صحف عربية: وساطة قطر لتركيا تغضب واشنطن
ذكرت مصادر مطلعة، أن الدعم الذي قدمته قطر لأردوغان لإنقاذ اقتصاد أنقرة، أثار غضب واشنطن في خطوة وصفتها بأنها تهدف إلى تخريب مساعيها بالضغط على الرئيس التركي، فيما كذبت السعودية الأخبار المتداولة عن قيامها بمنع الحجاج القطريين من أداء المناسك المقدسة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، لا يزال النزاع مستمر بين الأطراف اللبنانية في موضوع تشكيل الحكومة في ظل تخوف من إقحام العامل السوري، بينما تغيب الاستراتيجيات والحلول عن الفصيلين الأكبر في الحكومة الفلسطينية بعد عقود طويلة من النزاع.
وساطة الدوحة لإنقاذ أردوغان تثير غضب واشنطن
التزم المسؤولون القطريون الصمت تجاه تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بشأن الدعم الذي قدمته قطر في محاولة لإنقاذ الاقتصاد التركي في مواجهة حزمة العقوبات الأمريكية الأخيرة.
وقالت مصادر خليجية مطّلعة لصحيفة العرب اللندنية، إن "الصمت القطري مردّه الخوف من إثارة غضب الولايات المتحدة، خاصة أن تصريحات بولتون حملت رسائل واضحة وحازمة باتجاه قطر ليس فقط بشأن تعهدها بضخ الأموال، ولكن أيضاً بمحاولة التوسّط لدى واشنطن لإنهاء الأزمة وتخريب مساعيها للضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
ولم تستبعد المصادر الخليجية أن يكون القطريون قد حاولوا التوسط لإنقاذ أردوغان، وأن الأمريكيين ردوا عليهم بأن حلوا مشكلاتكم قبل أن تتوسطوا للغير.
ولفتت المصادر، إلى أن البرود الذي رافق زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى واشنطن دليل إضافي على غضب واشنطن من وساطة قطرية تهدف إلى إنقاذ أردوغان وإظهاره بموقف الرجل الذي يخرج من الأزمات التي يفتعلها دون أن يدفع الثمن.
ورغم أن نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج، تيموثي لندركينغ، قد نفى الوساطة القطرية، إلا أن التلميح شديد اللهجة الصادر عن بولتون يشير إلى أن الدوحة حاولت ولم تنجح.
ويرى محللون أن قطر تسعى من خلال زيارة وزير خارجيتها إلى واشنطن لتبريد الغضب الأمريكي والتهوين من تعهدها بضخ أموال لفائدة تركيا، في تحدّ لإدارة ترامب، وهو أسلوب قطري صار معروفاً ويعتمد السير على الحبال المختلفة، لاكتساب ودّ جميع الفرقاء.
السعودية تنفي منع الحجاج القطريين من أداء المناسك
رحب مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بالحجاج القطريين.
ودعا في الوقت نفسه عموم الحجاج إلى استغلال وجودهم في هذا الموسم العظيم والمشاعر المقدسة بالدعاء والعمل الصالح ليتقبل الله حجهم ويعودوا سالمين مغفوري الذنوب.
وانتقد آل الشيخ مايسمى بـ"الحج الميسر" أو "حج اليوم الواحد" الذي يبنى على أداء أعمال يوم النحر ثم التوكيل ومغادرة المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن هذا يعد إخلالاً بالشعائر.
وقال في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية، إن "بعض وسائل الإعلام تعمل على التعمية عما يجري في داخل بلادهم من قهر وظروف سيئة وفقر وأحوال يرثى لها فحاولوا تضليل الرأي العام ولكن ألاعيبهم مكشوفة".
وأكد أن الممكلة لم تمنع أحداً من الحج، بل نظمته، ووضعت الأنظمة التي اتفق عليها العالم الإسلامي كله وتسامحت عن كثير من الأمور إلا المغرضون فإنهم يريدون الخروج عن النظام وتحويل الحج لأغراض سياسية سيئة.
وأشار إلى أن مئات من الحجاج القطريين وصلوا إلى مطار جدة تمهيداً للوصول إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، وهيأت لهم الجهات المختلفة في الخدمات ويسرت لهم الإجراءات رغم محاولات السلطات القطرية منعهم.
هل سيصمد التفاهم العوني الحريري
ذكرت صحيفة النهار اللبنانية، أن التوتر بين الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة تحول إلى تخوف كبير من الإكلاف والتداعيات، التي سيرتبها إقحام العامل السوري بقوة قسرية في هذا الاستحقاق الحكومي الداخلي.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الساعات الأخيرة كانت وحدها الشاهد الكافي على خطورة الزج بعامل التطبيع مع النظام السوري في عملية تأليف الحكومة إيحاء أو مباشرة بدليل انفجار السجالات على أوسع مدى بين نواب ووزراء من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة، وبداية تصعيد في النبرة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة أخرى.
وشكلت هذه الانهيارات تهاوي تفاهم معراب العوني - القواتي واهتزاز عميق وخطير في تفاهم العوني - الحريري.
