"الأكروبات وألعاب السيرك".. وسائل ترفيه الفاطميين للشعب أيام العيدين
قال شريف فوزي منسق عام شارع المعز بالقاهرة التاريخية، إن الفاطميين لطالما أبهرونا في احتفالاتهم والمرتبطة بالأعياد والمواسم بالعجيب والغريب من وسائل الترفيه عن الجمهور.
وأضاف فوزي، في تصريحات خاصة للفجر، أن المقريزي سجل احتفال الفاطميين بالعيدين في كتابه "الخطط"، حيث يروي لنا كيف أن جماعة من صبيان الخف، وهم قبيلة من قبائل أهل برقة، حيث أن الفاطميين أتى معهم العديد من قبائل المغرب العربي إلى القاهرة، كانوا إذا ركب الخليفة إلى صلاة العيدين، شدوا حبلين متوازيين من أعلى باب النصر -وهو الباب الموجود في سور القاهرة الشمالي بعد باب الفتوح ومسجد الحاكم- وإلى الأرض عن يمين الباب وشماله، فإذا عاد الخليفة من صلاة العيد، والذي كان يُعقد أمام باب النصر، في ساحة متسعة، يشغلها الآن مقابر باب النصر، فكان هؤلاء الصبية ينزلون على الحبلين، وهم يركبون خيول خشبية مدهونة ومزينة، ويحملون الرايات وخلف كل واحد منهم "رديف" أي شخص آخر وتحت رجليه شخص آخر معلق بيديه ورجليه، ويعملون أعمالا تذهل العقول، حسب وصف المقريزي.
وأضاف فوزي، أن المقريزي نقل في وصفه أيضًا، أن جماعة أخرى من هؤلاء الصبية كانت تركب في الموكب علي خيول، ثم يركضون بها وهم يتقلبون عليها، ويخرج الواحد منهم من تحت الفرس وهو يركض، ويعود يركب من الجانب الآخر وهو على حاله لا يسقط على الارض ولا يتوقف، ومنهم من يقف علي ظهر الحصان فيركض به وهو واقف.
ويعلق على وصف المقريزي لاحتفالات الفاطميين بالعيدين، أن تلك الحركات الموصوفة، والتي قام بها صبيان الخف منذ ما يقرب من 1000 عام، تشبه بل تتطابق مع الألعاب الأكروباتية، والحركات البهلوانية، التي نراها الآن في السيرك الحديث.
وختم شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز تصريحاته قائلًا أنه طالما أبهرنا العصر الفاطمي بالغريب والعجيب، حيث كانوا حريصين على جذب العامة وتشويقهم وتسليتهم بمختلف الطرق والسبل.