خبراء الآثار ما بين مؤيد ومعارض لنقل مسلات صان الحجر الأثرية للمتحف الكبير

أخبار مصر

بوابة الفجر


حصلت الفجر صباح اليوم على عدد من الصور وفيديو لعملية نقل مسلات صان الحجر الثلاث من الشرقية إلى المتحف المصري الكبير، حيث قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن ما سيتم نقله من منطقة صان الحجر هو 3 مسلات ضخمة فقط، وذلك لعرضهم في المتحف المصري الكبير، وتلك المسلات ستكون بمثابة أضخم دعاية لصان الحجر.

وتعددت آراء الأثريين والمهتمين بالشأن الأثري المصري في مسألة نقل المسلات من صان الحجر إلى المتحف الكبير خصيصًا مع حالة الغضب العام التي اجتاحت أهالي المدينة القديمة معترضين على نقل آثارهم. 

بدران: نقل المسلات قرار صحيح  

وأول المعلقين على هذا الأمر كان الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، والذي قال إن نقل ثلاث مسلات أثرية من "تانيس"، صان الحجر شرقية، هو قرار صائب وصحيح من وزارة الآثار فنقل هذه القطع لن يؤثر على العرض التاريخي للمنطقة، حيث أن المكان ليس له سيناريو عرض متحفي محدود.

وأضاف "بدران"، أن مصر تفتقر بشدة لمسلاتها الأثرية التي تملأ العالم، حيث أن المسلات المصرية تزين ميادين العالم الشهيرة كله عدا مصر، ونقل مسلات صان الحجر الأثرية إلى البهو الكبير في المتحف المصري بميدان الرماية سيكون خير دعاية لصان الحجر.

وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير في ميدان الرماية والمقرر افتتاحه في 2020 القادم هو صرح ضخم وهو الأضخم في العالم ويتمتع بوسائل تأمين وحماية تنافس أحد الوسائل المستخدمة في المتاحف العالمية وتتفوق عليها، فآثارنا داخل المتحف في أمان تام.  

الآثار بذلت مجهودًا في صان الحجر ويجب فتح حوار مجتمعي مع الأهالي  

ومن جانبه قال الباحث الأثري تامر المنشاوي، إن وزارة الآثار بذلت مجهود كبير في تطوير منطقة صان الحجر وفي زمن قياسي، حيث تم إعادة وتركيب وترميم بعض التمثال من خلال، كما حدث في إعادة وتركيب بعض التماثيل أمام معبد الأقصر، ويجب فتح حوار مجتمعي مع أهالي المنطقة، لعرض وجهات نظرهم في نقل ثلاثة مسلاتهم، ويشمل ذلك الحوار توعية أثرية بطبيعة المكان وأهميته، حيث تعتبر فورة العاطفة والحماسة لدى الأهالي فرصة لفتح هذا الباب مهم.  

وأيد "المنشاوي" نقل المسلات الأثرية، وقال إن هذه المسلات ستكون إضافة للمتحف المصري الكبير، ودعاية لصان الحجر.

نقل المسلات سيفرغ صان الحجر من آثارها 

وفي الجانب الآخر كان المؤرخ المعروف بسام الشماع وعضو اتحاد الكتاب والجمعية التاريخية، والذي قال إنه معارض لنقل مسلات صان الحجر الأثرية إلى المتحف المصري الكبير لعدة أسباب، أولها وأهمها أن هذ النقل سيخل بالسياق التاريخي للمكان، وسيجعل أي باحث في حيرة ناحية التأريخ الصحيح للأحداث التي مرت بكل أثر هناك، كما يعد هذا تفريغ لتانيس "صان الحجر" من محتواها الأثري والثقافي مما يستتبع فقرها سياحيًا، فلماذا سيذهب إلى صان الحجر في زيارة، وأفضل مكان لعرض القطعة الأثرية هو بيئتها الأصلية.  

وتابع "الشماع" أن تكديس الآثار في المتحف الكبير سيجعلنا نكرر ما حدث في المتحف المصري بالتحرير، حيث يدخل السائح فيفاجأ بكل هذا الكم من الآثار، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن يستطيع المرشد شرح كل هذه القطع في الوقت المحدد له من البرنامج السياحي.  

وختم الشماع تصريحه لـ"الفجر"، قائلًا إن السبب الأخير لمعارضته نقل المسلات الثلاث للمتحف الكبير أننا بهذا نكرر نفس خطأ متحف البرازيل القومي ونضع آثار كثيرة جدًا في مكان واحد مما قد يعرضها لخطر الفقد في حالة وقوع كارثة لا قدر الله تعالى، وهو الأمر الذي لا نتمناه أبدًا، فلماذا نحن حريصين على تفريغ متاحفنا وأماكننا الأثرية من آثارها لصالح المتحف الكبير، وهل سيأتي السائح لزيارة المتحف الكبير وفقط. يذكر أن عملية نقل المسلات الأثرية من صان الحجر بدأت صباح اليوم بالفعل، وقد لعبت صان الحجر أو "تانيس"، دورا بارزًا في عصر الأسرتين 21 و 22، وتضم العديد من المسلات الضخمة، منها ما يعود إلي عصر الملك رمسيس الثاني.