في ذكرى ميلاده.. قصة حياة نابليون بونابرت الأول إمبراطور فرنسا
قائد عسكري وحاكم فرنسا وملك إيطاليا وإمبراطور الفرنسيين، عاش خلال أواخر القرن الثامن عشر وحتى أوائل عقد العشرينيات من القرن التاسع عشر وحكم فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلاً عامًا، ثم بصفته إمبراطورًا في العقد الأول من القرن التاسع عشر، حيث كان لأعماله وتنظيماته تأثيرًا كبيرًا على السياسة الأوروبية أنه نابليون بونابرت.
نشأته
وُلد نابليون في
15 اغسطس 1769 في جزيرة كورسيكا لأبوين ينتميان لطبقة أرستقراطية تعود بجذورها إلى
إحدى عائلات إيطاليا القديمة النبيلة وألحقه والده "كارلو بونابرت"، المعروف
عند الفرنسيين باسم "شارل بونابرت" بمدرسة بريان العسكرية ثم التحق بعد ذلك
بمدرسة سان سير العسكرية الشهيرة، وفي المدرستين أظهر تفوقًا باهرًا على رفاقه، ليس
فقط في العلوم العسكرية وإنما أيضًا في الآداب والتاريخ والجغرافيا وخلال دراسته اطلع
على روائع كتّاب القرن الثامن عشر في فرنسا وجلّهم، حيث كانوا من أصحاب ودعاة المبادئ
الحرة فقد عرف عن كثب مؤلفات فولتير ومونتسكيو وروسو، الذي كان أكثرهم أثرًا في تفكير
الضابط الشاب.
وماذا بعد انتهاء دراسته العسكرية؟
أنهى دروسه الحربية
وتخرّج في سنة 1785 وعُين برتبة ملازم أول في سلاح المدفعية التابع للجيش الفرنسي الملكي.
وفي سنة 1795 أعطيت له فرصة الظهور، ليبرز براعته لأول مرة في باريس نفسها حين ساهم
في تعضيد حكومة الإدارة وفي القضاء على المظاهرات التي قام بها الملكيون، تساعدهم العناصر
المحافظة والرجعية ثم عاد عام 1797 ودعم هذه الحكومة ضد توجه أن تكون فرنسا ملكية دستورية
فبات منذ هذا التاريخ السند الفعلي لها ولدستور سنة 1795 .
صعود نابليون
بونابرت إلى السلطة
بزغ نجم بونابرت
خلال عهد الجمهورية الفرنسية الأولى، عندما عهدت إليه حكومة الإدارة بقيادة حملتين
عسكريتين موجهتين ضد ائتلاف الدول المنقضة على فرنسا وفي عام 1799، قام بعزل حكومة
الإدارة وأنشأ بدلاً منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلّد هو بنفسه منصب القنصل الأول؛
ثم سعى في إعلان نفسه إمبراطورًا وتم له هذا بعد 5 سنوات بإعلان من مجلس الشيوخ الفرنسي.
خاضت الإمبراطورية الفرنسية نزاعات عدّة خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، عُرفت
باسم الحروب النابليونية، ودخلت فيها جميع القوى العظمى في أوروبا وأحرزت فرنسا انتصارات
باهرة في ذلك العهد، على جميع الدول التي قاتلتها، وجعلت لنفسها مركزًا رئيسيًا في
أوروبا القارية، ومدّت أصابعها في شؤون جميع الدول الأوروبية تقريبًا، حيث قام بونابرت
بتوسيع نطاق التدخل الفرنسي في المسائل السياسية الأوروبية عن طريق خلق تحالفات مع
بعض الدول، وتنصيب بعض أقاربه وأصدقائه على عروش الدول الأخرى.
غزواته
شكّل الغزو الفرنسي
لروسيا عام 1812 نقطة تحول في حظوظ بونابرت، حيث أصيب الجيش الفرنسي خلال الحملة بأضرار
وخسائر بشرية ومادية جسيمة، لم تُمكن نابليون من النهوض به مرة أخرى بعد ذلك وفي عام
1813، هزمت قوّات الائتلاف السادس الجيش الفرنسي في معركة الأمم؛ وفي السنة اللاحقة
اجتاحت هذه القوّات فرنسا ودخلت العاصمة باريس، وأجبرت نابليون على التنازل عن العرش،
ونفوه إلى جزيرة ألبا. هرب بونابرت من منفاه بعد أقل من سنة، وعاد ليتربع على عرش فرنسا،
وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق، لكنهم هزموه شر هزيمة في معركة واترلو
خلال شهر يونيو من عام 1815 واستسلم بونابرت بعد ذلك للبريطانيين الذين نفوه إلى جزيرة
القديسة هيلانة، المستعمرة البريطانية حيث أمضى السنوات الست الأخيرة من حياته.
زواج بونابرت
في 1796، تزوج نابليون
بونابرت من جوزفين دي بوهارنيز (1763 - 1814)، ارملة تكبره بست سنوات كان لديها اثنين
من الاطفال المراهقين، وبعد اكثر من عقد من الزمان، وفي عام 1809 بعد ان لم ينجب نابليون
بونابرت من جوزفين، الغى زواجهما حتى يتمكن من العثور على زوجة جديدة ويقوم بانجاب
وريث لامبراطوريته وبالفعل تزوج في عام 1810 ماري لويز (1791-1847)، ابنة امبراطور
النمسا، وفي العام التالي، انجبت له ابنهما، نابليون فرانسوا جوزيف تشارلز بونابرت
(1811-1832)، الذي اصبح يعرف باسم نابليون الثاني وتم اعطاؤه لقب ملك روما ، وبالاضافة
الى ابنه من ماري لويز، كان لنابليون بونابرت العديد من الاطفال الغير شرعيين.
وفاته
أظهر تشريح جثة نابليون
أن وفاته جاءت كنتيجة لإصابته بسرطان المعدة، على الرغم من أن كثيرًا من العلماء يقولون
بأن الوفاة جاءت بسبب التسمم بالزرنيخ.