الدوحة تدعم "أردوغان" من جديد.. أسرار غامضة خلف استمرار التعاون بين تركيا وقطر
في الوقت الذي تواجه فيه تركيا تراجعًا لقيمة عملتها "الليرة" بعد تدهور علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية؛ بدأت نوايا قطر الخبيثة في الظهور بعد إقدام أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، على زيارة تركيا اليوم الأربعاء، لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يكشف دعم قطر الكامل لتركيا وسياساتها.
ولا يعد هذا التعاون هو الأول من نوعه، ففي يونيو من 2017 الماضي، عقدت الدولتين اتفاقيتان تسمحان بنشر قوات عسكرية بقاعدة تركية في قطر، تطبيقًا لاتفاقيات الدفاع المشترك التي وقعها البلدين في 2014، إلى جانب المعاهدات المشتركة الأخرى، واللقاءات والقمم والتحالفات التي عقدت على مدار الفترة الماضية بين الدولتين.
وتظهر هذه الاتفاقيات، سعي تركيا منذ اليوم الأول لنشوب الأزمة الخليجية ومقاطعة دول الرباع العربي للدوحة، لاستغلال هذا الصراع لتحقيق مصالحها، حيث بدأت في الانحياز لسياساتها وسرعان ما بدأت في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لها لمواجهة الإجراءات الخليجية المتبعة منذ يونيو للعام الماضي.
وتأتي هذه المواقف الداعمة من قبل "أردوغان" إلى النظام القطري، لعدة اعتبارات تمثلت في أن الدولتين تتبنيان سياسات متطابقة تجاه قضايا المنطقة خاصة في سوريا وليبيا والعراق، حيث أن كليهما تقدمان دعمًا لتيارات الإسلام السياسي والتي يعد أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أداة للنفوذ لتنفيذ سياساتهما بالمنطقة العربية.
ومع مرور الوقت، بدأت قيمة قطر بالنسبة لتركيا في التزايد باعتبارها حليف أساسي لها، خاصة في ضوء التحديات التي تواجه الجاتب التركي في المنطقة العربية بعد فشل نظام جماعة الإخوان وإسقاط حكمهم في مصر، وهو ما أدى لتراجع تأثيرها على الأزمة السورية بعد تعرض جماعات المعارضة السورية التي تدعمها إلى عدة هزائم متوالية، لذا فإن توقف دعم قطر لهذه الجماعات يؤثر سلبًا بشكل حتمي على المشروع التركي بالمنطقة العربية.
وإلى جانب ذلك، تسعى تركيا من خلال الأزمة الراهنة بين دول الرباع العربي وقطر، إلى استعادة نشاطها الاستثماري مع قطر، فضلًا عن استغلالها لسماح الدوحة بدخول المنتجات الغذائية التركية إلى أسواقها، بعدما تأثرت سلبًا جراء العقوبات الاقتصادية الروسية التي فرضت على تركيا مسبقًا.
وبالرغم من ذلك، لا تعد تركيا هي المستفاد الوحيد من هذه العلاقة الثنائية، فتقتضي المصلحة القطرية أن تتفق مع السياسات التركية لتقسيم المنطقة العربية وبسط نفوذها عليها من خلال جماعاتها الإرهابية التي تمولها، وهو ما دفعها للسماح بالقوات التركية للتواجد على الأراضي القطرية للاحتماء بها، خاصة مع خوفه المستمر من نشوب ثورة من الشعب القطري الذي أهدر النظام الحاكم أمواله وسلب الجنسية من العديد من أبنائه، وهو ما يستدعي من تميم أن يباشر بتأمين نفسه عبر القوات التركية.