خبراء يكشفون مصير الآثار المصرية في متحف البرازيل المحترق (تقرير)
كارثة وصفها
الخبراء بالأكبر في العشر سنوات الأخيرة، تصيب التراث الإنساني إصابة فادحة، عندما
اندلع حريق هائل مساء الأحد الثاني من سبتمبر في متحف البرازيل القومي بمدينة ريو
دي جانيرو، وهو المتحف الذي يضم 20 مليون قطعة، تتنوع ما بين قطع أثرية وجيولوجية
وحفريات وقطع فنية، والأكثر مدعاة للأسى أن المتحف كان يضم قسم للآثار المصرية، يحوى
ما يقرب من 700 قطة أو أكثر من الآثار المصرية القديمة النادرة.
ومن جانبه صرح
الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن الآثار المصرية في الخارج
قد خرجت إما بطرق رسمية قبل صدور قوانين حماية الآثار عام 1984م، أو عن طريق التهريب
والحفر خلسة، وهو الأمر الذي يتم بطرق غير مشروعة، والذي يتم ضبط الكثير منه ومصادرة
الآثار لصالح وزارة الآثار المصرية.
وأكد "وزيري"
أن مصر دائمًا ما تسعى لاسترداد آثارها المُسجلة، ولكن الآثار الغير مسجلة والتي تمتلكها
المتاحف في الخارج والتي نطالب بحمايتها، هي تخضع بشكل كامل لمسؤولية هذه المتاحف.
حواس: كارثة
متحف البرازيل القومي يوم حزين للبشرية وأكثر حزنًا لمصر
قال الدكتور زاهي حواس عالم المصريات، إن كارثة حريق
متحف البرازيل القومي في مدينة ريو دي جانيرو، هي أمر يخص العالم أجمع، ويخص كل من
يهتم لأمر الإنسانية والحضارية البشرية، حيث يمثل له يوم حريق المتحف الأقدم في البرازيل
يوم حزين، مؤكدًا أن المصريين بالنسبة لهم الأمر ليس بهين، نظرًا أن آثارنا الموجودة
في المتحف أصيبت بالدمار الكامل، حسب ما ورد إلينا من معلومات.
وأضاف "حواس"
أن متحف البرازيل القومي يُعد من أقدم المتاحف بها، حيث يصل عمره إلى ما يقرب من مائتي
عام، ويحوى ما يقرب من 20 مليون قطعة تتنوع ما بين آثار وفنون وحفريات.
كيف وصلت الآثار المصرية إلى البرازيل
وأكد "حواس"
أن متحف البرازيل القومي كان يحوي قسمًا للآثار المصرية، والتي خرجت من مصر عن طريق
مهرب آثار يدعى بلزوني، والذي كان يعمل لاعب سيرك وقدم إلى مصر، وهرّب الكثير من الآثار
المصرية إلى الخارج، والتي بيعت فيما بعد بالمزادات العالمية، مؤكدًا أن بعض آثارنا
خرجت عن الطريق الرسمي كالإهداء في عصر الخديو إسماعيل أو الاقتسام مع البعثات الأثرية،
أو بيع الآثار الرسمي قبل صدور قوانين حماية الآثار.
وقال "حواس"
إن متحف البرازيل القومي كان يضم مجموعة نادرة من الآثار المصرية منها مجموعة من المومياوات
البشرية، وتابوت حجري نادر لمغنية عمره 2500 عام قبل الميلاد.
مطالبات بمحاكمة
مدير المتحف والحق الأدبي لمصر
وطالب "حواس"
بمحاكمة مدير متحف البرازيل القومي، حيث أن المتحف لا يحوي أية وسائل تأمينية ضد الحرائق،
كما طالب وزارة الآثار بضرورة المطالبة بحق مصر الأدبي في الإشراف على آثارنا في الخارج،
إن لم نستطع استعادتها، وأن يكون لنا حق الإشراف على وسائل تأمينها داخل المتاحف
العالمية، متابعًا: "وإن لم نطمئن لإجراءات التأمين، فيجب أن نطالب باستعادتها
رسميًا عن طريق اليونسكو".
عدد القطع
الأثرية المصرية في متحف البرازيل وأنواعها
ومن جانبه قال
بسام الشماع الباحث الأثري وعضو اتحاد الكتاب والجمعية التاريخية، إن متحف البرازيل
القومي كان يضم آثار مصرية قديمة قد يصل عددها لـ 700 قطعة أثرية أو أكثر، مؤكدًا
أن الكارثة التي وقعت في المتحف هي يوم حزين للبشرية بأكملها.
وأضاف أن هذا العام
2018 كان المتحف يحتفل بمرور 200 عام على تأسيسه، مشيرًا إلى أن المتحف كان يضم 20
مليون قطعة متنوعة بين آثار وغيرها من حفريات وقطع فنية وقطع جيولوجية.
وتابع: "ما يهمنا هو القطع الأثرية، وعلى الأخص الـ 700 قطعة أثرية المصرية القديمة،
ومنها تابوت منشد آمون، الذي أهدى للبرازيل عن طريق الخديو إسماعيل، ومومياوات بشرية
مصرية، وآثار ترجع للأسرة الـ 23 وهى الأندر بين الآثار المصرية القديمة".
تصريحات "مثيرة
للدهشة" لمدير متحف البرازيل
ووصف "الشماع"
تصريحات وزير الثقافة البرازيلي بـ"الغريبة"، حيث قال إن سبب الحريق هو منطاد
محلي الصنع، أو ماس كهربائي، كما صرح أن هناك بعض القطع تم إنقاذها، متسائلًا: "أين
هي، وما أعدادها، ولماذ التأخر في الإعلان عنها، وكيف لا يستطع متحف بهذه الضخامة السيطرة
على حريق من ماس كهربائي؟".
وتساءل "الشماع"
كيف لا تستطيع البرازيل أن تنفق على حماية الآثار المصرية، وهي صاحبة السبق في تنظيم
بطولات العالم الرياضية ككأس العالم، مطالبًا الحكومة المصرية بالتوجه مباشرة للأمم
المتحدة بالشكوى، خاصة وأن اليونيسكو والآيكوم لن يقوما بأي دور في هذا الصدد.
الشماع: كيف تجهل وزارة الآثار عدد آثارنا في البرازيل؟
كما استنكر "الشماع" قيام وزارة الآثار المصرية بمطالبة وزارة الخارجية بقائمة بآثارنا في متحف البرازيل المنكوب، متسائلًا: "كيف في عام 2018 لا تمتلك الوزارة مثل هذه القائمة؟ كيف لاتدري الوزارة عدد آثارنا في الخارج؟"، مطالبًا بضرورة تعويض مصر ماديًا عن فقدان هذه الآثار إن لم يتم إنقاذها، كما طالب بعودة كل المتاحف الطائرة من الخارج.