أفغانستان الأكثر تأثرًا.. تعرف على تبعات أحداث 11 سبتمبر على دول العالم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


فى ذكري مرور 17 عامًا على أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، والتي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001، عندما تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة، ونجحت اثنين منها في الاصطدام ببرجي مركز التجارة العالمي بـ"منهاتن"، واصطدمت الثالثة بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، ونتج عن الحادث وفاة أكثر من 3000 آلاف شخص.

لا يزال يوم الثلاثاء، الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، يلقي بظلاله على كثير من مسارات السياسة الأمريكية الخارجية وتجاذباتها الداخلية، وهي السياسة التي تؤثر بدورها على كثير من مسارات السياسة العالمية الغربية ذات العلاقة المباشرة بالعالم العربي، نظرا لضخامة الحدث وقسوته، في ذاته، وفي أبعاده الرمزية.

آثار الهجمات على مصر
ظهرت آثار هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، التي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية على الدول العربية، وبطبيعة الحال بينها مصر، فيما يتعلق بتدفق رؤوس الأموال وحركة الاستثمار، حيث سجل سوق الأسهم في مصر تراجعا بنسبة 17% منذ بداية عام 2001 حتى التاسع من سبتمبر، وزادت خسارته بنسبة بعد أحداث سبتمبر لينهي نوفمبر على خسارة قدرها 39% مقارنة بمستواه في بداية العام.

 آثار الهجمات على نيويورك
تبعات هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تجاوزت آثارها البشر، لتؤثر على خط المترو في ولاية "نيويورك"، حيث بعد 17عاما من تدميرها في الهجمات، أُعيد افتتاح محطة مترو الأنفاق في شارع "كورتلاند" بمدينة نيويورك.

وكشفت هيئة النقل الحضرية، التي تدير نظام مترو الأنفاق في المدينة، عن افتتاح المحطة التي أعيد بناؤها، قبل ثلاثة أيام فقط من ذكرى الهجوم.

وكشفت بعض الصحف العربية والدولية عن وثائق جديدة تؤكد علاقة تنظيم القاعدة الإرهابى وإيران، وتعاونهما للقيام بأعمال "إرهابية" ضد المصالح الأمريكية.

وعرضت الصحف بعض الوثائق تضمنت شهادة المخابرات الأمريكية فى القضية المعروفة باسم "هافليش"، التى رفعها عدد من ضحايا أحداث ١١ سبتمبر وشركات التأمين الخاصة و"هافليش"، هى أرملة أحد الضحايا الذين لقوا حتفهم فى الهجمات أول مدعية بالقضية.

ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام، أكدت شهادة مسئولين بالمخابرات الأمريكية، أن الحكومة الإيرانية قدمت مساعدات مادية إلى تنظيم القاعدة فى هجمات ١١ سبتمبر.

وفى ٢٦ مارس ٢٠١٠، أدلى اثنان من المسئولين العاملين منذ فترة طويلة فى المخابرات الأمريكية، بشهادة موسعة ضمن أدلة قضية "هافليش"، المرفوعة ضد إيران، فى محكمة المقاطعة الجنوبية فى نيويورك.

وأكد الشاهدان فى أقوالهما للمحكمة، "أنه لم تكن العلاقة بين مقاتلى القاعدة وإيران وليدة اليوم، ولكنها تعود إلى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى فى أفغانستان، وتضمنت إقامة علاقات شخصية وثيقة بين مسئولين إيرانيين، وأمير حرب أفغانى تدعمه إيران، وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى فيما بعد.

أفغانستان
وكانت لتلك العلاقات فى أفغانستان، دور فعال فى سلسلة من الأحداث، التى أدت إلى وقوع هجمات ١١ سبتمبر، وكذلك هروب مئات من عناصر القاعدة من جبال تورا بورا إلى إيران، بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان فيما بعد الحادى عشر من سبتمبر.

أفادت دراسة قام عدد كبير من الباحثون بإعدادها والمنشورة في "سركيوليشن كارديو فيسكولار كواليتي آند أوتكامز"، والتي أكدت أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين تواجدوا في مكان الحادث تعرضوا للأتربة والأدخنة الكثيفة، وتسبب ذلك في إرتفاع نسبة إصابتهم بالاكتئاب والتوتر والقلق النفسي.

تأثير الهجمات على المسلمين بأمريكا
تغير وضع المسلمين والنظرة إليهم بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة، وأصبح التجسس علي الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة بشكل مستمر وبالأخص في المساجد، وانتشرت المظاهرات ضد المسلمين وتجمعاتهم في أغلب الولايات الأمريكية وتنامي حركة اليمين الأمريكي وصار الهتاف الأعلي في المظاهرات ضد الجالية المسلمة في تلك الفترة تردد "عودوا إلى بيوتكم".

ومن أهم التأثيرات على المجتمع الأمريكي جراء الهجمات، تم الإعلان في أغسطس 2018 من قبل البرنامج الفيدرالي الصحي لمركز التجارة العالمي، في الولايات المتحدة  بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد تسببت في موت 10 آلاف شخص تعرضوا للسرطان نتيجة الهجمات، وأكد الأطباء أن السبب الرئيس يكمن في أطنان الغبار المنبعث، وكذلك التلوث الهوائي اللذين رافقا انهيار البرجين وسط حي منهاتن في نيويورك عام 2001.

وأشار المشرف علي الدراسة " ألفريدو مورابيا"، من جامعة سيتي في نيويورك وكلية ميلمان للصحة العامة في كولومبيا، إلي أن الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الصدمة يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وأمراض القلب كالذبحة وما شابه ذلك.

وأوضحت صحيفة "نيويورك بوست"، أن هناك نسبة كبيرة من الأمريكيين الحاضرين للأحداث عانوا من الإصابة بمرض السرطان، حيث رصد في عام 2015، 3204 حالات إصابة بالسرطان، وتلك الحالات مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر وكل عام في تزايد ملحوظ، مشيرة إلي أن العمال الذين حضروا الهجمات أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو سرطان المثانة أو سرطان الجلد والدم والثدي والأورام الليمفاوية.

"أسامة بن لادن"
اعترف الإرهابي الكبير أسامة بن لادن، بمسؤوليته المباشرة عن الحدث، ولم يكتف بذلك حتى أخرج هذا الاعتراف بمبررات، بحيث يصبح  الحدث يغدو فعلا جمعيا يحفز له تراث مقدس يدفع لمثل هذا الفعل بأعلى درجات التحفيز، بل وبأعلى درجات الإغراء، فقد قالها هذا الإرهابي الكبير صراحة، إنه يريد جر العالم العربي والعالم الإسلامي بأجمعه إلى مواجهة شاملة ومفتوحة مع الغرب المسيحي.