صحف عربية: إيران مستمرة في تهريب السلاح إلى ميليشيا الحوثي
يستعد الجيش الروسي لمعركة إدلب عبر حشد قواته قبالة السواحل السورية ما يؤكد أن بدء القتال في إدلب مسألة وقت، بينما أبدى حزب القوات اللبنانية مرونة في التعاطي مع أزمة تشكيل الحكومة وقدم تنازلات ملموسة على عكس التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله المتعنتين.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تسعى أمريكا إلى إجهاض الخطة الإيرانية في العراق بعد انضمام الأكراد إلى التحالف الذي يقوده نوري المالكي، فيما ضبطت البحرية الأمريكية قارباً محمّلاً بمئات من قطع الأسلحة المهربة إلى الحوثيين، في خليج عدن أخيراً، ما يشير إلى استمرار إيران في تهريب الأسلحة إلى الميليشيات الانقلابية في اليمن.
"عاصفة" إدلب
ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الجيش الروسي حشد قطعاً بحرية في البحر المتوسط تمهيداً لمناورات كبرى قبالة الساحل السوري حيث تقع إدلب، التي حوصرت بتعزيزات من قوات النظام ضمت ألفي عربة.
وبحسب مصادر روسية، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى أمس، في موسكو، محادثات مع وزير الخارجية في النظام السوري وليد المعلم، ركزت على ضبط مواقف الطرفين حيال التطورات المحتملة في سوريا، لجهة احتمال شن عملية عسكرية غربية، إضافة لتنسيق المواقف حيال الوضع في إدلب، ووضع ترتيبات لضمان أمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وشدّد لافروف على أنه "من غير المقبول أن يواصل إرهابيو جبهة النصرة وغيرهم استخدام منطقة خفض التصعيد في إدلب، لإعداد هجماتهم على مواقع حكومية وقاعدة حميميم الجوية الروسية، بطائرات مسيرة".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إطلاق مناورات عسكرية واسعة في البحر المتوسط، في تطور ربطه محللون روس بهجوم محتمل على إدلب و"استعدادات غربية لتوجيه ضربات ضد النظام"، فيما ذكرت الوزارة في بيان إن المناورات ستجري بمشاركة 25 سفينة بقيادة الطراد الصاروخي "مارشال أوستينوف"، إضافة إلى 30 طائرة.
حكومة لبنان
أظهر حزب القوات اللبنانية مرونة في التعاطي مع أزمة التشكيل الحكومي المستمرة، عبر تراجعه عن التمسك بمنصب نائب رئيس الوزراء، وأيضاً موافقته على الحصول على 4 حقائب وزارية فقط بعد أن كان يطالب بخمس وزارات.
وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، فإن تنازلات حزب القوات قوبلت بسلبية من الطرف المقابل وخصوصاً التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله، اللذين يعملان على تحجيمه وإضعاف حضوره الحكومي، من خلال إصرارهما على رفض منحه أية حقيبة سيادية واقتصار وجوده على ثلاث وزارات.
وأكد قادة القوات بأنهم قدموا كل ما يمكن من جانبهم لتسهيل عملية تشكيل الحكومة، بيد أن لديهم سقفاً محدداً للتنازل، وأن على الطرف المقابل تحمل مسؤولياته، خاصة أنه هو من يضع العراقيل أمام ولادة الحكومة العتيدة.
وقال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور: "قبولنا بـ4 وزارات هو تنازل كبير لأجل المصلحة الوطنية العليا ولن نتنازل عن هذا السقف، ونحن منفتحون على خيارات عديدة ضمن سقف ممكن من التنازل".
وشدد على أن ما تطلبه "القوات" أقل من حصتها وهو الحد الأدنى في وقت يضخم فيه سواها حجمه في محاولة لتحجيمها.
وكان رئيس القوات سمير جعجع اجتمع برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مساء الأربعاء الماضي، في بيت الوسط، وأكد حرص حزبه على تسهيل تشكيل الحكومة وعلى دعم العهد، بيد أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب القوات.
وأشيعت في الأيام الأخيرة أجواء إيجابية عن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن التركيبة الحكومية بيد أن لا مؤشرات حقيقية توحي بذلك.
