قوات النظام السوري تشن قصف مدفعي على إدلب وترسل تعزيزات عسكرية
شنت قوات النظام السوري، اليوم الخميس، قصف مدفعي وصاروخي، على منطقة جسر الشغور، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، تزامناً مع ارسالها تعزيزات عسكرية إلى المناطق المجاورة وإلقائها مناشير تدعو للانضمام إلى اتفاقات "المصالحة".
وتعد "إدلب" آخر معقل للفصائل بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد، وكررت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية، في وقت تحذر الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على 2.5 مليون شخص في المحافظة، نصفهم من النازحين.
وذكر المرصد أن قصفاً بالمدفعية والصواريخ استهدف مناطق في محيط مدينة جسر الشغور، في الريف الجنوبي الغربي، على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظات إدلب، وحماة، واللاذقية غرب.
ورجح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أن يكون "القصف تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذهُ قواتُ النظام"، خصوصاً أنه يأتي مع إرسال قوات النظام منذ الثلاثاء الماضي "تعزيزات عسكرية تتضمن عتاداً وجنوداً وآليات وذخيرة" إلى المناطق المحاذية.
وتوزعت التعزيزات على 3 جبهات قريبة من جسر الشغور، الأولى من جهة الغرب في محافظة اللاذقية الساحلية، والثانية من جهة الجنوب في منطقة سهل الغاب في محافظة حماة، والثالثة مناطق سيطرة قوات النظام داخل إدلب.
وقالت جريدة الوطن، المقربة من السلطات، اليوم الخميس، إن الجيش استهدف بنيران مدفعيته الثقيلة "تجمعات لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي والميليشيات المتحالفة معها" في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب الغربي.
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أكد في مقابلة مع وسائل إعلام روسية آواخر يوليو الماضي، أن "الأولوية الحالية لقواته هي استعادة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام، النصرة سابقاً، على نحو 60% منها بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في باقي المناطق وتنتشر قوات النظام في ريفها الجنوبي الشرقي".
وألقت مروحيات حربية تابعة للنظام الخميس مناشير على مدن عدة في ريف إدلب الشرقي، تحمل توقيع "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".
وورد في أحدها "الحرب اقتربت من نهايتها... آن الآوان لوقف سفك الدماء والخراب، ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية كما فعل الكثيرون من أهلنا في سوريا"، وورد في منشور آخر "مصير أسرتك وأبنائك ومستقبلك رهن قرارك".
ومنذ اندلاع النزاع، يكرر النظام رغبته باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، وتمكنت قواته بدعم من حليفتها روسيا من استعادة السيطرة على مناطق واسعة عبر عمليات عسكرية أو جراء اتفاقات "مصالحة"، تعني عملياً استسلام الفصائل وتسليم سلاحها.
وشكلت إدلب خلال السنوات الأخيرة، وجهة لعشرات الآلاف من المقاتلين، الذين رفضوا اتفاقات تسوية مع النظام، وخوفاً من إبرام اتفاقات مماثلة، اعتقلت فصائل معارضة العشرات في إدلب، قالت إنهم "من دعاة المصالحة" للاشتباه في تعاملهم مع النظام.
وبحسب المرصد، طالت الاعتقالات نحو 100 شخص خلال هذا الأسبوع.
وتعد إدلب الحدودية مع تركيا، آخر منطقة يسري فيها اتفاق خفض التصعيد، الذي تم التوصل اليه برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.
وتنتشر بموجب الاتفاق قوات تركية في عشرات نقاط المراقبة في المحافظة، ما يشكل بحسب محللين تحدياً رئيسياً أمام أي هجوم تعتزم دمشق القيام به.