رئيس "خارجية النواب": أمريكا أعلنت انتهاء دورها كراع لعملية السلام
قال النائب طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن موقف الولايات المتحدة بتمويلها لوكالة الأونروا إعلانًا عن انتهاء دورها كراع لعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية التي بدأت عام 1991 بعقد مؤتمر مدريد، والذي تبعه صدور إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي عام 1993.
وأضاف رضوان، فى تصريحاته للمُحررين البرلمانيين: "ورغم التراخي والمماطلة في تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بمقتضى هذا الاتفاق والاتفاقيات اللاحقة له، وعدم الوصول إلى حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط حتى الآن، إلا أنه كان هناك دومًا أمل ومحاولات من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة لدفع عملية السلام، وبالطبع فقد كان هناك تفاوت في اهتمام هذه الإدارات بالقضية الفلسطينية وتسوية النزاع في الشرق الأوسط، وكان هناك تحيزا واضحا طيلة هذه العقود للجانب الإسرائيلي، ولكن منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية – إدارة الرئيس ترامب – بدأ هذا الأمل يخفت ويتلاشى.
وتابع رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بالبرلمان، أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد مثل محاولة واضحة لوأد القضية الفلسطينية، وتأكدت النوايا الأمريكية بإعلان الولايات المتحدة وقف تمويلها للأونوروا، تلك الوكالة التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل تخفيض معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتوفير فرص عمل لهم، واستطاعت منذ بدء عملها عام 1950 تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والخدمات التعليمية الضرورية لأربعة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين، واليوم فإن هذه الوكالة ترعى ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني، وتعمل جاهدة على إبقائهم على قيد الحياة، وتوفير الحد الأدنى من التعليم والرعاية الصحية، ولم تنخرط يومًا في تمويل عمليات قتالية، ولم يكن لها موقف سياسي داعم لأحد طرفي النزاع.
وأكد أن مدارس الأونروا المقامة بمخيمات اللاجئين تقف شاهدة على دور هذه المنظمة، وتدحض كل ادعاء أمريكي بضعف سياستها، أو عدم قابليتها للإصلاح كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية. كما أنها وغيرها من الجهود البارزة والمشكورة للأونروا تفضح النوايا الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال خنق المجتمعات الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين من أبسط الحقوق الإنسانية - التعليم الأساسي والرعاية الصحية الأساسية – وذلك حتي يتنازل الفلسطينيون على هويتهم، وينتهي حل الدولتين، ويذوب الفلسطينيون داخل الدولة الصهيونية العنصرية، يبرهن على ذلك تزامن هذا القرار الأمريكي مع قرار أخر اتخذته الإدارة الأمريكية منذ أيام بوقف تمويل مشاريع مخصصة للفلسطينيين تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويخصص لها سنويًا أكثر من 200 مليون دولار واستطرد: إن الولايات المتحدة تعاقب الفلسطينيين على رفضهم قرار نقل سفارتها للقدس، التي ينص إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي على تحديد وضعها من خلال مفاوضات التسوية النهائية، وتنحاز إلى الجانب الإسرائيلي على نحو غير مسبوق، وفوق كل ذلك تأجج التوتر في المنطقة.
وأكمل رضوان: إذا كانت الولايات المتحدة قد اختارت هذا الطريق وتنازلت بمحض إرادتها عن دور الوسيط والراعي لعملية السلام، فإن على الدول الكبرى أن تسارع لسد الفراغ المالي والسياسي الذي ستحدثه السياسات الأمريكية قبل أن تتأزم الأوضاع الإنسانية بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والتي سيعقبها بالطبع أزمات وتوترات لا يحمد عقباها، مشيرا إلى أنه من حسن الطالع إعلان الحكومة الألمانية قيامها بزيادة مساهماتها المالية للاونوروا قبيل صدور القرار الأمريكي، ولكن مساهمة الولايات المتحدة بــ 30% من موارد الوكالة يتطلب تكاتف الجهود لاسيما الأوروبية لدعم الاونوروا، لاسيما ونحن على أبواب بدء عام دراسي جديد، فهناك ألاف الأطفال اللاجئين ينتظرون قيام المجتمع الدولي بدوره حتى يتمكنوا من الحصول على حقهم في التعليم، وحتى لا يصبحوا بعد سنوات قلائل فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، وعناصر متطرفة تهدد السلم والأمن العالمي.