ملياردير جزائري يستخدم المال لمواجهة قوانين منع الحجاب
أنفق الملياردير والناشط الجزائري رشيد نكاز، الذي ولد في فرنسا، لكنه
تخلى عن الجنسية الفرنسية في عام 2013، أنفق 315 ألف يورو لدفع غرامات 1552 مسلمة،
انتهكت حظر ارتداء الحجاب في فرنسا وبلجيكا والنمسا. كما أعرب نكاز عن استعداده
لدفع غرامات المسلمات في المملكة الاسكندنافية، بعد حظر الحجاب في الدنمارك في مايو من العام الجاري.
و تحدث نكاز في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" عن دوافع ما قام به..
سبوتنيك: من أين تنبع هذه الرغبة في النضال من أجل حق ارتداء الحجاب؟
رشيد نكاز: أنا أكره الظلم، الذي يفرضه القوي في الضعيف. والسلطات على علم بأن هؤلاء النساء يشكلن الأقلية. في الدنمارك هناك 150-200 امرأة. إنهن لا يشكلن أي تهديد للنظام العام أو الأمن في البلاد. إننا نرى كيف تستخدم الأحزاب القومية الخوف من الإسلام لتقييد الحريات الأساسية لأقلية صغيرة جدا. وهذا شيء لا أقبله. خاصة أنهم يستخدمون السلاح المالي في ذلك.
سبوتنيك: لقد قال مارتن هنريكسن من حزب
الشعب الدنماركي إن رغبتكم لدفع الغرامات "محاولة سافرة لتقويض القانون الدنماركي"..
ما تعليقكم على ذلك؟
رشيد نكاز: إنني اتصرف دائما ضمن إطار القانون.
والقانون الدنماركي لا يحظر دفع الغرامات. لذلك، فأنا التزم بالقانون. لجأت في السابق
إلى الحيلة، عندما حاولوا منعي. حينها كانت وزارة الخارجية الفرنسية تريد منع دفع الغرامات
التضامنية. لذلك بدأت بإقراض النساء المخالفات المال دون فوائد.
سبوتنيك: موقفكم هنا غير عادي، إذ أنكم
ضد ارتداء الحجاب؟
رشيد نكاز: برأيي شخصيا، فأنا ضد تغطية
الوجه والجسد بشكل كامل، لأنني اعتقد ذلك ليس الطريقة المثلى للاندماج في المجتمع الأوروبي.
إلا أن الأمرين لا يتداخلان مع بعضهما. لدي هنا نهج فلسفي، أنا أتخذ موقف فولتير. أنا
أؤيد الحرية. أفعل ذلك من أجل النساء، اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب، واللواتي يرغبن
بارتدائه. لقد كنت في مارس من العام الجاري في إيران، حيث دافعت عن 29 امرأة،
تم سجنهن بسبب رفضهن لارتداء الحجاب. ثم توجهت على الفور إلى كوبنهاغن لإبلاغ السلطات
الدنماركية أنني سأقف في طريقهم في حال منعوا ارتداء الحجاب. والأمر الذي يزعج خصومي
هو أنني لا أملك موقفا مزدوجا هنا. إن زوجتي أمريكية، خريجة جامعة ستانفورد في ولاية
كاليفورنيا، وهي لا ترتدي الحجاب أو النقاب أو البوركيني. إنها ترتدي ملابسها كأي امرأة
غربية. إنه تفعل ما يحلو لها، إنها امرأة حرة في اختيارها.
سبوتنيك: ما هي مخططاتكم مستقبلا؟
رشيد نكاز: سأواصل النضال ضد السياسيين
والأحزاب، الذين يستخدمون الخوف من الإسلام وتلك النساء المسكينات لصالحهم ولارتفاعهم
نقطتين أو 3 في الانتخابات. وما يزال موقفي ثابت منذ سنوات عديدة. وسأتابع دفع الغرامات
ومكافحة السلطات، التي تتحدث عن رغبتها في حماية حرية المرأة، لكنها في نهاية المطاف،
تقيدها. وهذا ما يطالب به مارتن هنريكسن من الحزب الشعبي الدنماركي، الذي أعلن أن العقوبة
المناسبة للمخالفات ستكون السجن لمدة أسبوع أو أسبوعين. فليحظروا الإسلام في الدستور،
حينها لن أتدخل، لكن طالما تعتبر هذه الدول نفسها ديمقراطية، فإنني سأناضل لحماية تلك
النساء. وسأراكم قريبا في كوبنهاغن في أيلول/سبتمبر.