أسامة الأزهري يكشف عن أهم مفتاحين في حياة سيدنا يوسف (فيديو)
تحدث الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، في حلقة اليوم الجمعة، من برنامج "رؤى" على فضائية "دي ام سي"، عن سيدنا يوسف عليه السلام.
وقال الأزهري، إن هناك 3 أنبياء كانت لهم قصص وحكايات على أرض مصر، فقصة سيدنا إدريس صفحة من صفحات سجل النبوة تفجرت ينابيعها على أرض مصر، ثم سيدنا موسى كانت أيضًا أعظم أحداث حياته على أرض مصر، ثم سيدنا يوسف الذي ولد ونشأ في أرض الشام وترعرع في حضن أبيه سيدنا يعقوب حتى حملته الأقدار إلى أرض الكنانة مصر، وهنا فاضت منه ينابيع الحكمة والعلم الموعظة والحكمة التي أودعها الله في عقله والتي برزت في أنها كانت طوق نجاه لأرض الكنانة من أزمة مجاعة وعبر بأرض الكنانة بسلام.
وأضاف: على لسان سيدنا يوسف أنزل الله تعال أعظم وسام شرف لأرض الكنانة في قوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"
وأوضح": في البحث في حياة سيدنا يوسف، تمكنت من مفتاحين تمس حاجتنا اليوم هما العلم والإحسان، كما أن سورة سيدنا يوسف تشير إلى مركزية أرض الكنانة ، مضيفا": ماغطى القران أحداث قطعة على الأرض كما غطى الأحداث التي جرت على أرض مصر سواء سواء مع سيدنا موسى وهارون أو ادريس أو يوسف .
وتابع": سيدنا يوسف كانت له أعظم رحلة إنقاذ لأرض الكنانة من مجاعة كانت مقبلة عليها، قال تعالى وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، مشيرا إلى أن سيدنا يعقوب كان يلقن ابنه سيدنا يوسف الحكمة في بواكير عهد النبوة.
وأكمل": مفتاح العلم تجربة حياة سيدنا يوسف ، قال تعالى ولما بلغ أشده آتينا حكما وعلما " وفي موضع آخر" اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ، وفي موضع آخر قال تعالى" كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ .
وتابع": ظهرت على سيدنا يوسف الحصافة والحكمة في أمور فنية دقيقة في مواجهة أزمة المجاعة التي كانت ستواجهها مصر ، فأشار عليهم إلى بأمور ترتيب زراعة القمح وكيفية الحصاد والتخزين لمواجهة الأزمة المتوقعة ، فكنت تجربة حياة يوسف مبنية على العلم واستطاع أن يخرج على المصريين بإجابة على سؤال مقلق وقضية محيرة وجائهم في وقت أزمة ليمثل باب من الأمان لهم وجعل الله نبوة ورسالة سيدنا يوسف بعد عقائد التوحيد لتفريج الكروبات على أرض الكنانة مصر. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ
وأوضح أن المفتاح الثاني في حياة سيدنا يوسف عليه السلام هو الإحسان، فكان طبعه نبيل ذكي بنور الحكمة والصفح والإحسان، يقول تعالى " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،سيدنا يوسف لم يتغير ولم يغادر وصف الإحسان مهما اشتدت عليه الأمور سواء في الرخاء أو الشدة ، "قال تعالى وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وفي الرخاء " فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".