فيما أشار متابعون إلى أن أزمة التشكيل الحكومي في لبنان ليست فقط وليدة التعقيدات الداخلية المرتبطة بالحسابات الضيقة للقوى السياسية ومحاولة كل منهم توسيع دائرة نفوذه الحكومي على حساب الآخر، بل أيضاً هي مرتبطة بالوضع الإقليمي.
حكومة طوارئ عراقية
شهد الصراع السياسي في العراق منعطفاً خطيراً بعد انضمام الحزبين الكرديين الرئيسيين إلى التحالف الذي تدعمه إيران بقيادة نوري المالكي وهادي العامري، الأمر الذي بات يشكل خطورة كبيرة على التحالف الذي يقوده مقتدى الصدر.
وكشفت مصادر عراقية لصحيفة "عكاظ"، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومعاونه كريم رضائي وسفير طهران في بغداد أريج مسجدي، هم من يقفون وراء إقناع الحزبين الكرديين الرئيسيين بالانضمام إلى تحالف المالكي والعامري وهو ما أعاد خلط الأوراق في ما يتعلق بتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان.
وذكرت المصادر أن المبعوث الأمريكي إلى العراق بريت ماكغورك، بدأ تحركاً عاجلاً لتقويض فرصة تحالف المالكي والعامري من خلال الدفع باتجاه حكومة طوارئ لمدة عامين، عبر اجتماعات مكثفة يجريها ماكغورك مع الأقطاب الشيعية المناوئة لإيران لقطع الطريق على المشروع الإيراني، ولم يتسن بعد معرفة نتائج هذه الاجتماعات.
ومن جانبه، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون منصور البعيجي، إن ائتلافه وتحالف الفتح حسما تشكيل الكتلة الأكبر، موضحاً في بيان له أن ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح بقيادة العامري وجزءاً كبيراً من النصر إضافة إلى تحالف المحور والحزبين الكرديين الرئيسيين، تم حسم هذا الأمر معهم والآن بطور جمع الأسماء والتواقيع من أجل إعلان الكتلة الأكبر.
أسلحة الحوثيين
كشف مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن البحرية الأمريكية ضبطت مئات من قطع الأسلحة المهربة، في قارب بخليج عدن، إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، ما يؤكد أن إيران لم تتورع من معاودة تهريب الأسلحة رغم السيطرة الشديدة للقوات الدولية في بحر العرب.
وبين المسؤول الأمريكي بحسب صحيفة "اليوم" السعودية، أن القارب احتجز في منطقة شهدت سابقاً عمليات تهريب أسلحة للحوثيين، مشيراً إلى أنه جرى تحميل الأسلحة المصادرة على متن المدمرة "يو أس أس جايسون دونام"، والتي تضمنت بنادق كلاشينكوف.
وسبق أن كشفت الأدلة التي عرضتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، التكتيك الإيراني لتهريب السلاح النوعي إلى الميليشيات الحوثية، وتطوير الأسلحة القديمة التي كانت سابقاً لدى الجيش اليمني واستولى عليها الانقلابيون، مشيرة إلى أن نقل الأسلحة يبدأ بأماكن سيطرة تنظيم حزب الله اللبناني الإرهابي، مروراً بسوريا والعراق، وصولاً إلى الأراضي الإيرانية، ثم تهريبها بحراً إلى الداخل اليمني.
وكشف مسؤولون يمنيون كذلك أن إيران تستمر في تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، ويتلقون قطع الصواريخ الباليستية، من خلال تفكيكها وشحنها داخل حاويات قمح وأغذية، ثم يجري تجميعها بواسطة نحو 75 خبيراً إيرانياً ومن حزب الله، منتشرين في العديد من المدن داخل إقليم تهامة.
وكشفت مصادر إيرانية وغربية، أن إيران ترسل أسلحة ومستشارين عسكريين إلى الميليشيات الحوثية، إما مباشرة إلى اليمن أو عبر الصومال.
كما أفاد مسؤول إيراني كبير، أنه يتم أيضاً تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات إطلاقها، التي لا يمكن إنتاجها في اليمن، إضافة إلى تهريب النقود والمخدرات التي تستخدم لتمويل أنشطة الحوثيين.