ضرب وسحل.. "الفجر" تكشف الوجه الآخر لسوق برقاش
يعد أشهر أسواق الجمال في مصر، ينطق بالجمال لما يحويه على مساحة 20 فدانًا بالجيزة، من مشاهد بيع وشراء الجمال، فسوق برقاش مقصد التجار وعاشقي المناظر الخلابة، فلا يختلف في ذلك المكان لون الصحراء واللون الذهبي للإبل، إلى أن هناك وجه آخر لسوق برقاش لا يعلمه الكثيرين.
البداية كانت عندما قام المصور، محمد سويفي، بتوثيق ضرب الجمال على يد التجار في سوق برقاش في ألبوم وصور، وفيديو ينقل مدى معاناة الجمال مع التجار.
"ارحموا من في الأرض يرحمكم في السماء".. بهذه الكلمات سلط "سويفي" الضوء على المعاناة التي يتعرض لها الجمال.
يقول المصور محمد سويفي لـ"الفجر"، إنه قرر الانتقال إلى سوق برقاش، الجمعة الماضية، بالتزامن مع عيد الأضحى، لتصويره بشكل خططه في مخيلته منذ شهرين، إلى أنه تفاجيء بضرب الجمال على يد التجار في المزادات المقامه لبيعها.
"كل التجار بيضربوا الجمال".. بهذه الكلمات يوصف المصور المشهد المحزن داخل السوق، والذي وضع قدماه به في الرابعة من فجر الجمعة.
يروى "سويفي" الساعات التي قضاها داخل السوق بالصعبة لما رآه وجعله يخرج الكاميرا الخاصة به لتوثيقه، مشيرًا أن هناك شخص قام بسؤاله عن ما يفعله، فكان رده حاسمًا "بصور الضرب اللي انتوا بتعملوه ده افتراء حرام"، فكان رد ذلك الشخص محبطًا له" صور عادي.. احنا متعودين على كده.. وده تعامولنا مع الجمال".
ويستكمل وصفه بأن كل تاجر يخصص له "حوش" داخل السوق محاوط بالأسوار، يخرج جمل واحد من ذلك المكان ليشارك في المزاد تمهيدًا لبيعه.
يصمت المصور للحظات ويرسم الصورة كما رآها داخل السوق "التاجر بيخرج الجمل مربوط رجليه وواقف على رجل واحدة.. وأول ما يبدأ المزاد وفي الغالب بيكون بـ12 ألف جنيه.. تتصارع عصيان التجار وليس أمام الجمل إلى التحرك يمينًا ويسارًا".
لم ينسى المصور مشهد الدماء السائلة من جبهة الجمال "بيضربوهم مكان الأسنان وأعلى رأسهم.. وكل ما الجمل كان صامد يكون بيعه أسهل"، مؤكدًا أن فور بيع الجمل يضربه المشترى حتى يقوم بتحميله على سيارته.
يتذكر "سويفي" مشهد لجمل حاول المشتري رفعه على السيارة، فما كان منه إلا تحذيره من أن ساق الجمل ستكسر أسفل السيارة، فكان رد التاجر أنها لا تصاب بمكروه مستكملًا الضرب بعصاه على الجمل.
وبعد ساعات من توثيق الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الجمال داخل سوق برقاش، انهالت الانتقادات على المصور محمد سويفي، فالبعض رأى أن عرضه للأزمة سمينع التصوير داخل السوق، والبعض الآخر قام بخلط الدين داخل المشكلة التي يعرضها، لكنه أكد لـ "الفجر" أن هدفه الأساسي التسليط على أزمة يتعرض لها هؤلاء الجمال داخل سوق برقاش.