العطش يغزو قرى الفيوم في الأعياد.. ومواطنون يرفعون للمحافظ الكارت الأحمر.. وخناقة بين المسؤولين بسبب "الشو الإعلامي"
ما بين الإهمال المُتعمد، وعدم تحمل مسؤولية حل الأزمات، ورفع العقبات عن كاهل المواطنين، يدفع المواطن الفيومي البسيط ثمن غفلة مسؤولي المحليات من سوء إدارة المرافق، من انقطاع المياه والصرف الصحي والكهرباء، وتدهور الطرق بمُختلف أنحاء المحافظة، ولا نندهش مُطلقًا حين تقع مشادة عنيفة بين رئيس شركة مياه الشرب، ورئيس الوحدة المحلية بمركز طامية، بسبب "بوست" نشر على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لم يُقدَّم فيه الشكر لرئيس المياه، على مجهوداته في حل مشكلة الصرف الصحي بقرية فرقص بمركز طامية، والتي من المُفترض أن تكون حل الأزمات واجبة عليهم ولا ينتظرون الشكر عما يقدمونه، غافلين أن تكون مصلحة المواطن هي العليا، وممارسة سلطتهم لم تبقى مدى الدهر.
وللفيوم تاريخ حافل من الأزمات والعقبات، إلا أن استراتيجية مسؤولي المحافظة، لم تساهم في حلها جذريًا بل دائمًا وأبدًا تتكرر من بين حين وآخر، رصدت "الفجر" أزمات المحافظة خلال عام 2018 وآليات تعامل المسؤولين حيالها بالسطور التالية:
- حدث بالفعل
وفي واقعة لم تحدث مُسبقًا، نشبت مشادة كلامية بين رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طامية، بسبب "بوست" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لم يُقدَّم فيه الشكر لرئيس المياه، على مجهوداته في حل مشكلة الصرف الصحي بقرية فرقص بمركز طامية، وكانت صفحة الوحدة المحلية لمركز ومدينة طامية، نشرت صورًا من شفط مياه الصرف الصحي من طرق قرية فرقص، وكُتبت عليها أنه تم حل المشكلة بناءً على تعليمات المهندس محمد سيد عيد رئيس مجلس ومدينة طامية، وممدوح شكري، ومحمد فتحي إمام، نواب رئيس مركز ومدينة طامية، بحضور عويس فتحي سكرتير عام المجلس، بالتنسيق مع شيرين شكري رئيس الوحدة المحلية بالروضة، بمشاركة سيارات النافوري وسيارت الكسح وإحضار الغواصين وإخراج كميات من الأتربة، والمخلفات الملقاه بالخط، وقاموا بتسليك الخط وشفط المياه الراكدة في مساحة تقرب من 20 مترًا، وتم ردم وتسوية مكان المياه وأصبح الطريق ممهدًا للمواطنين، ولم يُذكر اسم اللواء هشام درة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى غضب رئيس شركة المياه.
كما أرسل اللواء هشام درة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي خطابًا إلى رئيس مركز ومدينة طامية، ذكر فيه أنه بناءً على ما نُشر على صفحة العلاقات العامة والإعلام بمركز ومدينة طامية الخاص بحل مشكلة غرق الطريق العام بقرية فرقص وتم شكر جميع الجهات بمجلس المدينة وإغفال الدور الرئيسي والمحوري لشركة مياه الشرب والصرف الصحي في القضاء على المشكلة ونسب حلها إلى أشخاص لم يكن لهم أي دور في حلها، فبالتالي ستتيح الشركة الفرصة للأفاضل في القضاء على المشكلة في حالة حدوثها مرة أخرى دون تدخل شركة مياه الشرب والصرف الصحي".
- رصد الأزمات بالمحافظة بالأونة الأخيرة.. وكيف كان رد فعلها؟
* تلوث مياه الشرب في 4 قرى
تعالت صرخات أهالي 4 قرى بمركز سنورس، في نهاية أبريل الماضي، بسبب تلوث مياه الشرب الواصلة لهم، نتيجة ارتفاع نسبة الأملاح بها.
واشتكى أهالي قرى "عبدالله عويس ـ الشوبك ـ أبو حجاب ـ الميهوب" وغيرهم من القرى المجاورة من نسبة تلوث مياه الشرب وارتفاع نسبة الأملاح به، للعديد من المسؤولين لكن دون جدوى.
وقال عدد من أهالي القرية، إنهم حذروا المسؤولين من اختلاط مياه الشرب في القرية برواسب طينية، وبمياه الصرف الصحي، مما أدى إلى تغير لون المياه، حيث أصبح لونها داكن، ورائحتها كريهة لا تطاق ولم يعد الأهالي قادرين على استخدام مياه الشرب في منازلهم.
* في شهر البركة والصيام.. الفيوم تعاني من قلة مياه الشرب
"مش لاقيين نقطة مية نشربها في رمضان" بتلك الكلمات اشتكى أهالي قرية أبهيت الحجر هى احدى القري التابعة إداريًا لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، من انقطاع دائم لمياه الشرب، الأمر الذي أجبر أهالي القرية إلى اللجوء للقرى المجاورة سيرا على الأقدام حوالي 5 كيلو مترات للحصول على مياه تروي ظمئهم في شهر الصوم.
