أطفال المدابغ في العيد.. من نقل الجلود إلى تأجير الخيول (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


الصمت يعم أرجاء المكان، وبقايا ما هُدم تحول إلى حطام على جانبي الطرقات الفارغة، التي سرعان ما تدق الخيول أقدامها عليها لتنسج مقطوعة موسيقية يتراقص الأطفال حولها، فهي وسيلة اللهو الوحيدة التي أتاحتها لهم طبيعة هذه المنطقة.


فمع صباح كل يوم، اعتاد أطفال المدابغ على عبور سور مجرى العيون، لإيقاظ خيولهم التي تهم بجر عربات "الكارو" من خلفها، فيتجولون فوقها بين المخازن والورش، يلقون نظرة على العمال، حتى يناديهم أحدهم ليضع على عرباتهم الفارغة كميات كبيرة من الجلود ليقوموا بنقلها إلى الورش.


وبالرغم مما يعانيه هؤلاء الأطفال من مشقة العمل، إلا أن مظاهر السعادة لازالت محتفظة ببعض من بريقها لديهم، فخلال أوقات راحتهم يستغلون الأحصنة للهو واللعب معها، ويتسابق بعضهم أحيانًا للركض خلفها كنوع من المتعة.


تصاحب أطفال المدابغ فوق الأحصنة، ابتسامة بريئة طوال اليوم، فهم يعلمون جيدًا أن في نهاية هذا اليوم المتعب هناك مقابل مادي يجمعونه للمساعدة في سد رمق أسرهم وفي شراء احتياجاتهم.


 وما أن تدق ساعة هدم إحدى المدابغ بالمنطقة، يلتفون حولها للمشاهدة، غير مدركين لما يجري، ولايعلمون مصيرهم المظلم حينما ينتهي وجود هذه المدابغ فوق هذه البقعة، فعقولهم الصغيرة غير قادرة على استيعاب أن مصدر رزقهم الوحيد بدأ في التلاشي.


وفي الوقت الذي يُدفن مصدر سعادتهم تحت الأنقاض، لا يعبأ هؤلاء الأطفال بما يدور حولهم، ويعد عيد الأضحى، الموسم الأكثر ثراءا بالنسبة لهم، حيث يستغلون خيولهم في المناسبات والأعياد، ويقومون باستعراضها في أحد الميادين التي تعج بالمواطنين:"بنخلي الناس تتصور وتركب عالحصان.. واللفة بتبقا بخمسة جنيه".