قطر تحذر من "عواقب وخيمة وغير مسبوقة" للهجوم على إدلب السورية
حذرت الحكومة القطرية من العواقب الإنسانية "غير المسبوقة" التي قد يسفر عنها الهجوم المرتقب للقوات السورية على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وقالت الخارجية القطرية، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء: "تتابع دولة قطر ببالغ القلق تصاعد الأحداث في مدينة إدلب وما حولها في شمال غرب سوريا نحو التصعيد العسكري الذي ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين".
وأضاف البيان: "تضم دولة قطر صوتها إلى صوت الدول التي حذرت من عواقب هذا الهجوم الذي سيكون المدنيون الأبرياء ضحيته الأولى لا سيما النساء والأطفال والشيوخ الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع القائم بين الأطراف المتصارعة في سوريا".
واعتبرت قطر أن "الواجب الأخلاقي والإنساني يحتم على المجتمع الدولي والقوى الفاعلة في الحرب في سوريا التحرك لوقف هذا الهجوم الكارثي قبل فوات الأوان"، مضيفة: "إذا كان هذا الهجوم العابث يهدد حياة آلاف الأبرياء وسيدمر آلاف الأسر، فإن العواقب الوخيمة لهذا الهجوم على المدى الأبعد ستمتد إلى سنوات".
وأشارت الخارجية القطرية إلى أن "احتواء تداعيات هذه الكارثة المحتملة هو مما لا يمكن تحقيقه في ظل الدمار الذي حل بجميع مناطق سوريا وفي ظل عجز المجتمع الدولي واستمرار النظام السوري في سياساته العدائية ضد أبناء شعبه".
وتمثل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام" (تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي سابقا)، وكانت هذه المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
وأشارت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، إلى أن تحرير محافظة إدلب من قبضة "الإرهابيين" سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، فيما تجري الاستعدادات لشن العملية وسط تحذيرات دولية بما في ذلك على لسان الأمم المتحدة وتركيا والولايات المتحدة، من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين المحليين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص.