د. بهاء حلمي يكتب: اقتصاد الجماعة الأردوغانية يواجه شبح الانهيار
لم تفلح جهود واستثمارات جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وماكينتها الاعلامية فى انقاذ عملة تركيا اردوغان على الرغم من تبنى حملات مكثفة تغلفها الفتاوى الدينية التى تحث على الجهاد بالمال وتحويل أى عملات أجنبية إلى ليرة تركية لمواجهة المشروع الصهيو أمريكى الذى يهدف إلى انهيار العملة والاقتصاد التركى على حد زعمهم.
لقد سار أردوغان على طريقته ونهج وسياسة جماعته التى تتميز بالكذب والخداع والتضليل ودعم وتمويل الإرهاب وتحويل الانتماء له ولجماعته بدلا من الوطن، فتوحشت أحلامه وزادت اوهامه ومطامعه نحو امكانية استعادة تركيا للمجد الامبراطورى تأسيسا على فكر الجماعة وفلسفتها فى عدم الاعتراف بحدود الدول لأن أرض الله لا حدود لها، فاعتمد على أهل الثقة والانصهار مع دويلة قطر التى تملك الأموال ولا تعتنق إلا مبادئ الإخوان والخيانة باعتبارها وطن جماعته والملاذ الآمن لهم وللاموال التى يمكن أن تدعمه، وصال وجال متجها إلى أفريقيا تارة ثم آسيا تارة أخرى معلنا التكامل مع اسرائيل، وخاض حربا على جبهات العراق وسوريا والاكراد ودخل فى تحالفات عديدة معلنا عن تحقيق سياساته وانتصاراته متوهما أنه الخليفة الذى يمكن ان يتربع على عرش الامبراطورية العثمانية الجديدة التى يتزعمها الاخوان المسلمين.
وفى عام 2017 بدأت تظهر مؤشرات فشل سياسات الجماعة الأردوغانية وضعف الاداء وعلى الأخص فى السياسة والاقتصاد مما أدى الى انخفاض قيمة العملة وطباعة البنكنوت دون غطاء فى الوقت الذى زاد فيه انسحاب الشركات الاجنبية وهروب الاستثمارات فى ضوء تصاعد المخاطر جراء تلك السياسات بالتزامن مع تحذير العديد من رجال الاعمال للمستثمرين للهروب باستثماراتهم من تركيا.
يبدو أن انهيار عملة تركيا لم يكن مفاجئا على الصعيد الدولى أو الاقليمى أو الداخلى حيث بادرت جماعة الإخوان الإرهابية بوضع خطط لإنقاذ اقتصاد أردوغان معتمدة على عدة محاور أبرزها تشجيع شراء البضائع والعقارات التركية، وتنشيط السياحة الداخلية، ومطالبة المستثمرين الإخوان لتحويل جزء من استثماراتهم لضخها فى تركيا واقتناص كل الفرص المتاحة ولو على حساب الآخرين للاستحواذ على العملة الاجنبية من الخارج باعتبار أن الوقوف خلف الخليفة الإخوانى واجب مقدس فى مواجهة المؤامرات التى تحاك ضده.
إلا أن تلك الإجراءات لم تستطع ايقاف انهيار الليرة التركية أو الاعلان عن رؤية علمية لكيفية مواجهة تلك الأزمة وتداعياتها المحتملة، حبث ظهر ذلك جليا عند إعلان الرئيس الامريكى ترامب عن قراره مضاعفة رسوم الصلب والألمنيوم على تركيا لتتراجع الليرة التركية بنسبة من 19 الى 20% من قيمتها مما يشكل تهديدا كبيرا على الاقتصاد التركى.
يبدو أن اعلان تركيا عن الإفراج عن القس الامريكى سيكون خلال أيام إلا أن احتمالات تهاوى العملة والاقتصاد التركى باتت وشيكة، وأن مؤشرات انهيار استثمارات الجماعة الأردوغانية وهروب بعضها يلوح فى الافق، وهنا يثار التساؤل عن مدى تجاوب الشعب التركى مع سياسات تلك الجماعة؟ وهل سيلجأ المواطنون الى القوات المسلحة -التى سبق للرئيس التركى إهانة بعض افرادها- للحماية والوقوف ضد الجماعة الأردوغانية والحفاظ على الدولة من خطر التقسيم فى نهاية المطاف؟ ربما تكشف الأيام القادمة عن كثير من الحقائق والإجابات التى تشير جميعها إلى تعاظم دور مصر وشعبها العظيم ومستقبلها المشرق بإذن الله.