الرئيس الفرنسي يطلب العفو من أرملة مناضل
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن بلاده ستستخدم نظامًا للتعذيب أثناء حرب الاستقلال في الجزائر، أمام أرملة مناضل مناهض للاستعمار تعرض للتعذيب.
قالت قناة "بي إف إم" الفرنسية: إن "ماكرون زار ظهر اليوم الخميس، جوزيت أودان، أرملة موريس أودان، المناضل الشيوعي الذي اختفى عام 1957 أثناء حرب الجزائر، في منزلها بمنطقة بانوليه، ليقدم إقرارا بأن زوجها توفي جراء التعذيب المنتهج من قبل فرنسا في الجزائر"، وأضافت القناة أن الرئيس الفرنسي طلب من أودان "باسم فرنسا العفو".
ولفتت القناة إلى أن عائلة أودان، مدرس الرياضيات الراحل، ناضلت لأكثر من 60 عاما لإقرار حقيقة تعرض موريس للتعذيب.
ونقلت القناة عن الرئيس الفرنسي قوله مخاطبا جوزيت، " أنت لم تتخلي عن سعيك لإظهار الحقيقة، وها أنا ذا لا أفعل إلا الاعتراف بها".
فيما ذكرت قناة "فرانس 24"، نقلا عن الرئاسة الفرنسية، أن "ماكرون أعلن فتح الأرشيف المتعلق "بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين فرنسيين وجزائريين".
وتعاني العلاقات الفرنسية الجزائرية من آثار الذاكرة الاستعمارية، حيث طالبت قوى سياسية ومدنية في الجزائر باريس بتقديم اعتراف بجرائم الاستعمار واعتذار رسمي عن جرائمها في الجزائر وتعويضات للضحايا.
وتطالب الجزائر بمعالجة أربعة ملفات تاريخية بين البلدين تتعلق باستعادة الأرشيف الجزائري الموجود في باريس، وقضية تعويض ضحايا وآثار التفجيرات النووية، التي قامت بها فرنسا في الجزائر منذ عام 1958 في الصحراء الجزائرية، وتسوية ملف المفقودين الجزائريين، الذين فقدوا تحت سلطة الاحتلال في السجون والمعتقلات وتعويض واسترجاع جماجم قادة المقاومة الشعبية الجزائرية الموجودة في متحف بباريس منذ أكثر من 150 سنة.
وكان الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، قد اعترف أمام البرلمان سنة 2012 بالمعاناة التي عاشها الشعب الجزائري على يد الاستعمار الفرنسي، وقام كاتب الدولة المكلف بالمحاربين القدامى والذاكرة، جون مارك تودتشيني، بتجسيد ذلك الاعتراف حينما تنقل في نيسان 2015، إلى مدينة سطيف للترحم على روح سعال بوزيد، أول ضحية لمجازر 8 أيار 1945، وفي يناير 2016، ولأول مرة منذ الاستقلال، قطع وزير المجاهدين - قدماء المحاربين - الجزائري الحوض المتوسط وقام بزيارة إلى فرنسا.