د. ميادة الحو تكتب: مصر ولم الشمل العربي
شهدت العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة تدهورا ملحوظا في الأوضاع الإقتصادية والأمنية والإجتماعية والسياسية، ويكفي النظر إلي الأوضاع في سوريا وليبيا وتونس واليمن و لبنان والعراق والسودان حتي نقتنع تماما بهدف إسرائيل في تدمير الدول العربية واحدة تلو الأخري لتحقيق أهدافها في مد دولتها من النيل للفرات، عن طريق تطبيق المقوله التاريخية الشهيرة "فرق تسد"، ولا يفوتها في تخطيطها الدنيء رمانة الميزان "مصر" قلب الأمة العربية.
ولذا فتتزايد الحاجة إلي لم شمل الدول العربية حتي يتسني لها مواجهة تلك التحديات، والمقصود ب " لم الشمل العربي" هو توحيد الهدف والعمل و أيضا الهوية الثقافية والحضارية العربية وتوحيد آليات الدفاع والأمن وتوحيد الإقتصاد وحركة التجارة البينية، فدول أوروبا توحدت بالرغم من إختلاف القوميات والأعراق واللغات، فالأولي بتحقيق الوحدة هم العرب الذين يتحدثون ذات اللغة ويجمع بينهم التاريخ ويشتركون في الحضارة والعديد من العادات والتقاليد.
وتهدف الوحدة العربية إلي تجميع المباديء والمصالح في آن واحد بدلا من التشرزم والتناحر والإنعزالية، والجدير بالذكر أن الوحدة العربية لا تلغي الوحدات الوطنية التي تشتمل عليها، فالعروبة هي تكامل للوطنيات كرد فعل لمحاولات التجزئة والتقسيم صنيعة الإستعمار.
وتعتبر الوحدة العربية هي أقوي سلاحا لمكافحة الإرهاب والتصدي للدول الداعمه له، فالأمن الوطني لأي دولة أيا كانت قوتها يرتبط إرتباطا وثيقا بالأمن الوطني لدول الجوار، نحن في حاجة إلي إطلاق الدعوة مجددا للسعي في سبيل تحقيق الوحدة العربية والتي تعتبر صفعة كبري للقوي المعادية، فضلا عن أنه أساسا لا غني عنه لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ومن ثم الإستقلالية والإستقرار.
ويجدر القول هنا إلي أن مصر تحمل علي عاتقها الدور الريادي في "لم الشمل العربي" وذلك لموقعها الجغرافي الفريد حيث أنها قلب الوطن العربي، فهي قلب الثمرة، فضلًا عن الدور المحورى لأزهرها الشريف في الحفاظ على اللغة العربية وآدابها وفنونها وعلومها.