د. حماد عبدالله يكتب: زيارة لصديقى د/ هانى سرى الدين

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


إنتهزت فرصه وجودى فى أجازتى مع حفيداتى بالساحل الشمالى (أجازة عيد الأضحى المبارك) لكى أتحدث مع صديق غالٍ على , حيث تربطنى به صداقة عميقه منذ أكثر من عشرون عاماً رغم أنه يصغرنى فى السن بأكثر من عشرون عاماً أيضاً ,حيث تشكلت صداقتنا أثناء مزاولتنا للعمل العام , وكان يشغل وظيفة هامه جداً فى" أمارة دبى ", ومع ذلك تركها لتلبيه دعوة لتولى منصب "رئيس هيئه سوق المال" وإستطاع أن ينقل هذه المؤسسة الوطنية نقله نوعيه ، إستمرت علاقتنا معه ومع زملاء أعزاء فى نفس المرحلة السنية من عمره أمثال "الدكتور محمود محى الدين , والدكتور مهندس أحمد الشرقاوى , والمستشار أحمد  أبو هنديه وغيرهم ,ورغم فارق السن إلا ان أهدافنا المشتركة جمعتنا سوياً على الخير أو الأداء المحترم من أجل بلدنا الحبيب مصر .
وبإتصالى بالدكتور "هانى" , ومن حسن الحظ أن أجده يقيم فى فندق "سيدى عبد الرحمن" , كعادته من سنوات حيث يقضى أجازته  الصيفية هناك .
وفوراً أخذت سيارتى ومن مقر أجازتى فى "مارينا العلمين" توجهت إليه فى صباح باكر , لكى يستقبلنى ونجلس سوياً على شاطىء خليج "سيدى عبد الرحمن " نحتسى " الأكسبرسوا " ، ونتداول الحديث الذى مكثنا فيه لأكثر من ثلاثه ساعات ، عن الحاضر  والماضى والأمل فى المستقبل .
ويشغل الدكتور "هانى سرى الدين " اليوم منصب سكرتير عام حزب الوفد , ويزاول عمله كأستاذ فى كليه الحقوق جامعة القاهرة , وإستطاع أن ينشىء مركز إستشارى فى القانون والعقود والمفاوضات ضم إليه نخبة محترمة من أساتذة القانون فى "مصر" وأصبح مركز "سرى الدين" للشئون القانونية من أهم المراكز الإستشارية فى "مصر" ،كما يشغل الأن متطوعاً المدير التنفيذى لمشروع إمتداد مستشفى الدكتور "مجدى يعقوب " فى أسوان ، ويتولى رئاسه مجلس إدارة شركة "سوديك" ولقد إستطاع هذا الشاب المحترم والدؤوب على العمل , ولا شىء سواه أن يصل بكل مسئولية تولاها إلى أقص درجه من درجات الإتقان , وأن يحقق أحلامه التى منذ أن تعرفت عليه وهو يدعوا إليها , وهو العمل المؤسسى , وهو ما ينقص بلدنا للأسف الشديد , العمل المؤسسى والذى يعتمد على النظام وليس على الفرد ، وكان من أهم محاضراته ومداخلاته فى كل المواقع التى تولاها أو شارك فيها  أن لا حل إلا بأن يكون لدينا "نظام مؤسسى" فى كل مناحى حياتنا فى "مصر" ،ولعل ذلك أنعكس على كل مرفق أو مؤسسة تولى إدارتها ,وأخيراً صندوق "تحيا مصر " حينما بدأ عمله وتم إنشاؤه إستطاع "د. هانى سرى الدين" أن يضع الخطوط العريضة لمن بعمل بعده فى إدارة هذا الصندوق الوطنى , والذى يتحمل جزء كبير من مشروعات التنمية وإعادة بناء مصر الحديثة .
ولقد كان لقائنا حميمياً ,حيث تطرفنا إلى كل ما يعن لنا , كحالمين لهذا الوطن بمستقبل رائع ، يتطلب الجهد والعرق والتفانى وإنكار الذات ,والبحث عن وسائل خارج الصندوق لكى ننطلق فى هذا الوطن إلى رحاب أوسع , تعود على المواطنين المصريين بالخير والرفاهية والضمان الإجتماعى لذوى الاحتياجات الخاصة ولرفع مستوى المعيشة للمصريين ,وكذلك السبل المتاحه لعودة الطبقة الوسطى لأداء دورها فى المجتمع ,كل تلك الشئون العامة , والطرق الشرعية لتوصيل المقترحات لصاحب القرار السياسى .
ولم يمنعنا هذا من التحدث إلى الذات عن مشاكلنا اليومية وتعارضها مع حياتنا العملية .
 لقد كانت ساعات قليله سرت فى حديث لا ينقطع فى دقائق , وما كان إلا أن نفترق على أمل  لقاء أخر قريب !!.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد