إيطاليا تسمح لبعض المهاجرين العالقين بالنزول في صقلية
ورست السفينة "ديتشوتي" في مرفأ كاتانيا منذ ليل الإثنين، بينما منعت الحكومة المهاجرين من مغادرتها في ظل غياب التزامات من الاتحاد الأوروبي باستقبال عدد منهم.
وأعلنت روما الجمعة، أنها ستعلق مساهماتها المالية في الاتحاد "كإجراء تعويضي" إذا رفض الاتحاد الأوروبي المساعدة في العثور على دول أخرى تستقبلهم.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن الحكومة سمحت لـ11 امرأة و5 رجال -يعاني اثنان منهم من مرض السل- بالنزول من السفينة وذلك بعدما سمح لأطباء بزيارة المركب بناء على طلب تقدمت به السلطات الصحية.
واستجوبت النيابة في صقلية اليوم السبت، عدداً من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية في روما لتحديد المسؤولين عن إصدار الأوامر بمنع المهاجرين من مغادرة السفينة، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
من جهتها، أكدت المفوضية العليا للاجئين اليوم السبت، أن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تعرض "بشكل عاجل" أماكن لاستقبال المهاجرين العالقين على متن السفينة.
وأضافت: "حتى ذلك الحين، تحض المفوضية العليا للاجئين السلطات الإيطالية على السماح بنزول من هم على متن السفينة فوراً".
ولم يتوصل اجتماع عقدته دول في الاتحاد الأوروبي في بروكسل الجمعة، إلى حل لأزمة المهاجرين على متن "ديتشوتي".
وكتب نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، على صفحته على فيس بوك، أن "الاتحاد الأوروبي قرر إدارة ظهره مجدداً لإيطاليا" مضيفاً أن لا خيار أمام بلاده سوى "اتخاذ إجراءات تعويض بطريقة أحادية..نحن على استعداد لخفض الأموال التي نقدمها للاتحاد الأوروبي".
ويعد ملف الهجرة حساساً في إيطاليا التي وصل اليها منذ 2013 مئات آلاف الأشخاص هرباً من الحروب والاضطهاد والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
وتنص قوانين الاتحاد الأوروبي على أن يطلب المهاجرون اللجوء في دولة الوصول، لكن الحكومة الإيطالية الجديدة تستمر في منع السفن من الرسو في مرافئها.
وسارعت بروكسل للرد على تصريحات دي مايو.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية الكسندر وينترستاين، للصحفيين، إن الإدلاء "بتصريحات غير بناءة، ناهيك عن إطلاق تهديدات، لا يقربنا من حل".
وأضاف، أن "الاتحاد الأوروبي هو مجموعة من القواعد ويعمل على أساس القواعد ليس التهديدات".
وبحسب أرقام الاتحاد الأوروبي لعام 2016، ساهمت إيطاليا بمبلغ يقل قليلاً عن 14 مليار يورو في ميزانية الاتحاد -أي أقل من 1% من إجمالي الناتج المحلي- فيما أنفق الاتحاد الأوروبي 11.6 مليار يورو في إيطاليا.
وقال زعيم "حركة خمسة نجوم" المناهضة للمؤسسات التقليدية، دي مايو، في مقابلة مع إذاعة "راي" الحكومية، إن "الاتحاد الأوروبي ولد من مبادئ مثل التكاتف. وإذا لم يكن قادراً على إعادة توزيع 170 شخصاً، فإن لديه مشكلات خطيرة بمبادئه المؤسسة".
ومنع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، معظم المهاجرين من مغادرة السفينة بعدما تم إنقاذهم في 15 أغسطس لكنه سمح لـ27 قاصراً ليسوا برفقة أولياء أمور بالنزول منها الأربعاء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن موقف سالفيني رفع نسبة التأييد لحزب الرابطة اليميني المتشدد الذي ينتمي إليه إلى نحو 30%.
لكن بحسب وزارة سالفيني نفسه، فإن أعداد المهاجرين الواصلين إلى البلاد تراجعت بأكثر من 80% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، إذ وصل حتى 23 أغسطس، ما يزيد بقليل على 19.500 مهاجر مقارنة بـ98 ألفاً في 2017.
من جانبها دعت الرئاسة الفرنسية إلى "آلية تنسيق أوروبية طويلة الأمد" لتوزيع المهاجرين تشمل إيطاليا. وقال قصر الإليزيه: "هناك قوى في إيطاليا تسعى للتعاون، نريد أن نثق بأن إيطاليا تريد المشاركة".