باحث في الشئون السودانية: ترشح البشير لانتخابات 2020 سيؤجج الصراع داخل حزبه
قال محسن سليم الباحث في الشئون السودانية،
أن تعديل مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، النظام الأساسي للحزب، بشكل يجيز للرئيس
عمر البشير الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لا يمكن النظر إليه بمعزل عن وجود
مخاوف من اندلاع صراع لخلافة البشير في الرئاسة من قبل مراكز القوي داخل السلطة الحاكمة.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الأزمة السياسية
في السودان عميقة ومتشابكة لكونها ليست أزمة نخب سياسية حقيقة ولكنها مصطنعه، ومقصودة
من قبل السلطة الحاكمة فالكل داخل السلطة و مجموعات الانتهازيين ستناضل لترشيح الرئيس
البشيرلولاية جديدة ليس لأنه قد أنجز شيئا إيجابيًا، و لكن لتحقيق مصالحهم والحفاظ
علي مكتسباتهم ومناصبهم .
وأشار أن منظومة الحكم في السودان نجحت
على مدار 30 عام في ترسيخ فكرة أن ترشح البشير ضرورة لأسباب موضوعية، ومن سيخلفه من
الممكن أن يقود البلاد إلى صراع قبلي وجهوي وديني، خطير، لصعوبة انتقال قيادة البلاد
في ظل الظروف الحالية إلى قيادة مدنية كاملة الدسم، وأن الظرف الذي يمر به السودان
في أحواله السياسية والأمنية، يستوجب مواصلة الرئيس البشير، لكونه شخصية ذات خلفية
يمكن أن تنسق قدرتها على ضبط الإيقاع العسكري والأداء المدني.
وأوضح
أن موضوع خلافة البشير سيبقى معقداً لطبيعة نظامه كتحالف بين الإسلاميين والمؤسسة
العسكرية، وهو تحالف بقي صامداً نسبياً لنحو 28 عاماً اهتز خلالها أكثر من مرة بفعل
صراعات علنيّة وأخرى مستترة بين طرفيه، ففي السنوات الأولى بعد الانقلاب مباشرة كان
واضحاً سيطرة الإسلاميين وزعيمهم الراحل الدكتور حسن الترابي على مقاليد الحكم مع نفوذ
أقل أو حتى محدود للمؤسسة العسكرية وممثلها الرئيس البشير، والآن المؤسسة العسكرية
تحكم قبضتها علي كافة مفاصل الدولة، والإسلاميين صاروا مشتتين.
وأشار إلي ان عمر البشير قد فرغ الحزب تمامآ
من كوادره، وانهي الحرس القديم، وابعد من السلطة شباب الجيل الجديد، لافتا إلي أن نجاح البشير في هزيمة خصومه داخل مجلس
الشورى الوطني وتعديل النظام الأساسي وإقرار توصيه بترشيحه في الانتخابات الرئاسية
2020، ليست نهاية المطاف، بل أمام البشير عقبة أخرى وهي إجازة المؤتمر العام الذي سينعقد
في إبريل من العام المقبل لتوصية مجلس الشوري، وخلال فترة الـ8 أشهر ما بين مؤتمر الشوري
والمؤتمر العام من المحتمل أن تشهد الساحة عدة متغيرات قد تدفع البشير للعدول عن توجهه.
وأوضح أن الأوضاع في حزب المؤتمر الوطني
الحاكم لن تستمر كما كانت عليه، وقد تشهد صراعًا متصاعدًا لا يمكن التنبؤ بمستقبله
قد تصل لانشقاقات جديدة ، مع تعدد وتنامي الطامحين في خلافة البشير، وهو ما يهدد مستقبل
البشير حتى في حالة عبور انتخابات 2020.
وأختتم بقوله:" منذ 2010 قام عمر البشير بعدة إجراءات نظر إليها البعض باعتبارها سعياً لمزيد من الاستئثار بالسّلطة، بعدما أبعد شخصيات سياسية من العيار الثقيل ظلت متنفذة أكثر من عقدين، وأفسح هذا التغيير المجال لأن يُحِل مكانهم شخصيات تدين للبشير بالولاء المطلق وهو ما أفرز الحالة التي تعيشها السودان الآن.