فشله بالفن دفعه لإعلام الإخوان.. محطات سوداء في حياة هشام عبدالله
انتفض تاركًا الفن الذي فشل في تحقيق نجاحات من خلاله، ليحاول أن يسلك مسارًا هجوميًا مختلفًا مع قنوات الإخوان، التي منحته فرصة للظهور أمام الشاشة من جديد، ليبدأ في تغيير قناعاته على الفور واختيار الطريق السياسي الذي يصنف من خلاله كمؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، فروج لمعتقداتهم الإرهابية الخاطئة من خلال برنامجه بقناة الشرق لانتقاد حكم مصر، أملًا في تحقيق النجاح الذي لم يطاله في عالم الفن.
وبالرغم من اختفائه عن الساحة الفنية لفترة طويلة، بعدما فشلت أعماله السينمائية، إلا أن الفنان هشام عبدالله، عاود الظهور من جديد ولكن في مجال مختلف عما اختاره منذ البداية، حيث سلك طريق السياسة بظهوره في ميدان التحرير بثورة 25 يناير مطالبًا بإسقاط النظام، في محاولة منه لكسب تعاطف الجمهور من جديد.
وبمرور الوقت، وجد "عبدالله" أن صدى الإعلام المعارض سيحقق له وجود وشهرة أكبر من التي فشل في تحقيقها في الفن، فبدأ في الهجوم على "تمرد" بإحدى حلقات برنامجه، لتنكشف تناقضاته المنجرفة خلف المصلحة الشخصية، حيث أنه كان وصفهم مسبقًا بالأبطال.
وخلال حلقات برنامجه، ازدادت حدة الهجمات التي يشنها هشام عبدالله، حينما قدم خلال إحدى تصريحاته، اعتذارًا للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، لافتًا إلى أن ثورة 30 يونيو لم يكن المقصود منها عزله عن منصبه في الرئاسة.
وبالتدريج، انطلق هشام عبدالله مندفعًا في هجماته على السلطات المصرية، فلم يقتصر الأمر على حلقات برنامجه بالقناة الإخوانية، بل امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي وجد فيها الوسيلة التي تحظى باهتمام أكبر قدر من الشباب، فانتقد مسبقًا إشادة وسائل الإعلام المصرية بالفنان حسين الجسمي، فعلق على صورة له عبر حسابه على "الفيسبوك" قائلًا: "الطهر فيكي ملوش مكان ولا منفعة.. لكن في هز الوسط صيت ومسمعه".
وتعد أبرز سقطات الفنان هشام عبدالله، التي تثبت تناقض أفكاره وعدم ثبات مبادئه التي تتشكل وفقًا لمصالحه الخاصة، هي تصريحاته قبل هروبه إلى تركيا، والتي شن خلالها هجومًا على الإخوان ووصفهم بـ"الرعاع" بل بلغ به الأمر بإهانة الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي وصفه أنه يصلح فقط لحكم "سوبر ماركت"، وهو الأمر الذي اختلف تمامًا بعد لجوئه إلى تركيا، حيث بدأ منذ ذلك الوقت في الانجراف خلف التيار الإخواني ومخططاته.
ولكن فبركة القضايا ونشر الأخبار الكاذبة التي تهدد السلم والأمن في مصر، كانت الوسيلة الأكثر إفادة بالنسبة لمصالح هشام عبدالله، وجماعته الإخوانية، وبالرغم من ذلك لم يسلم من فعلته عام 2016، حيث خطا القضاء المصري بجدية نحو الأمر، لإلزام أمثاله حدودهم.
وبرفع دعوى قضائية على المتهم "عبدالله"، كشفت تحقيقات النيابة أن المتهم استغل تقديمه لبرنامج "ابن البلد" في قناة الوطن التي تبث من تركيا، وبدأ في نشر أخبار مغلوطة تزعزع أمن واستقرار الدولة، فضلًا عن كونه دأب حينها على سب النظام المصري في عدد من المناسبات، وهو الأمر الذي وضعه على الفور تحت طائلة القانون، ليحكم عليه بالسجن 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، لينتقل بعدها فارًا للاحتماء بقناة الشرق التي تبث من نفس الدولة.
يذكر أن السلطات التركية قد ألقت القبض على الفنان هشام عبدالله، المنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، بمدينة اسطنبول، وذلك منذ قرابة 48 ساعة، حيث تم احتجازه بسبب إدراج اسمه على قوائم الإنتربول كإرهابي، ومن المتوقع أن يتم ترحيله إلى القاهرة خلال أيام.
وبالرغم من علاقته بقناة الشرق، إلا أن أيمن نور، مالك القناة، لم يظهر أي مبادرة أو تعاون من جانبه مع الفنان المعتقل، ولم يرسل محاميًا له، وهو الأمر الذي دفع زوجته الناشطة غادة النجيب، بالتهديد بفضج الجميع وكشف الأسرار قائلة:" فاض الكيل.. لو غضبت هطربقها على دماغ الكل".