سلوك سيرينا ويليامز يثير الانقسام في عالم التنس

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


تسبب سلوك سيرينا ويليامز، في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة، السبت، في انقسام عالم التنس، بعدما وصفت حكم الكرسي بأنه "كاذب" و"لص"، وقالت إنه عاملها بطريقة مختلفة عن اللاعبين الرجال، خلال خسارتها أمام نعومي أوساكا.

وتم تحذير ويليامز، التي كانت تسعى لمعادلة الرقم القياسي بالفوز باللقب 24 في البطولات الأربع الكبرى، بسبب حصولها على نصيحة تدريبية، قبل معاقبتها بخسارة نقطة بعدما ألقت مضربها أرضا وحطمته.

ودخلت اللاعبة الأمريكية المخضرمة بعد ذلك في مشاحنة ساخنة مع الحكم كارلوس راموس، كلفتها خسارة شوط واحد.

وفرض الاتحاد الأمريكي للتنس غرامة 17 ألف دولار على ويليامز، بطلة أمريكا المفتوحة ست مرات، بسبب هذه المخالفات التي احتجت عليها بعنف خلال المباراة.

وبعد أول لقب تحققه أوساكا في البطولات الأربع الكبرى، تلقت ويليامز رسائل دعم، بينما أدان البعض سلوكها واتفقوا مع الحكم.

وكتبت أسطورة التنس بيلي جان كينج في حسابها على تويتر "عندما تكون هناك سيدة مفعمة بالمشاعر، يصبح سلوكها هستيريا، وعوقبت على ذلك، عندما يفعل رجل الأمر نفسه يعتبر صريحا ولا يكون هناك أي تداعيات، أشكرك سيرينا ويليامز على وصف ذلك بالمعايير المزدوجة".

لكن الأسترالية مارجريت كورت، التي تطارد وليامز عددها القياسي من الألقاب في البطولات الأربع الكبرى، لم تحمل الكثير من التعاطف للاعبة الأمريكية البالغ عمرها 36 عاما.

وقالت كورت، التي هيمنت على التنس خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وفقا لتقرير في صحيفة ذا أستراليان "علينا دائما الالتزام باللوائح، إنه يوم حزين للرياضة عندما تحاول لاعبة أن تصبح أكبر من القواعد".

وتابعت "اللاعبة الأصغر سنا تفوقت عليها في المجموعة الأولى، وأعتقد أن الضغط أثر عليها بشكل أكبر من أي شيء آخر".
 
* تحطيم المضرب



بدأت الأحداث المثيرة عندما منح راموس سيرينا تحذيرا بسبب مخالفة اللوائح، لحصولها على نصيحة تدريبية في بداية المجموعة الثانية، بعد قيام مدربها باتريك مراد أوغلو ببعض الإشارات بيده من المدرجات.

واعترف المدرب فيما بعد بذلك، وهو الأمر المحظور في التنس لكنه يطبق بشكل نادر.

وبعد إعلان التحذير اتجهت سيرينا إلى راموس، وشددت على أنها لا تأخذ على الإطلاق نصيحة تدريبية، وأنها تفضل الخسارة "على أن تغش من أجل الفوز".

وبدا أن الأمور هدأت بعدما كسرت سيرينا إرسال أوساكا لتتقدم 3-1، لكنه فرطت في إرسالها في الشوط التالي بعد خطأين مزدوجين، وهو الأمر الذي جعلها تحطم مضربها.

وتسبب ذلك في تحذير جديد، وهو ما يعني حصول أوساكا على النقطة الأولى في الشوط السادس.

وعادت سيرينا، التي بدا وكأنها تعتقد أنه تم إلغاء التحذير الأول، إلى راموس وطلبت منه الاعتذار لقوله إنها حصلت على نصيحة تدريبية مبكرا.

وخلال فترة الراحة بين الأشواط واصلت سيرينا جدالها مع الحكم، وقالت إنه يهاجم شخصيتها وإنه "لص".

وتسبب ذلك في التحذير الثالث الذي أدى إلى منح الشوط كعقوبة إلى أوساكا التي تقدمت 5-3.

واستدعت سيرينا حكام البطولة إلى أرض الملعب، وقالت إن اللاعبين الرجال لا يعاقبون على مخالفات مماثلة.
 

* معايير مزدوجة



وقال جون مكنرو أسطورة التنس، الذي كان من أسرع اللاعبين شعورا بالغضب خلال فتراته لعبه، إن الرياضة يجب أن تبحث عن حل للسماح للاعبين بالتعبير عن مشاعرهم وإظهار شخصيتهم في اللعبة، أثناء الالتزام بتنفيذ اللوائح.

ووفقا لمكنرو فإنه لم يكن من المفترض أن يحذر راموس اللاعبة الأمريكية بسبب تحطيم مضربها، بينما كان ينبغي تحذيرها فقط في وقت مبكر.

وأوضح مكنرو الفائز بسبعة ألقاب في منافسات الفردي بالبطولات الأربع الكبرى لشبكة (ئي.إس.بي.إن) "لقد قلت ما هو أسوأ من ذلك، إنها محقة في الحديث عن معاملة الرجال بمعايير مزدوجة، ولا شك في ذلك".

لكن ريتشارد إينجز، وهو حكم كرسي سابق وكان يعمل كنائب الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين للوائح والمسابقة، فأكد أنه يشعر أن ويليامز هي التي كانت تحتاج إلى التقدم باعتذار.

وسبق لإينجز أن وجه تحذيرا وفرض عقوبة خسارة نقطة وخسارة شوط ضد مكنرو، في بطولة أمريكا المفتوحة 1987 بسبب توجيه إساءات للحكم.

وكتب إينجز في صحيفة سيدني مورنينج هيرالد أن ويليامز أخطأت.

وأضاف "القرارات التي اتخذها راموس لا تتعلق بأي نوع من التمييز أو العنصرية، لقد اتخذها بناء على ملاحظة مخالفات واضحة للوائح البطولات الكبرى، وكان شجاعا بعد ذلك في إعلانها دون خوف".

ولم ترد متحدثة باسم ويليامز بشكل فوري على طلب للتعليق على تصريحات كورت وإينجز، بينما قال الاتحاد الأمريكي للتنس، إنه لا يسمح للحكام بالحديث إلى وسائل الإعلام.

ووفقا للوائح البطولات الأربع الكبرى فإن أول مخالفة تسفر عن تحذير ويكلف الخطأ الثاني نقطة، بينما يكلف الثالث خسارة شوط.

وتؤكد اللوائح أيضا أن اللاعب الذي يتلقى نصيحة من مدربه أو يحطم مضربه بشكل متعمد، يستحق العقوبة.