أحمد الشيخ يكتب: سبوبة اليورومني
ينطلق صباح غدًا الثلاثاء مؤتمر اليوروموني السنوي في مصر في دورته الـ 24 بالقاهرة بمشاركة 4 وزراء من المجموعة الاقتصادية.
وتهدف مؤتمرات اليورومني "على حد ما هو معلن" إلى خلق حوار بين المستثمرين وصناع القرار، وهو بالفعل ما يحدث حلقة متواصلة من "الرغي" أمام كاميرات الإعلام بين المستثمرين والوزراء بغرض التلميع طارة والإحراج تارة أخرى، "وكل برغوث على قد دمه" كما يقول المثل أو بالأحرى "كل واحد على قد اللى دفعه"، دون أى نتائج ايجابية على الاقتصاد المصري أو حلول يمكن تطبيقها على أرض الواقع (كلام وبس).
المهم أن المستفيد من كل هذه الضوضاء هي مؤسسة اليورومني العالمية من رعايات بالملايين، من بنوك حكومية وخاصة وشركات ووزرات وهيئات، بمعنى أن الحكومة تتحمل ملايين الدولارات التى تدفع لهذه المؤسسة دون طائل أو نتيجة حقيقية ملموسة يمكن أن نقول أنها تحققت على مدار 23 عاماً من "الرغي" المستمر.
ولكن المضحك في الأمر التضخيم لمؤسسة اليورومني، حتى في بيانات رسمية لهيئة الاستعلامات المصرية، التي هي في الحقيقة عبارة عن مجلة تصدر في لندن أسسها السير باتريك سيرجنت، وهي جزء من Euromoney Institutional Investor ، وهي مجموعة إعلامية دولية للأعمال التجارية تركز في المقام الأول على صناعة التمويل الدولية، و أصبحت المجموعة شركة عامة في عام 1986 ، وهي مدرجة في بورصة لندن.
ومؤتمر اليورومني يا سادة ومعه العديد من المؤتمرات التى تعقد في مصر وبعض الدول العربية وعلى رأسها سيتي سكيب هي مجرد تجسيد لعقدة الخواجة التي مازلنا نعاني منها رغم كل ما مر على مصر من أزمات وتحديات، لكن مازال "الخواجة" قادر على إخراج الفلوس "الموني" من جيوب الفقراء والأغنياء في مصر.
ما يحزنّي أن هناك الكثير من الدوريات الاقتصادية المحترمة في مصر التى تستطيع تنظيم مثل هذه المؤتمرات باحترافية عالية لكن للأسف لا تلقى نفس الاهتمام من السادة المسئولين أو رجال الأعمال الذين سيقفون أمام الكاميرات وهم يتحدثون اللغة الإنجليزية "خواجات بقى" وكأنهم يخاطبون العالم إلا إنهم في الواقع لا يخاطبون سوى أنفسهم والمستثمرين المصريين والصحافة المحلية، التى يرون أنها أقل من قيادة مثل هذه المؤتمرات.
بالمختصر المفيد الحكومة وشركات القطاع العام والخاص والبنوك في مصر والسعودية تدفع تمويل سنوي لمجموعة إعلامية أوروبية تصدر مجموعة من الصحف والمجلات وتقويها على حسابنا الخاص، وملايين الدولارت تحصدها تلك المؤسسة من جيوبنا كان يمكن توجيهها لتقوية الصحافة المتخصصة في البلدين لتضاهي تلك الأوروبية وكل هذا بسبب "عقد الخواجة".
للتواصل مع كاتب المقال: