مي سمير تكتب: 69 مليار دولار لتمويل غزوات أمريكا بـ 2019

مقالات الرأي



الكونجرس يحرم تركيا من صفقة الـ"F-35" بسبب "الصواريخ الروسية"


وافق مجلس الشيوخ الأمريكى، الأربعاء الماضى، على مشروع قانون لسياسة الدفاع «قانون تفويض الدفاع الوطنى NDAA لعام 2019»، بقيمة 717 مليار دولار، وذلك بأغلبية 87 صوتاً مقابل 10 أصوات، حيث سيتم إرسال المشروع إلى البيت الأبيض ليوقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بهدف تفعيله.

ويرصد التشريع البرامج التى ستسهم فى الاستعداد القتالى للجيش الأمريكى لمواجهة التهديدات العالمية الناشئة والمستمرة، ويتضمن الموافقة على شراء الطائرات والسفن والغواصات والأسلحة، بالإضافة إلى المبادرات السياسية لتعديل نظام الترويج العسكرى الأمريكى وخفض سوء السلوك الجنسى داخل صفوف الجيش الأمريكى، حسب نص التشريع.

ويتضمن القانون أيضاً تخصيص 616.9 مليار دولار للميزانية الأساسية للبنتاجون، و69 مليار دولار أخرى لعمليات الطوارئ فى الخارج أو «OCO»، و21.9 مليار دولار لبرامج الأسلحة النووية تحت إشراف وزارة الطاقة، ويسمح مشروع القانون، الذى سمى على اسم السيناتور جون ماكين الذى يكافح سرطان المخ، بزيادة أجور القوات الأمريكية بنسبة 2.6% وهى الزيادة الأعلى منذ نحو عشر سنوات، ويدعو القانون إلى إضافة 15.600 جندى إلى القوات العاملة فى البلاد البالغ عددها 3.1 مليون جندى.

إلقاء نظرة سريعة على القانون يساهم فى معرفة استراتيجية الجيش الأمريكى فى المستقبل وما تكشفه عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية.

يعمل التشريع على تحديث الرادع النووى الأمريكى، حيث يدعم مراجعة الوضع النووى الأخير بتفويضه 65 مليون دولار لتطوير صاروخ باليستى منخفض ومدفوع من الغواصات، بالإضافة إلى 110 ملايين دولار فوق طلب الإدارة لإعادة تنشيط البنية التحتية القديمة فى إدارة الأمن النووى القومى.

كما أجاز الكونجرس التوسع فى استخدام المشتريات متعددة السنوات وشراء العديد من السفن والطائرات ونظم الأسلحة، حيث خصص 7.6 مليار دولار لشراء 77 من مقاتلات F-35 من شركة لوكهيد مارتن، التى تصنع الجيل الخامس من طائرات الشبح النفاثة فى مصانعها فى فورت وورث بولاية تكساس وتعد هذه الطائرات السلاح الأعلى ثمناً فى البنتاجون.

يفوض التشريع 85 مليون دولار لشراء مروحيات بلاك هوك، والتى تصنعها سيكورسكى، وهى وحدة تابعة لمؤسسة لوكهيد مارتن، ووصف ترامب، فى مارس الماضى، مروحيات بلاك هوك بـ»آلات القتال» و»المروحيات الأكثر تطوراً فى العالم».

وأذن الكونجرس بتخصيص 24 مليار دولار، لبناء 13 سفينة قتال جديدة، 3 فوق طلب البحرية، فضلاً عن تسريع تطوير عدة فئات جديدة من السفن، كما وافق الكونجرس على تمويل القاذفة B-21 الجديدة التابعة للقوات الجوية الأمريكية.

