وأكد المونسنيور كارلو ماريا فيغانو (77 عاما)، الذي كان قاصدا رسوليا في واشنطن بين 2011 و2016، بأنه أبلغ البابا فرنسيس بالاتهامات بحق الكاردينال الأميركي ثيودور ماكاريك في 2013.
لكن فيغانو أضاف أن البابا فرنسيس وبدلا من معاقبة ماكاريك، ألغى عقوبات كان قد فرضها عليه سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر.
وكتب فيغانو في رسالة من 11 صفحة نشرت السبت في عدد كبير من المنشورات الكاثوليكية الأميركية، التقليدية أو المحافظة جدا، وفي صحيفة يمينية إيطالية أن "الفساد بلغ قمة هرم الكنيسة"، وذهب إلى حد المطالبة باستقالة البابا.
لكن البابا رفض الأحد التعليق على الاتهامات، وقال للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى روما في ختام رحلة استمرت يومين لإيرلندا "لن أتفوه بكلمة بشأن هذا الأمر. أعتقد أن البيان يتحدث عن نفسه".
وأثار توقيت نشر الرسالة — خلال زيارة رسالة البابا التاريخية لأيرلندا — تساؤلات بشأن حملة يسوقها المحافظون داخل الكنيسة ضد البابا الليبرالي.
وقال البابا للصحافيين: "اقرأوا البيان بعناية وأحكموا عليه بأنفسكم" في إشارة لرسالة فيغانو. وأضاف: "لديكم القدرة الصحافية الكافية للتوصل إلى استنتاجات… عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما أتكلم عنه".
وذكرت مقالة على موقع إسبوعية "ناشونال كاثوليك ريبورتر" التقدمية: "هذا هجوم منسق على البابا فرنسيس".
وكتب مايكل شون وينترز: "إن انقلابا يجري إعداده وإذا لم يقف الأسقافة الأميركيون للدفاع عن قداسة البابا في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فإننا ننزلق نحو انشقاق".
وأضاف: "أعداء فرنسيس أعلنوا الحرب"، وقال نيكولاس سينزي مراسل صحيفة لا كروا الفرنسية في روما، إن هناك "رغبة واضحة لمهاجمة فرنسيس". وأضاف لوكالة "فرانس برس" إن "الذين يعتبرون فرنسيس خطيرا لا يوقفهم شيء".
وفي أيرلندا، الأحد، طلب البابا "المغفرة من الرب" عن الاعتداءات الجنسية السابقة التي شوهت صورة الكنيسة في الدولة التي تدين غالبيتها بالكاثوليكية.
وتحدث عن "جرح مفتوح" من التجاوزات التي ارتكبها رجال دين، مطالبا بتدابير "حازمة" للتوصل إلى "الحقيقة والعدالة"، وذلك قبل ترؤسه قداسا أمام عشرات آلاف المصلين الذين كانوا يلوحون بأعلام.
وقوبلت زيارته أيضا باحتجاجات، منها احتجاج شارك فيه نحو 5 آلاف من ضحايا الاعتداءات الجنسية ومؤيديهم في دبلن، واحتجاج آخر للمطالبة بالاعتراف بحقوق المثليين والمتحولين.
وهذه أول زيارة بابوية لأيرلندا منذ زيارة يوحنا بولس الثاني، الذي ترأس قداسا حضره مليون ونصف مليون شخص في 1979.
وجاءت زيارة البابا فرنسيس في ختام "اللقاء العالمي للعائلات" الحدث الكاثوليكي العالمي الذي يتطرق لقضايا منها معاملة المثليين في الكنيسة.
وفي الطائرة التي أقلته إلى روما بعد الزيارة التي استمرت يومين، أوصى البابا الآباء باللجوء إلى الطب النفسي عند ملاحظة ميول إلى المثلية لدى أبنائهم في سن الطفولة.
لكن الفاتيكان سحب في وقت لاحق عبارة البابا المتعلقة بالطب النفسي من حسابه الرسمي، قائلا إن البابا لم يكن يقصد القول إن المثلية الجنسية مرض نفسي.
ولدى الاستفسار عن سبب ذلك قالت متحدثة باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس، أن الجهاز الإعلامي قام بذلك كي لا يتم "تعديل فكر قداسة البابا".
وأضافت أنه "عندما أشار البابا إلى "الطب النفسي"، كان من الواضح إنه يريد إعطاء مثل عن "الأشياء التي يمكن القيام بها" لكن بتلك العبارة لم يكن يقصد القول إن (المثلية) "مرض نفسي".
والتقى البابا السبت ثمانية من ضحايا هذه الاعتداءات، بينهم امرأة تعرضت لتجاوزات جنسية من كاهن عندما كانت في المستشفى وعمرها 13 عاما.
والفضائح في إيرلندا هي جزء من أزمة عالمية يواجهها الفاتيكان.
فقد اتهم تقرير، في وقت سابق هذا الشهر، أكثر من 300 كاهن في ولاية بنسلفانيا الأميركية بارتكاب تجاوزات جنسية، طالت أكثر من ألف طفل منذ خميسينيات القرن الماضي.