في ذكرى رحيله الـ 77.. كل ما تريد معرفته عن "أبو الاقتصاد المصري"؟
يحل اليوم الاثنين الذكرى السابعة والسبعين على رحيل مؤسس بنك مصر طلعت بن حسن محمد حرب الذي كان عضوًا بمجلس الشيوخ المصري ويعد أحد أهم أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر ولقب بـ "أبو الاقتصاد المصري" فقد عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وساهم في تأسيس بنك مصر والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين و مصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة وستديو مصر وغيرها.
نشأته
ولد طلعت حرب في
25 نوفمبر 1867 بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية وفي رحاب مسجد الحسين، وكان والده
موظفاً بمصلحة السكك الحديدية الحكومية، وينتمي إلى عائلة حرب بناحية ميت أبو علي من
قرى منيا القمح (وتتبع حاليا الزقازيق) بمحافظة الشرقية، كما كانت والدته تنتسب إلى
عائلة صقر لقرية تابعة لمنيا القمح أيضاً وتخرج من مدرسة الحقوق عام 1889 والتحق للعمل
كمترجم بالقسم القضائي "بالدائرة السنية" ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات
ثم مديراً لمكتب المنازعات حتى أصبح مديراً لقلم القضايا.
مسيرته
العملية
بدأ طلعت حرب حياته
العملية مترجماً بقلم ليشتغل مترجماً بالقسم القضائي "بالدائرة السنية" ـ
وهي الجهة التي كانت تدير الأملاك الخديوية الخاصة، ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات
ثم مديراً لمكتب المنازعات خلفا لمحمد فريد وذلك في عام 1891 ثم تدرج في السلك الوظيفي
حتى أصبح مديراً لقلم القضايا، وكانت كفاءة طلعت حرب في إدارة المشروعات سبباً في استعانة
بعض الأعيان به، ومن أبرزهم عمر سلطان باشا الذي كان يعد أحد أغنى أغنياء مصر في ذلك
الوقت، والذي أوكل إليه إدارة أعماله بصفة دائمة. ساهمت تلك الأعمال في إكسابه خبرة
واسعة في الأمور الإدارية والتجارية، كما تمتع بشهرة جيدة وتم اعتباره واحداً من أبرز
الكوادر الإدارية في تلك الفترة.
وفي عام 1905 انتقل
ليعمل مديراً لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسي بالقاهرة، ثم مديراً للشركة العقارية
المصرية والتي عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين، وفي عام 1910 حاولت
الشركة المالكة لقناة السويس تقديم مقترح لمد امتياز الشركة 50 عاماً أخرى، إلا أن
طلعت حرب ساهم في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح وأصدر كتابه "مصر
وقناة السويس"، حيث أثمرت هذه الجهود لاحقاً قيام مجلس النواب برفض هذا المقترح.
إسهاماته
التنموية
وشارك في ثورة
1919 وبدأت بعدها تتبلور فكرة بنك وطني للمصريين للتحرر من الاحتكار المصرفي الأجنبي،
وساهم في إنشاء "شركة التعاون المالي" بهدف الإقراض المالي للمصريين، ومع
انتشار دعوته التف حوله الكثيرون ونجحوا في تأسيس "بنك مصر" عام 1920، وتوالت
العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى داخل وخارج مصر، إلا أنه في عام 1940 عانى البنك
من أزمة مالية كبيرة تحت ضغط كلا من الحكومة المصرية وسلطات الاحتلال الإنجليزي، ورفض
البنك الأهلي منحه قروض بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما لجأ طلعت حرب إلى وزير
المالية أشترط وقتها أن يترك منصبه لعلاج الأزمة، مما أجبره على الاستقالة من البنك
عام 1939.
كان لدى طلعت حرب
أيضاً العديد من المساهمات الأدبية والثقافية، ولعل أبرزها معارضته الشهيرة لكتابات
وأفكار قاسم أمين والتي جعلته يصدر كتابيه: تربية المرأة والحجاب وكتاب فصل الخطاب
في المرأة والحجاب، كذلك لديه بعض المؤلفات الأخرى مثل: مصر وقناة السويس وتاريخ دول
العرب والإسلام، كما كان من أعضاء الجمعية الجغرافية.
مشروعاته
الخارجية
في ديسمبر 1935 قام
طلعت حرب بزيارة السودان واستطاع أن يلتقي بالحاكم العام للسودان، وفي بداية عام
1936 قام بزيارة الحجاز وساهم في استكمال مستشفى جدة ومكة وساهم أيضا في تأسيس مرفق
الإسعاف الكامل في مكة المكرمة، وكانت العملة الحجازية تعاني من الاضطراب صعوداً وهبوطاً
في مواسم الحج نتيجة أسعار صرف العملات الأجنبية في جدة، مما دفع طلعت حرب لإقناع الحكومة
بقيام بنك مصر بتحصيل تكلفة الحج قبل سفر الحجاج، ثم تحصل القيمة دفعة واحدة على أساس
قاعدة الذهب، ما ساهم في استقرار العملة.
وقامت الحكومة العراقية
بتوجيه دعوة له فقام بزيارة العراق، ثم توجه بعدها إلى المعرض العربي بدمشق ثم زار
بيروت، وساهمت الزيارة في تأسيس بنك مصر - سوريا - لبنان.
كان طلعت حرب يتمتع
بعضويات مجالس إدارات شركات أجنبية قبل تأسيس بنك مصر، وساهمت هذه العلاقات في فتح
أبواب جديدة للتعاملات الخارجية، حيث قام في 22 نوفمبر 1936 بتأسيس "بنك مصر
- فرنسا" في باريس.
وفاته
وتوفي طلعت حرب عام
1941 في قرية تابعة لفارسكور بدمياط.