نادية صالح تكتب: أنا و"الهضبة" ودعاء "يا نور على نور"
فى الأعياد تتكثف ذكرياتى عن هذا الموضوع بالذات، واليوم قررت أن أحكى لكم حكايتى مع «عمرو دياب» أو «الهضبة» كما يسمونه ونسميه ودعاء «يا نور على نور»، أما علاقتى أنا بهذا الدعاء وذلك المطرب الأشهر عمرو دياب فلها قصة سأحكيها لحضراتكم وهذه هى تفاصيلها.
فى أواخر التسعينيات ولعلها فى عام 1996 أو 1997، وكنت وقتها رئيسة لإذاعة الشرق الأوسط قررت فى رمضان من هذا العام أن يكون الدعاء الذى تذيعه إذاعة الشرق الأوسط مختلفاً، وفكرت طويلاً وقررت أن يغنى الشباب المطربون، وكان وقتها «عمرو دياب» فى قمة الشباب -ومازال- وذهب تفكيرى إلى الاتصال به لأسأله هل يمكن أن يغنى لنا فى مناسبة رمضان دعاء بصوته، وكنت أريد أن أزيح عن الشباب فى ذلك الوقت ما لصق بهم من الخضة والاستهتار بالأشياء الجدية، وللحق لم أكن أرى ذلك وكان يقينى أن شبابنا بخير، وهذا ما وجدته فعلاً عندما اتصلت بعمرو دياب وطلبت منه أو على الأصح اقترحت عليه أن يغنى لنا «دعاء» تذيعه إذاعة الشرق الأوسط بعد أذان المغرب فى هذا العام، وكنت مترددة وأشك فى قبوله لهذا العرض الذى كان غريباً وقتها، ولكنى فوجئت بهذا الشاب الجميل يشكونى ويقول: متشكر جداً يا مدام نادية، الحقيقة حضرتك حتحققى طلب والدتى - أو والدى لا أتذكر بالضبط- فهى تتمنى أن أغنى «دعاء» بصوتى، فشكراً لك، وعموما أنا حاتصل بمن يمكن أن يكتب الكلمات وسأغنيها وسأهديه لحضرتك ولإذاعة الشرق الأوسط، هدية دون مقابل ولا تتصوروا طبعاً فرحتى بهذه الاستجابة وتلك الروح الطيبة التى استقبلنى بها «عمرو دياب»، وقمت بسرعة بالاتصال بمولانا فضيلة الإمام الراحل «محمد متولى الشعراوي» وشرحت له فكرتى بأن يغنى «عمرو دياب» قبل وبعد دعائه لنا..، ووافق الشيخ «الشعراوي» وسجلت له مجموعة من الأدعية، وقمنا بعمل المونتاج ليكون دعاء «عمرو دياب» أو «الهضبة» قبل وبعد الدعاء الكريم للشيخ الشعراوى، وصرنا نستمع كل يوم إلى دعاء «يا نور على نور.. اجعل فى قلبى نور، واجعل فى سمعى نور، واجعل فى عينى نور، واحمينى من نفسي»، وكما نقول «كسر الدعاء الدنيا»، وطلب التليفزيون بعد ذلك وفى العام التالى أن يذيعه على قنواته، وبعدما وافقت على شرط أن يعلنوا أن هذا الدعاء «من الإذاعة وفكرة نادية صالح» وافقوا وكتبوا ذلك، وبعد عدة سنوات حذفوا طبعاً - وكالعادة- مصدر هذا الدعاء وصاحب فكرته، ومازال يذاع، بل إن إحدى القنوات وأظنها «قناة النيل» تقدمه يوميا قبل أذان الصلاة، وللحق أردت أن أحكى لكم هذه الحكاية تأكيدا على النوايا الطيبة التى تحملها قلوبنا كما كان «عمرو دياب» ولم يكن لقب «الهضبة» قد التصق به ولكنه ومع موهبته وقلبه الطيب حقق هذه الشهرة وذلك الحب فى قلوب الناس، وقبل ذلك وبعده لابد أنه نال ثوابه عند الله بهذا الدعاء الذى يشق القلوب ويهدهدها، وأتمنى أن يكون ذلك فى ميزان حسناتى أنا أيضاً وكما قال لى ابنى الغالى المهندس هشام حفظه الله.