سالم أحمد سالم يكتب: محافظ المنوفية الجديد «إياك والفيس بوك»
أعلم منذ أن تعلمت الفرق بين الكاف والقاف، أن المحافظة التي أنتمي إليها ليست بالصغيرة في نظر المسئولين عن اتخاذ القرار، أعلم أن حاملي بطاقات الرقم القومي مدون عليها «المنوفية» يحاولون بقدر المستطاع الوصول إلي «السلطة»؛ بل إنهم السلطة الفعلية للبلاد علي مدار ما يزيد عن خمسون عاماً، تربعوا خلالها علي عرش الرئاسة والوزارات المُخْتَلِفةِ .. لكن نصيبها كان أسوداً للغاية، فمحافظيها اِنتقلوا من العرش إلي البُرش، وظلت دون راعياً لأمورها ٨ أشهر، حتي اِختارت الحكومة اللواء سعيد عباس، قائد المنطقة العسكرية الشمالية؛ ليتولي زمامها.
قبل الرسائل القليلة التي أُريد أن تصل إلي المُحافظ الجديد، الذي اعتقد أنه سيكون حازماً نظراً لخلفيته العسكرية، فـ الشُكر موصول إلي الدكتور أيمن مُختار السكرتير العام، الرجل الذي كان يعمل صامتاً منذ لحظة القبض علي المحافظ السابق الدكتور هشام عبدالباسط .. كنّا نظن أنه سيكون ضعيفاً في قرارته وسيُغلق مكتبه وهاتفه المحمول بعد الثالثة عصراً، إلا أنه استطاع تلبية الكثير من احتياجات «الديوان»،
إلي الرجل الجديد، هل تعلم أنك دخلت «عِش الدبابير» ؟ هل تعلم مدى غضب أهالي أشمون «أكبر مراكز المحافظة» ؟ هل تعلم شئ عن مدينة كمال الشاذلي ؟ هل سمعت يوماً عن أراضي السادات المهدرة ؟ هل تعلم أن «الفيس بوك» هو المسئول عن تحريك أغلبية رؤساء المدن الحاليين ؟ وماذا عن مشاريع المحافظة ؟ هل أخبروك بفيرس الصحافة الإقليمية ومُدعي الشهرة ؟ هل سترتدي قناع «الشو الإعلامي» ؟ هل هناك خطة للقضاء على الفساد ؟ وما هى رؤيتك للتطوير ؟
تساؤلات كثيرة لابد أن يعلمها الرجل الجديد الذي تربع على عرش محافظة الزعماء، ملفات كثيرة لزاماً عليه أن يقترب من أشواكها، رؤساء مدن العدل لهم تولى وحدة قروية؛ فضلاً عن أنهم «يستاهلوا الحرق»، مسئولين عن صفحات فيس بوك غرضهم «المحليات والشهرة»، تأشيرات من قبلك كان مصيرها «التجارة» والتلاعب بمطالب الأهالى، الأزمات فى القري لازالت فى تصاعد مستمر، قري دون صرف صحي ومراكز شباب، مدارس آيلة للسقوط وحدات صحية وجودها مثل العدم، وأكثر من ذلك، لا تسمع إلى من يقول أن الأمر وردياً وأنك فى المنوفية للراحة.
لا أُريد أن أُصدر لك مشاهد شؤم من اليوم الأول، ولكن لا تترك أُذنك ويداك لأحد؛ مثل السابقين، عليك بالتعاون مع القليل من موظفي الديوان والمعدودين من الذين عينوا أنفسهم ألسنة لمطالب الأهالي، عليك بالابتعاد عن «الصحفيين» فإنهم لن ينفعوك، لا تكن حريصاً على التودد للجهات العسكرية والرقابية؛ أيضاً لن ينفعوك «كان غيرك أشطر».
معالي المحافظ .. فالمنوفية مُحافظة طباعها «التمرد» أصواتهم مرتفعة دائماً لا يتركون حقوقهم .. رجالها على درجة رؤساء جمهورية، فعليك بالوقوف على مشاكلهم والسعي على حلها فى إطار الحلول القانونية .. وأخيراً «إياك والفيس بوك».