يا ضاني سايل عسلك على الشوايات.. يا فحم للفقراء والبشاوات (صور)

صور

تجارة الفحم وأدوات
تجارة الفحم وأدوات الشواء


"الشئ لزوم الشئ"، فلا يكتمل العيد دون حفلة الشواء العائلية، والتي تلتف فيها الأسرة حول نيران الشواء، يسيل لعاب الجميع فرحًا وانتظارًا للطعام، قبل أن ينطلق الأطفال للشوارع لهوًا ولعبًا فرحة بالعيد، ويجلس كبار الأسرة يتسامرون ويتحدثون.


أدوات الشواء تُعتبر من طقوس العائلة المصرية في عيد الأضحى، لا تكتمل دونها فرحة العيد، ولكن هذا العام قتل فرحتهم غلاء الأسعار، الذي لم يرحم أحد، حتى في الأعياد والمناسبات، فيُضطر المواطن للاستغناء عنها، ليُعوض ضروريات الحياة.


بضاعة راكدة وأسواق فارغة، هكذا هو الحال في مدبح السيدة زينب، جميع محال بيع أدوات الفحم والشوايات، تتراص فيها البضاعة فوق بعضها البعض، تنتظر من ينظر إليها ويُعيد لها رونقها من جديد، كانت سيدة الموسم قبل ذلك، واليوم ينظر إليها المارة وكأنها شئ غريب لم يعتد على شرائه.






بجوار بضاعته الراكدة، جلس أشرف محمد عبدالحميد، حاصل على ليسانس آداب قسم تركي وفارسي، مالك أحد أكبر محال بيع الفحم وأدوات الشواء، ينظر إليها في حزن شديد، قائلًا: "لا أعلم ما هذا الحال الذي وصلنا إليه، بضاعة ميتة، وأموال تضيع، ولا زبائن للبيع والشراء، الحال أصبح أسوأ مما تخيلت".






"للفحم أنواع، فهناك فحم بنكهة الفواكه، وآخر بالمانجو، وهذه المُتداولة في الكافيهات والمقاهي الشعبية، وأيضًا هناك نكهة البرتقال، ولكن لا تُستخدم كثيرًا، ويُستخدم في عمل الشيشة، أما فحم الشواء، يأتي من شجر يُسمى شجر الجزورينا، والذي يُعتبر من أفضل أنواع الشجر"، هكذا قال أشرف، مؤكدًا أن بيع الفحم "صنعة".







أما الشوايات، فهي العمود الفقري لعملية الشواء، وتُعد أكثر الأدوات التي ارتفعت أسعارها، فتتنوع بين الصاج الثقيل والآخر الخفيف، يوضع داخلها الفحم وفوقها اللحم، وتبدأ عملية الشواء، وبين أنواعها تتوه في شكلها التقليدي الذي تشتهر به مصر، خاصة المناطق الشعبية.






"نقلة البضاعة فقط تُكلفنا 200 جنيه من الحسين للمحل، هذا يُفسر زيادة الأسعار بهذا الشكل المُبالغ فيه"، بهذه الكلمات وصفت "أم محمد" زوجة أشرف زيادة الأسعار، الذي أكدت أنه "شئ غير عقلاني"، وبين نظرات الحزن على البضاعة المُتراكمة وطفلها الصغير، سرحت عيناها الصغيرتين في ذكريات قبل سنوات، عندما كان المحل شاغرًا بالبيع والشراء، والذي يُعد "موسمًا" لا يأتي إلا مرة في العام، والآن أصبح لا يأتي أبدًا.