الإرهاب وتمويلها وأساليب تجنيد أعضائها عبر الإنترنت.
وتبنت المنظمة أيضا الدعوة إلى وضع قوانين ولوائح دولية لمكافحة الإرهاب والتعاون الأمنى بين الدول المحترقة بناره للقضاء عليه.
وجدت قطر أن الحل السريع للتخفيف من اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب هو أن تطلع أجهزة مخابرات غربية بكل ما لديها من معلومات عن الإرهاب أو عن غيره بإرسال نسخ من الملفات السرية إليها واعترفت بذلك علنا المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل.
ولم يكن ذلك مستغربا، فالانقلاب الذى قام به حمد بن خليفة على أبيه فى 27 يونيو 1995 خططت له المخابرات الفرنسية وساندته المخابرات الأمريكية بعد أن تعهد بمد جسور العلاقات بين قطر وإسرائيل حسب ما اشترط الرئيس الأمريكى وقتها بيل كلينتون وعندما تعرض النظام القطرى لمحاولة انقلاب عليه بعد ستة اشهر نجح بمعلومات من الموساد فى القضاء عليه.
وليس هناك تفسير لفتح العائلة القطرية الحاكمة بلادها لجيوش ومخابرات العالم وتحمل المليارات السنوية التى تتكلفها نيابة عنها سوى أنها تشعر بالخوف على وجودها فى الحكم وكأنها تجلس على عرش من مرتبة هوائية يسهل تفجيرها بدبوس إبرة.
إن قاعدة أجنبية واحدة تكفى لحماية دويلة صغيرة مثل قطر ولكن عقدة الاضطهاد التى تعانى منها وصحيفة سوابقها المتفجرة بالجرائم السياسية والأمنية تجعلها على ما يبدو عاجزة عن الشعور بالأمان وهو ما يجعلها فى حاجة إلى أطباء نفسيين لا إلى جنرالات وجواسيس.
على أن السؤال الذى تخشى قطر الإجابة عليه: هل ستنقذ جيوش ومخابرات العالم قطر لو عزلتها السعودية وحولتها من شبه جزيرة إلى جزيرة بحفر قناة بين البلدين ؟.
تغريدة من سطور قليلة كتبها سعود القحطانى المستشار فى الديون الملكى السعودى هددت بإفساد وإفشال مخططات الحماية الدولية لقطر: أنتظر بفارغ الصبر والشوق تفاصيل وتطبيق مشروع قناة جزيرة شرق سلوى هذا المشروع العظيم الذى سيغير الجغرافيا فى المنطقة.
تعتبر السعودية تلك القناة لو شقت فإنها ستنعش السياحة بين دول الخليج وتسمح بإقامة منتجعات وفنادق على طولها الممتد من سلوى إلى خور العديد بطول 60 كيلومترا وعرض 200 متر وعمق 20 مترا وتقدر التكلفة بنحو 2.8 مليار ريال سعودى ولن يستغرق تنفيذها سوى 12 شهرا.
ولو أعلنت السعودية أن أهداف المشروع سياحية فإن طبيعة الجغرافيا ستضيف إليه العديد من الأهداف السياسية وعلى رأسها تحويل قطر إلى جزيرة تنهى صلتها بالطرق البرية وتفرض الوصول إليها بالسفن التجارية والخطوط الجوية وهو ما يزيد من تكلفة السلع التجارية والصناعية ولكن الأهم والأخطر أنه يجعل الجزيرة مكشوفة يسهل غزوها ويصعب الدفاع عنها.
لقد كان أسهل وأرخص على قطر أن تعيش فى سلام مع جيرانها وتوفر ملياراتها لرفاهية شعبها ولكنها الثروة التى تفسد من يمتلكها وربما تقضى عليه.