التنمية المستدامة أبرزهم.. تفاصيل كلمة السيسي في منتدى التعاون "الصين أفريقيا"
شهد اليوم الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى التعاون "الصين - أفريقيا 2018"، والذي عقد في العاصمة الصينية بكين، العديد من الفاعليات، أبرزها مشاركة السيسي وزعماء الدول المشاركة في القمة جلسة المائدة المستديرة الأولى، كما شارك في الجلسة الثانية وألقى كلمة استعرض خلالها رؤية مصر لسبل تفعيل التعاون الأفريقي الصيني، ودعم الشراكة القائمة بين الجانبين، ودور مصر وما يمكن أن تسهم به وتقدمه في هذا الإطار.
وتستعرض"الفجر"، فيما يلي تفاصيل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي
خلال الجلسة الثانية.
المنطقة
الاقتصادية بقناة السويس مركز لوجيستي عالمي
استعرض الرئيس عبد
الفتاح السيسي، أهمية المنطقة الاقتصادية بقناة السويس كمركز لوجيستي واقتصادي عالمي.
وقال الرئيس السيسي،
إن المنطقة الاقتصادية بقناة السويس تسهم في تطوير حركة الملاحة الدولية وحرية التجارة
العالمية.
السيسي
يدعو لربط مبادرة "الحزام والطريق" وأجندة أفريقيا التنموية 2063
تقدم الرئيس عبد
الفتاح السيسي، بجزيل الشكر لرئيس "تشي جين بينج" رئيس جمهورية الصين الشعبية،
ولشعب الصين الصديق، على ما لمسناه من حفاوة الضيافة والاستقبال خلال استضافة بكين
لهذه القمة المهمة.
وتقدم الرئيس بالشكر
والتقدير للرئاسة المشتركة للمنتدى، ولرئيس "سيريل رامافوزا"، رئيس جمهورية
جنوب أفريقيا، على ما تم بذله من جهد دءوب خلال السنوات الماضية لتوطيد الشراكة الأفريقية
الصينية، ما جعل هذا المنتدى علامة بارزة وأحد أهم الشراكات الأفريقية الإستراتيجية.
وقال السيسي:
"لقد أضحى منتدى التعاون الصيني الأفريقي مثالًا يُحتذى به، للتعاون الفعال والبنّاء
بين الدول النامية، ونموذجًا فاعلًا لأُطر التعاون الأفريقي متعددة الأطراف؛ فاليوم
استعرضنا النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج، التي
حددت آفاق التعاون المشترك في الفترة من 2016 إلى 2018، وسنَعتمد اليوم خطة عمل جديدة
وطموحة للسنوات الثلاث المقبلة، تتطرق إلى مختلف مجالات التنمية، سعيًا لتحقيق تطلعات
شعوبنا في العيش الكريم والاستقرار والرخاء، من خلال تهيئة المناخ المناسب للتنمية
المستدامة، والتغلب على تحديات العصر، استنادًا إلى حزم من الحلول المبتكرة، التي تتناسب
مع المعطيات المعاصرة وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية، وتقوم على الربط بين مبادرة
"الحزام والطريق" الصينية، وأجندة أفريقيا التنموية 2063، وهو نهج إيجابي
يجمع بين مقدرات النمو للطرفين من ناحية، ويدلل على وحدة الهدف والثقة المتبادلة بين
الجانبين الأفريقي والصيني من ناحية أخرى".
المطالبة
بتحقيق تنمية مستدامة وتوفير فرص عمل للشعوب الأفريقية
قال الرئيس السيسي:
"لقد اهتمت مصر دومًا بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية، بما يضمن تمثيل
وجهة نظرها على الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وتابع رئيس الجمهورية"ولعل
جهود مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة الـ 77 والصين، خير دليل على توافر الإرادة
والعزيمة لتطوير التعاون بين الدول النامية بما يحقق عالمًا أكثر انصافًا، يضمن فيه
كل إنسان نصيبًا عادلًا من التنمية والعيش الكريم، وستستمر مصر خلال الأعوام المقبلة
في العمل على تطوير وتعزيز أُطر التعاون جنوب – جنوب، ومنصات التعاون الثلاثي، لخدمة
مصالح الشعوب الأفريقية والدول النامية".
وأضاف: وتبرز أهمية
الشراكة الأفريقية الصينية، التي نجحت ولا تزال، في تنسيق مواقف الدول النامية على
الصعيد الدولي في العديد من الملفات المحورية، مثل ترسيخ مبدأ الملكية الوطنية لبرامج
التنمية، في إطار مفاوضات إصلاح منظومة تمويل التنمية الأممية، فضلًا عن تأييد الصين
الثابت للموقف الأفريقي الموحد بالنسبة لإصلاح مجلس الأمن وفقًا لتوافق "أوزليني"
ومُخرجات قمة "سرت"، وإزالة الظلم التاريخي الواقع على الدول الأفريقية.
وتابع: إن تحقيق
التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية
القارية، وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير
المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية، هي عناصر رئيسية
ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في 2019، حيث بات جليًا أن التنمية
والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض، والحمائية الاقتصادية والتجارية.
نسعى لتفعيل
خطة عمل 2019/ 2022 للتعاون بين أفريقيا والصين
أكد الرئيس، على
أهمية مواصلة العمل على تعزيز وتفعيل الشراكة الأفريقية الصينية، لما تمثله من فاعلية
ومصداقية، فضلًا عن قيامها على أساس المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة، وأن مصر
ستحرص كل الحرص خلال الفترة المقبلة على تكثيف التعاون والتنسيق مع الرئاسة المشتركة
للمنتدى، لتفعيل خطة عمل 2019– 2022 للتعاون بين أفريقيا والصين.
وأضاف: "تؤمن
مصر بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق، وأجندة
تنمية وتحديث أفريقيا 2063، وفي هذا الإطار، تقدم مصر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
للعالم كمركز لوجيستي واقتصادي، يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز
من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقًا استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبيئة
التحتية والخدمات التجارية، ليكون محور قناة السويس رابطًا تجاريًا واقتصاديًا وإنسانيًا،
يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق، ويربطها بأفريقيا".
وتابع: "أود
أن أثمن التوجه الصيني لتعزيز التعاون وتكثيف التشاور مع أفريقيا، بالاستناد إلى مقاربة
إيجابية صادقة، تقوم على ترسيخ القواسم المشتركة، وتعزيز أواصر الصلة بين شعوبنا، وتعني
بتحقيق تنمية مستدامة فعلية، تستجيب لمتطلبات الشعوب الأفريقية، في إطار من المصلحة
المشتركة واحترام سيادة الدول ومُقدراتها".