كما تم تخصيص 225.3 مليون دولار للمركبات القتالية Stryker A1 ويدعم الجهود الرامية إلى تحديث المركبات القتالية المدرعة للجيش، كما يضيف التشريع 140 مليون دولار إلى وكالة الدفاع الصاروخى لتطوير مشاريع الطاقة الموجهة والاستشعار الفضائى بالإضافة إلى قدرات دفاعية فائقة السرعة، وينشئ القانون كذلك قيادة فضاء أمريكية كجزء من القيادة الاستراتيجية الأمريكية، لكنه لا يصرح بتمويل إنشاء قوة فضائية كان ترامب دعا لوجودها.

ويدعو مشروع القانون إلى تمديد وتعديل السلطة لدعم عمليات أمن الحدود لعدد من الدول بما فى ذلك مصر، الأردن، لبنان، باكستان، تونس، وعمان، كما يدعم التشريع تدريب وتجهيز مساعدة الشركاء والحلفاء فى محاربة الإرهاب. ويحث التشريع على استمرار التعاون الأمنى مع حكومة العراق من أجل تعزيز المكاسب ضد داعش، ويدعم الجيش الأفغانى، خصوصاً قوات الأمن الخاصة الأفغانية والقوات الجوية الأفغانية، التى أصبحت المحور الرئيسى للولايات المتحدة فى أفغانستان، ويأذن القانون بـ25 مليون دولار لتعزيز توظيف وتدريب وإدماج المرأة فى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية.

كما يتطلب وفق القانون من وزير الدفاع تعيين مسئول مدنى كبير يركز على الضحايا المدنيين المرتبطين بالعمليات العسكرية الأمريكية، حيث سيقوم هذا المسئول بإبلاغ الكونجرس بانتظام عن الضحايا المدنيين وسيعمل على تحسين الإبلاغ عن الضحايا من غير المقاتلين.

ويحث التشريع على تحفيز السلام فى اليمن واحترام الاحتياجات الإنسانية لسكان ذلك البلد، ويتطلب أن تقوم إدارة ترامب بإعطاء بيان موجز حول طبيعة استراتيجية الولايات المتحدة فى اليمن.

ويجدد القانون برنامج تدريب وتجهيز السوريين، لكنه يحد من أى نفقات للأموال حتى يقدم ترامب للكونجرس تقريراً حول استراتيجية أمريكا فى سوريا.

برنامج تدريب وتجهيز السوريين هو عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة بدأت فى عام 2014 وتولت تدريب قوى سورية معارضة مختارة داخل سوريا وكذلك فى تركيا وغيرها من الدول الحليفة للولايات المتحدة وبحسب ما ورد تكلف البرنامج 500 مليون دولار.

ويدعو مشروع قانون الدفاع إلى عدم تسليم طائرات F-35 إلى تركيا العضو فى الناتو وسط مخاوف بشأن رغبة أنقرة فى شراء نظام دفاع صاروخى روسى وخلافات بين واشنطن وأنقرة بشأن احتجاز قس أمريكيا - أندرو برونسون - فى تركيا على خلفية اتهامه بدعم الإرهاب.

وخفض قانون تفويض الدفاع الوطنى المساعدات الدفاعية لباكستان إلى 150 مليون دولار سنوياً، ما يشكل انخفاضا كبيرا على المستوى التاريخى لهذه المساعدات التى تتراوح من 750 مليون دولار إلى 1 مليار دولار.

واستخدمت واشنطن هذه الأموال، فى الماضى، لحث باكستان على بذل المزيد ضد المنظمات الإرهابية، ومع ذلك، فإن الانخفاض الحاد فى المساعدات المالية يظهر أن الولايات المتحدة ليس لديها أى وسيلة للضغط على باكستان. وتعتقد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب أن إسلام أباد لا تتصدى بقوة للتنظيمات الإرهابية فى ظل الحرب التى تخوضها أمريكا فى أفغانستان المجاورة وفى ظل هذا الاعتقاد، تتبنى إدارة ترامب استراتيجية لزيادة الضغوط على إسلام أباد، وقد يكون هذا الخفض الأخير فى المساعدات الدفاعية بهدف دفع باكستان إلى عدم إيواء قادة طالبان أو دفعهم لمحادثات السلام من أجل إحلال السلام فى أفغانستان.