عاجل.. أخبار السعودية اليوم | خطبة الجمعة من المسجد النبوي (فيديو)
يقدم موقع الفجر كل اخبار المملكة العربية السعودية اليوم | كل أخبار المملكة | السعودية اليوم | مباشر وعاجل |اخبار الملك| اخبار السعودية الان | اخبار السعودية مباشر | وكل ما يخص اخبار ولى العهد الامير محمد بن سلمان عبر بوابته الألكترونية.
وفي المدينة المنورة هنأ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان حجاج بيت الله الحرام على ما منّ الله به عليهم من أداء مناسك الحج بيسر وطمأنينة، داعياً المولى جل وعلا أن يتقبلّ حجهم ويغفر ذنبهم، ويعودوا إلى ديارهم فرحين مستبشرين.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: هنيئاً لكم حجاج بيت الله الحرام إذ هداكم الله وأكرمكم ومنّ عليكم فيسّر لكم الحج حين لم يقدر عليه الكثير من الناس, هنيئاً لكم أن وفقتم لأداء مشاعر الحج أحد أركان الإسلام الخمسة, فلبيتم النداء, وأحسنتم الأداء, هنيئاً لكم فقد رفعت الدرجات وغفرت الذنوب, وكفّرت الخطايا وسترت العيوب, بإذن الله علام الغيوب, هنيئاً لكم أنفقتم المال وصرفتم الأوقات, وبذلتم الجهد والطاقات, وخضتم غمار التعب والمشقات, وجدتم بالغالي والنفيس, تركتم الأهل والأوطان تلبية لنداء ذي الجلال والإكرام, جئتم فاجتمعتم في أفضل مكان, وفي أشرف زمان, تجردتم من زينتكم ولباسكم وأقبلتم إلى الله شعثاً وملبين, وفي ذل وسكينة منكسرين, ولجأتم إليه وحده مخلصين, فأبشروا بالله أرحم الراحمين, وأكرم الأكرمين, فما من يوم أكثر من أن يعتق الله عبداً من النار من يوم عرفة, وإنه ليدنوا ثم يباهي بكم ملائكته فيقول : هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي فكيف لو رأوني, فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفوراً لكم).
وأضاف قائلاً : يودع حجاج بيت الله الحرام هذه الأيام ولسان حالهم عائدون آيبون تائبون لربنا حامدون, يحدوهم الفرح إلى أوطانهم وبلدانهم قد قضوا مناسكهم, وتخففوا من أثقالهم, مستشهداً بقوله تعالى” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ?لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”.
وقال فضيلته : لعلهم يعودون لأوطانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم, فيرجعون بغنيمة تستوجب الحمد والشكر, قد غفر الذنب, وستر العيب, وكفرت الخطايا, فالحمد لله على كماله وجلاله, والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, مؤكداً أنه لكل إقبال إدباراً, ولكل جمع تفرقاً وأخباراً, فبعد ما رأينا الحجاج يأتون من كل فجٍ عميق, وبلدٍ سحيق, ليشهدوا منافع لهم, وتجمعت الوفود الكثيرة والجموع الغفيرة في المشاعر المقدسة, قد اختلفت لغاتهم وألوانهم وبلدانهم وأجناسهم وأعمارهم لكن الإسلام لمّ شملهم, ووحّد قبلتهم ومناسكهم, محرمون بلباس واحد, ويلبون بنداء واحد, اجتمعوا في صعيد واحد, قد ألّف الله بين قلوبهم, مستشهدا بقوله تعالى ” لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ”.
وبيّن فضيلته أن الحج موعظة لمن يتذكّر, وطاعة في النفس وثمرة وأثر, فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, ولذكر الله أكبر, والحج مورد ومنهل للتّزود من التقوى, وتزودوا فإن خير الزاد التقوى, فالعبادة إذا لم تقرّب من الله, وتبعد عن محارم الله, فإنها مغشوشة أو مخالفة للدين, وإنما يتقبّل الله من المتقين.
وقال الشيخ البعيجان : أيها الحاج ما كان في ذمتك من فرضٍ فاقضه, وما كان على وجه الأرض من خصم فأرضه, وما كان من حقٍ فأده, وأقم فرائض الله وفيها فجاهد, والزم سنة رسول الله وعليها فعاهد, واطلب النجاة والخلاص, وجدد العهد مع الله بعزم ووفاء وإخلاص.
وخاطب فضيلته حجاج بيت الله الحرام قائلاً: إن الله على كل شيء شهيد, وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد, وقد بحّت حناجركم على رؤوس الأشهاد ترددون كلمة التوحيد, ورددت حبال مكة صدى تلبيتكم إلى يوم العيد, لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
وشدّد على وجوب البراء من الشرك, إذ لا يقبل الله عملاً فيه مثقال ذرة من شرك, فقد قال في الحديث القدسي ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري, تركته وشركه) رواه مسلم
وقال فضيلته : أيها الحجاج, اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً, والزموا شرعكم واحرصوا على ملّتكم, وإن ربّكم واحد, وإن أباكم واحد, ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي, ولا لأحمر على أسود, ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى, إن الله قد حرّم عليكم دماءكم, وأموالكم, وأعراضكم, كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة, في البلد الحرام, ألا لا ترجعوا كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض, فتلكم شرعة ربّكم ووصية نبيكم, فالزموها ذلكم خير لكم عند بارئكم.
ولفت فضيلته إلى أن من علامات قبول الطاعة والاستقامة والثبات والعكوف عليها, ومحاسبة النفس على التقصير والتفريط فيها, تلك صفات المؤمنين الخاشعين المخلصين, ليثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة, ويضلّ الله الظالمين.
وأكد أن الاستقامة هي حقيقة الاستسلام والثبات على الدين, والصدق والوفاء, ونجاة من الخوف, وأمان من الهلع والحزن, وبشارة عظمى, مستشهدا بقوله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ “.
وقال: إن من الواجب على كل مسلم أن يحمد الله عزّ وجل على ما من به من أمن وأمان في هذه البلاد المباركة التي تستقبل هذه الأعداد الكثيرة من المسلمين من مختلف أنحاء العالم, وتقوم بضيافتهم, وتهيء لهم المشاعر في أحسن مستوى, وتقدّم لهم الخدمات في أعلى قدر ممكن, وذلك تحت رعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله, فالشكر والتقدير لولاة الأمر القائمين على خدمة الإسلام والمسلمين, شكر الله سعيهم, وتقبّل عملهم وكتب لهم ذلك في موازين حسناتهم.
وحضّ فضيلته الحجاج على الالتزام بالتنظيم والتعليمات التي تساعد في تحسين أداء الخدمات, وتسهّل عليهم الإجراءات, وتسهم في توفير الأمن واستقرار الحياة, وأن يرفقوا بأنسهم ويتجنبوا المخالفات, سائلاً الله تعالى أن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وأن يعودوا إلى أهلهم وديارهم سالمين غانمين مأجورين فرحين مستبشرين.