الجامعة العربية تدعو إلى إقامة منطقة تجارة حرة أورومتوسطية

أخبار مصر

الجامعة العربية تدعو
الجامعة العربية تدعو إلى إقامة منطقة تجارة حرة أورومتوسطية

دعت جامعة الدول العربية إلى إعادة بناء العلاقات العربية الأوروبية من خلال التعلم من دروس الماضي وتعزيز الشراكة الأورومتوسطية عبر إنشاء منطقة للتجارة الحرة.

جاء ذلك في كلمة السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية العرب والأوروبيين اليوم الأحد في افتتاح مؤتمر العالم العربي أوروبا، 1815 - 2015 : تاريخ مشترك الذي تنظمه الأمانة العامة للجامعة بالتعاون مع منظمة متحف بلا حدود الأوروبية لمدة يومين ويضم مجموعة من الخبراء العرب والأوروبيين والأتراك في مجال التراث والآثار والتاريخ.

وأشارت بيبرس إلى أن الجغرافيا والتاريخ شكلا العلاقات العربية الأوروبية ، وخلقا تراثا وذاكرة مشتركة تحمل سمات إيجابية وسلبية..مؤكدة أن إعادة البناء على العلاقات العربية الأوروبية وعلى قاعدة ثابتة يتطلب أن نكون أمناء وصادقين مع أنفسنا ومع الجانب الآخر وأن نتعلم من دروس الماضي .

ونبهت إلى أنه رغم اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والشركاء المتوسطيين إلا أن عملية خلق سوق إقليمية حقيقية عبر إنشاء منطقة التجارة الحرة مازالت تواجه عراقيل..داعية الجانبين العربي والأوروبي إلى التعاون للتغلب على مخاطر وتحديات العولمة.

وطالبت بضرورة الفهم الجيد للماضي وتخطيه ، مؤكدة أن أوروبا في حاجة إلى فهم أفضل لشريكها وهو العالم العربي ومساهمتها من خلال حضارتها العربية الإسلامية في إثراء الحضارة الإنسانية.

وأشارت إلى أن الحضارة العربية أسهمت بنشاط في إثراء الشاطئ الشمالي للبحر الأبيض المتوسط ، بفضل المعرفة والعلوم ، التي تم نقلها إلى الجانب الأوروبي في مختلف المجالات مثل: الطب، والهندسة، والفلسفة، والجبر، علم الفلك وغيره.

واعتبرت أن اجتماع وزراء خارجية دول البحر الأبيض المتوسط ؟؟في برشلونة يومي 27-28 نوفمبر 1995 شكل نقطة تحول في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه على السواحل الجنوبية والشرقية للبحر المتوسط حيث أطلقت شراكة شاملة.

وقالت إنه في إطار الشراكة الأورومتوسطية شمل التعاون المجالات الحاسمة بالنسبة لمستقبل المنطقة وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع الشركاء المتوسطيين مثل حقوق الإنسان ، الديمقراطية والنمو الاقتصادي المستدام والإصلاح والتعليم.

وأشادت بيبرس بدور منظمة (متحف بلا حدود) في نشر ثقافة السلام وإقامة الجسور الحضارية بين أوروبا والعرب وتركيا..موضحة أنه يجري تشكيل آلية في الجامعة العربية تضم خبراء عربا للحفاظ على التراث ، وسوف تتضمن خبراء من دول غير عربية مثل تركيا.

وأشارت إلى جهود الجامعة العربية في تعزيز التعاون مع العديد من الدول مثل الصين والهند ، حيث سيتم إقامة المهرجان الثقافي العربي الهندي بالقاهرة نهاية هذا العام بالتعاون مع الجانب الهندي ووزارتي الخارجية والثقافة المصريتين كما تم إطلاق حوار ثقافي عربي مع أمريكا اللاتينية .

ومن جانبها..أكدت الدكتورة ألريكا الخميس الاستشاري بإدارة متاحف الشارقة وعضو منظمة (متحف بلا حدود) التي شاركت مع الجامعة العربية في تنظيم المؤتمر ، أهمية المشاركة في قراءة التاريخ لأن هذا يساعد على إعادة بناء التاريخ.

وعرضت ألركا - خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر - أنشطة منظمة (متحف بلا حدود) ، مشيرة إلى أن هدف المنظمة هو تعزيز ثقافة السلام واستعادة الثقة وبناء جسور للتفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات.

وقالت إنه في إطار جهود الشراكة العربية الأوروبية بين عامي 1997 و2004 ، قام فريق متحف بلا حدود بالمشاركة مع 12 دولة من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط بإقامة سلسلة من الأنشطة الثقافية التراثية مكونة من تسعة مسارات تتمحور حول الفن الإسلامي في منطقة البحر الأبيض المتوسط؟؟.

وأشارت إلى أن المنظمة أطلقت عام 2004 مبادرة عبر الانترنت بعنوان (اكتشف الفن الإسلامي في حوض المتوسط) وتهدف إلى توفير إطار ومنهجية غير مسبوقة للخبراء الأورومتوسطية لتناول التراث الإسلامي من زواية متعددة الأطراف تتعامل مع الجانب العربي كشريك وليس من زاوية المركزية الأوروبية التي كانت مهيمنة من قبل في كثير من الأحيان.

وأكدت أن هدف المنظمة هو تقريب شعوب المنطقة من خلال بناء مستقبل يقوم على التعاون عبر فهم الماضي ، مضيفة أن مشاركة التاريخ يتيح إعادة بناء التاريخ معا.

وأشارت إلى 175 مؤسسة من 15 دولة أورومتوسطية تعاونت في مشروع (اكتشف الفن الإسلامي بين عامي 2004 و2007) ، حيث تم إنشاء أكبر قاعدة بيانات فوق وطنية على الإنترنت تشمل بيانات عن 2000 من التحف الفنية والآثار والمواقع الأثرية.

وأوضحت أن نجاح هذا المشروع مكن منظمة (متحف بلا حدود) من توسيع أنشطتها في الفترة التالية ، مشيرة إلى أن التمويل الذاتي كان أحد ميزات المنظمة مما مكنها من أن تعمل إلى حد كبير كمنظمة مستقلة غير هادفة للربحة ومحايدة وهي خطوة مهمة إلى الأمام مقارنة بأيامها الأولى عندما اضطرت إلى الاعتماد على التمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج التراث الأوروبي المتوسطي.