ملامح صعيدية.. أتوبيس "هريدي" شاهد عيان على مواقف المصريين الطريفة بـ"طابا"
تربى على أسفلت المدن السياحية، ليكون عمله الأول بمدينة الجونة متجها نحو طابا، التى أرسى عليها لتعتبر مدينته المفضلة فى العمل والتعامل مع السائحين، "صالح" البالغ من العمر 42 عامًا، ابن الصعيد، يعمل سائق بأتوبيس سياحي الملقب "بالطفطف"، حيث عمل بتلك المهنة منذ الثمانينيات، ليكون معاصرا لكل التغييرات التي طرأت بمدينة طابا المميزة بالمعالم السياحية كالمحميات الطبيعية والوادي الملون.
اشتهر "صالح"، بين زملاءه بإسم "هريدي"، ذلك الإسم المتعارف عليه لكل صعيدي، كما تتميز رحلاته بسماع الأغنيات الوطنية والكلاسيكية حيث "أم كلثوم"، و"عبد الحليم"، والذي كان سببًا في شهرة "فيروز" بين صفوف الركاب الأجانب، قائلا: "أنا بكون قاصد أسمعهم الأغاني القديمة عشان يعرفوا أن العرب لديهم فن رائع، واللي بيركب معايا بيكون مستمتع بالأغنية والهواء".
وأشار "هريدى"، عن طابا قبيل الثورة، وعدم زيارة مواطن عربي على الإطلاق، وكانت كل الوافدين أجانب، حيث كانت الفنادق والقرى السياحية تمتاز بمستوى رفيع من الخدمات، ولتكون أراضي الجولف تحيط بالمدينة بالكامل.
كما أوضح صالح ساق الأتوبيس، لجوء المصريين على مدينة طابا، قد بدأ بعد ثورة يناير، وذلك لتدهور حال السياحة وركود العمل، وأنه مع دخولهم إلى أرض الجمال تحولت ملامحها رأسًا على عقب، حيث تم ردم أراضي الجولف إلى صحراء وانخفاض مستوى الفنادق، مشيرا إلى أن معاملة أغلب المصريين غير لائقة، وأفعالهم تزداد سوءًا، ليكون أتوبيس "الصعيدي" يشهد على مواقف المصريين الطريفة.
ولفت"هريدى"، إلى أن المصريين دائما فى اختلافات قد تؤدى بالاعتداءات اللفظية، وذلك لقيامهم بحجز أماكنهم بالقرب من النافذة خلال الجولة السياحية من وإلى الفندق، قائلا: " أشعر أن المصريين يتوافدون للانتقام والتخريب لعدم زيارتهم لطابا مطلقًا قبل ثورة يناير، ولكن القليل منهم لدية وعي بقيمة تلك المدينة والاستمتاع بجوها ومناظرها التي لا تعوض.