وأوضحت الصحيفة، أن الانطباعات التي تجتاح فئات لبنانية واسعة تتمثل بأن العهد يسهل عملية التطبيع مع النظام السوري بتنسيق وتوزيع أدوار مع حلفاء النظام من أفرقاء 8 مارس الماضي، سيترتب عليه تداعيات سيئة للغاية على مجريات تشكيل الحكومة وكذلك على التفاهم العوني الحريري ومن ثم على مجمل الوضع في البلاد ناهيك عن تداعيات خارجية تستلزم معالجة منفردة لتفصيل وجوهها المتعددة.
وقالت مصادر معنية بالوضع، إن "مضي الأمور وفق التصريحات الاستفزازية التي يطلقها نواب من فريق وردود نواب عليهم من فريق آخر بما يلزم من مواقف، يكشف واقعياً اتساع الهوة إلى حدود كبيرة جداً بين الأفرقاء على خلفية إقحام الملف السوري في الاستحقاق".
فتح وحماس... فشل التجربة وغياب الاستراتيجيات
لا تبدو الآفاق واضحة بالنسبة للفصيلين الأكبر؛ حركتي فتح وحماس، بعد عقود طويلة من تجريب كل شيء؛ الثورة والمقاومة المسلحة والانتفاضات والمفاوضات، بل تكاد تكون النتيجة على الأرض كارثية إلى حد كبير: انقسام على طريق الانفصال، ولا آفاق واضحة عند الكل الفلسطيني.
وأوضحت صحيفة الشرق الأوسط، أن مأزق "فتح" الكبير يكمن في أنها لم تأت للفلسطينيين بدولة، بعد أعوام طويلة من المقاومة والمفاوضات، وبشكل أدق، لم تنجح في نقل السلطة إلى دولة، وفوق ذلك، لم تعطها تجربتها في المفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ووسيط أمريكي منحاز إلى إسرائيل بالكامل، شيئاً.
وبالرغم من تحديد الرئيس الفلسطيني خطة جديدة للخلاص من المفاوضات، تقوم أيضاً على مفاوضات، لكن بعيداً عن الصورة القديمة، في رد على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيلن وزاد على ذلك تهديدات بتعليق الاعتراف بإسرائيل وإلغاء اتفاقيات وإعلان دولة فلسطينية.
ويرى الكاتب الفلسطيني هاني المصري، أن خطط الرئيس الفلسطيني محمود عباس كانت لكسب الوقت، ورفع العتب، وإرسال شهادة حسن نية لقطع الطريق على البديل الطبيعي لفشل خيار المفاوضات، أي المواجهة أو الاستعداد للمواجهة، بهدف الحفاظ على القضية حية، وعلى وجود الشعب على أرض وطنه وصموده إلى أن تتغير الظروف.
وقال إن "المعضلة تكمن في أن مثل هذه الخيارات والسياسات، المعتمدة منذ أكثر من ربع قرن، لم تحافظ على الوضع، بل أدت إلى تدهوره باستمرار، وبتسارع أكبر بعد مجيء ترمب إلى البيت الأبيض".
وأوضح أن الحل هو في تغيير قواعد اللعبة التي اعتمدت منذ توقيع اتفاق أوسلو، جوهرياً، وليس إعادة إنتاجها باستمرار، مشيراً إلى أنه لا بديل عن مقاربة جديدة تقوم على إعطاء الأولوية لاستعادة الوحدة، واعتماد المقاومة كنهج شامل بما يخدم تحقيق الأهداف، وبناء مؤسسات الإجماع الوطني في السلطة/ الدولة والمنظمة، بصورة تضمن تمثيل مختلف القوى على أسس وطنية وتعددية وتشاركية، وعلى أساس رؤية وطنية شاملة واستراتيجية نضالية تعمل على تغيير موازين القوى وليس الخضوع لها بالجملة أو بالمفرق، أو التعايش معها على أساس (ليس بالإمكان أبدع مما كان).
وأما مأزق حماس الكبير فيكمن في انقلابها على عباس، وفي تطلعها إلى تقديم نهج مختلف، والإمساك بزمام الحكم مع استمرار المقاومة، فبعد 11 عاماً، أخذت فيها الحركة القطاع إلى 3 حروب مدمرة، وبدت نتيجة حكمها حصاراً مطبقاً وفقراً متزايداً، وتردٍّ في مجمل الأحوال المعيشية، لم تجد الحركة طريقاً، كما يبدو، سوى الهرب: مرة نحو الحرب، ومرة نحو المصالحة، ومرة نحو اتفاق مع إسرائيل.
وكان لافتاً أن حماس، لجأت إلى هذا الشكل من المقاومة في غزة، بعدما فشلت في رفع الحصار عبر الحروب والمصالحة، وتسعى الآن إلى هدوء يقابله هدوء، يشمل إلغاء التقييدات الإسرائيلية الأخيرة، قبل الانتقال إلى مرحلة ثانية تجري فيها مباحثات حول صفقة أسرى وتتضمن إقامة مشروعات كبيرة لاحقاً في غزة.
وتواجه الحركة التي تأمل أن ينقذ ذلك حكمها في غزة، رفضاً قاطعاً من عباس الذي رفض هذه المباحثات وعدّها محاولة لفصل قطاع غزة، واتهم مسؤولون فلسطينيون كثيرون حماس بالعمل على فصل القطاع وضرب القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن.
ومن غير المعروف إذا ما كانت حماس فعلاً قادرة على الذهاب إلى اتفاق هدنة من دون موافقة عباس، الذي بإمكانه قطع كل الأموال عن غزة، وجعل هذه التهدئة كابوساً جديداً.