الإعلام الغربي: حلفاء قطر يعانون في مواجهة العقوبات الأمريكية
تصاعدت حدة المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية مع تعهد النظام القطري الراعي للإرهاب بضخ 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي، كاستثمارات في السوق المالي، ودعماً للبنوك المتهاوية، لتنضم تركيا إلى إيران في مواجهة الولايات المتحدة، وهو أمر من المتوقع أن يدفع الاقتصاد التركي ثمنه باهظاً كما الحال مع النظام الإيراني، وكلاهما حليف أساسي لدوحة الإرهاب.
وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، عبر تقرير أعدته لورا بيتيل عن قرار قطر الوقوف بجانب حليفتها في المثلث المثير للجدل "تركيا"، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حذر تركيا من اختبار عزم أمريكا في تصعيد الخلاف بين البلدين، في الوقت الذي أعلنت فيه قطر دعم أنقرة بـ 15 مليار دولار.
وأوضحت الصحيفة أن بنس حرص خلال تغريداته على موقع "تويتر" أن أندرو برونسون، القس الإنجيلي الذي أدى احتجازه في تركيا إلى فرض عقوبات متبادلة بين حلفاء الناتو، يجب إطلاق سراحه فوراً، وأن نائب الرئيس الأمريكي ألمح في الوقت نفسه إلى المزيد من الخطوات العقابية إذا لم يُسمح له بالخروج.
وركزت الصحيفة على تحذيرات بنس من أنه من الأفضل لتركيا ألا تختبر عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رؤية الأمريكيين المسجونين بشكل خاطئ في أراضٍ أجنبية يعودون إلى ديارهم في الولايات المتحدة.
وأكدت "فايننشيال تايمز"، أنه رغم عدم وجود أي إشارة إلى حل للنزاع الدبلوماسي، اندفعت قطر كعادتها في مثل تلك المواقف، معلنة عن سلسلة من الاستثمارات في تركيا، وهو ما يشير إلى أن الصحيفة تتوقع أن تصبح قطر معارضة لمواقف واشنطن.
وتعتبر تركيا ثاني دول حلفاء النظام القطري التي تتداعى بفضل المواجهة مع الولايات المتحدة، حيث تسبب الانخفاض الحاد في أسعار الليرة التركية في الأشهر الأخيرة في الضغط على الشركات ذات الديون بالعملات الأجنبية والقطاع المصرفي.
وعقد أردوغان اجتماعاً في أنقرة يوم الأربعاء الماضي مع مندوب نظام الحمدين تميم بن حمد، حيث أعلنت تركيا أن قطر تعهدت بتقديم 15 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة في البلاد.
وأشارت "فايننشيال تايمز" في تقريرها إلى أن تركيا عززت من علاقتها السياسية والاقتصادية مع النظام القطري، منذ أن منيت الأخيرة بمقاطعة عربية العام الماضي نتيجة رعايتها الإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، وهو ما أكده السفير القطري لدى تركيا، سالم بن مبارك آل شافي الذي قال إن "تركيا حليف استراتيجي لنا، ولن نتردد في تقديم الدعم اللازم لها".
وأدت التوترات بين تركيا والولايات المتحدة إلى تفاقم مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد التركي، وحتى قبل اندلاع النزاع، كانت الأسواق قلقة بشأن عجز الحساب الجاري الواسع في البلاد، وارتفاع التضخم، والتردد الواضح لدى النظام التركي الذي يرفض رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي، طبقاً للصحيفة البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن ويليام جاكسون، من شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، أن ارتفاع أسعار الفائدة من بداية هذا العام بدأ يترك أثراً كبيراً على الاقتصاد الحقيقي، حيث يتوقع حدوث ركود في النصف الثاني من العام.
وأضاف من المحتمل أن يزداد الأمر سوءاً في الربع الثالث من العام، قائلًا: إن "علامات التباطؤ ستقوي حجة بعض المسؤولين الحكوميين بأن رفع سعر الفائدة غير ضروري لأن اقتصاد تركيا يمر بإعادة توازن طبيعية".
وأصبحت العلاقات بين أنقرة وواشنطن متوترة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة بسبب خلافات تتراوح بين الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا وقرار تركيا شراء نظام دفاع جوي من طراز S-400 من روسيا، لكن مصير برونسون الذي اعتقل في تركيا في أكتوبر 2016 ويحاكم بتهمة التجسس وتهم الإرهاب، أصبح نقطة مشتعلة بين الطرفين.