- الجركن بـ"10 جنيهات"
ولجأ المواطنون إلى الاستعانة بـ"التروسيكلات ، لنقل جراكن المياه ويصل سعر الجركن الواحد 10 جنيهات، وسط عدم استجابة من قبل الأجهزة التنفيذية، على رأسهم الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم، واللواء هشام درة رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم.
- تعيش أنت!
وأكد الأهالي أن الخدمة المقدمة لا تليق بمواطنين ارتضوا بدفع فواتير باهظة مقابل المياه، وكلما شكونا يستجيب المسؤولون لشكوانا أيام قليلة، فلا مياه نافعة ولا ماتور شافع"، وحاولنا التواصل مع الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم، ولكن باءت جميع محاولاتنا بالفشل وأصبحت مقابلته أصعب من وصول المياه لنا - على حد تعبيرهم.
وأوضح الأهالي أن المشكلة عامة خاصة في شهر رمضان، وحين سألناهم عن دور محافظ الفيوم في تلك المشكلة قالوا: تعيش أنت!! - على حد تعبيرهم.
- اختلاط مياه الشرب
وقال الأهالي إن انقطاع المياه يستمر 15 يومًا متواصلة، وإن آتت إلى القرية لا تدوم أكثر من ساعات قليلة، مما اضطر الأهالي إلى نقل المياه على ظهور التروسيكلات من القرى المجاورة، أو استخدام مياه الترع لسد احتياجاتهم اليومية، وحذروا المسؤولين من اختلاط مياه الشرب في القرية برواسب طينية، وبمياه الصرف الصحي، مما أدى إلى تغير لون المياه، حيث أصبح لونها داكن، ورائحتها كريهة لا تطاق ولم يعد الأهالي قادرين على استخدام مياه الشرب في منازلهم.
* مواطنون لـ"المحافظ": "أروي ظمئنا يرحمكم الله".. 37 قرية يعانون من انقطاع المياه
فى الـ21 من أبريل الماضي، خرج اللواء هشام محمد درة، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، ببيانا صحفيًا، أكد فيه أنه جاري العمل على تصليح العطل الذي تسبب في انقطاع المياه عن مدينة طامية بالقرى التابعة لها، مؤكدًا أنه في حالة استمرار المشكلة سيوفر سيارات مياه للقرى المتضررة والمدينة، حفاظًا على مصلحة المواطنين، ولكن من الوضح أن ما أكدته شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، والدكتور جمال سامي محافظ الفيوم، ما هي إلا بيانات وهمية تخالف تمامًا الوضع الحالي في قرى مركز طامية.
- شعار محافظ الفيوم
من المعروف أن مركز طامية يضم أكثر من 37 قرية وعزبة، تلك القرى التي حرمت إجبارا نتيجة تقاعس التنفيذيين من مياه الشرب بعد انقطاع المياه عنهم بصفة متكررة، ورغم شكواهم المتعددة لمحافظ الفيوم، الذي رفع شعار "لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم"، ما زالت المشكلة قائمة.
- المياه تصل يومًا واحدًا في الأسبوع
واشتكى عدد من أهالي قرية منشاة الجمال، و13 عزبة من توابعها من معاناتهم في شهر رمضان، بسبب عدم توفر مياه الشرب قبل موعد الإفطار، لافتين إلى أنهم يخرجون حاملين جراكن المياه على أكتافهم لتوفير ما يروي ظمأهم، وأوضحوا أن المياه تصل يومًا في الأسبوع، وباقي الأيام يحمل الأهالي الجراكن للحصول على المياه من قرى مجاورة، وأنهم تقدموا بعدد من الشكاوى لكن دون جدوى، والمسؤولين وعدوا بحل المشكلة منذ أكثر من 4 سنوات، ولم يتم حلها حتى الآن.
- رحلة البحث عن جركن
وقال عدد من الأهالي، إن المعاناة تزداد يومًا بعد يوم في عزب "البرنسيسة" و"صوفى" و"عبدالحميد الآسى"، مشيرين إلى أنهم يذوقون الأمرّين بسبب انقطاع المياه، ناهيك عن معاناة أهالي عزبة "ساويرس" الذين أكدوا أنهم يلجأون لاستخدام مياه الترع بالاستحمام وغسيل الملابس والأواني بسبب الانقطاع المستمر للمياه.
ووصف أهالي "منشاة الجمال" رحلة البحث عن جركن مياه في رمضان بأنها "نشفان ريق"، مؤكدين أن انقطاع المياه عن القرية والقرى والعزب التابعة لها جعل الأهالي يسيرون لمسافات طويلة لملء الجراكن.
- مياه الترع هي الحل
الأمر الذي أجبر أهالي القرى في استخدام مياه الترع لكي يتوضئون قبل الصلاة، وأن كثيرًا من الأهالي يستخدمون مياه الترع في الوضوء، وتعتمد ربات البيوت عليها في غسيل الأواني والملابس بسبب الانقطاع المستمر للمياه، وفي نهاية حديثهم أرسلوا رسالة لمحافظ الفيوم قائلين: "أروى ظمئنا يرحمكم الله".