تصريحات "قذاف الدم" حول السياسة الإيطالية تجاه ليبيا

عربي ودولي




قال منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، أحمد قذاف الدم،اليوم الثلاثاء، إن السياسة الإيطالية تجاه ليبيا تقودها عقلية غير متحضرة، وتحمل تراكمات زمن الاستعمار، وعانينا منها وما زلنا، رغم ما توصلنا إليه مع الرئيس سيلفيو بيرلسكون، ووقعنا اتفاقية طوينا بها صفحة الماضي وكانت مشرفة للجميع.

وأوضح "قذاف الدم"، للشعب الإيطالي: "نحن لسنا فقط برميل نفط وغاز".

ووجهت صحيفة «Notizie Geopolitiche» الإيطالية، بعض التساؤلات، وهي:

1) في الأيام الأخيرة شهدنا عدة تظاهرات ضد السياسة الإيطالية في ليبيا وخاصة ضد السفير بيروني. ما رأيك في ذلك؟

رد "قذاف الدم" قائلًا: للأسف السياسه الإيطاليه تجاه ليبيا تقودها عقليه غير متحضره، وتحمل تراكمات زمن الإستعمار، وعانينا منها ولا زلنا، رغم ما توصلنا إليه مع الرئيس بيرلسكوني، ووقعنا إتفاقيه طوينا بها صفحه الماضي وكانت مشرفه للجميع، وكان ينبغي أن نكون قد تعلمنا منها الدروس، وأهمها "أن الإستعمار مشروع فاشل ". 

وتابع: وقبلنا إعتذار إيطاليا، ووضعنا أسس لعلاقه مستقبليه مميزه، نسفتها صواريخ الناتو 2011 وأخلت إيطاليا بتعهدها بعدم الإعتداء، واليوم الجميع يدفع الثمن، لقد تم تدمير ليبيا ودخلنا في مشاكل لا حصر لها كنا قد حذرنا منها، وبدلاً من تصحيح الأخطاء إستمرت حكومات إيطاليا المتعاقبه، بنفس الروح الفاشيه الإستعماريه معتقده أن ليبيا ممكن أن تعود مستعمره إيطاليه فكانت لغة التهديد والإحتقار لكل الحكومات، التي نصبتها صواريخ الناتو بعد إستشهاد القذافي بصواريخ الناتو، والتي لن تصنع شرعيه لأحد، 

وأضاف: بل وأرسلت إيطاليا بوارجها الحربيه وجنودها لطرابلس ومصراته والجفره ولن ينسي جنود القوات البحريه الليبية، منع قائد البحريه الليبيه من دخول مكتبه في بوسته رغم أنه أحد الخونه، الذين فرشوا البساط الأحمر لإستقبال الأسطول الإيطالي.

2) ما هي الاسباب التي أزعجت المزيد من الليبيين ؟

رد قائلًا: قدمت إيطاليا طلباً لشراء أراضي للإستخدامات العسكريه بل وطالبت ببعض الأملاك، التي تدعي أنها لها فترة الإستعمار ولعل أخرها مستشفي الأمراض العقليه وسط طرابلس، مما أثار سخط وسخرية الليبيين، ويؤسفني أن أقول بأن تفاؤلنا بالحكومة الشابه الجديده تبخر وأصبحنا علي منطق " أن ليبيا كلها ملك إيطاليا، وهي صاحبة اليد الطولي، وتتفاوض مع الدول حول أحقيتها ".

وتابع: سمعنا لغه شاذه من وزيرة الدفاع وآخرين، ولعل أخرها السفير المراهق، الذي يصدر أوامره من طرابلس لحكومتنا المغلوبه علي أمرها، بتأجيل الإنتخابات، وإيطاليا لن تسمح بها الأن ويتواصل مع بعض العملاء ويقدم الرشاوي لبعض المدن ويقدم الوعود، مما أخرج شبابنا إلي شوارع المدن الليبيه بحراك سلمي، بعد أن تأكدوا من عجز الحكومه في الرد علي الإهانه ولغة الإحتقار، التي تستخدم.

وأضاف: وقد سبق لي أن حذرت من ذلك أكثر من مره، وأكرر بأن ليبيا اليوم ليست ليبيا 1911، وأن 2018 لن تكون كسابقتها، وأن هذه الأجيال تربت في ظل جبل من الكبرياء والعزه في عهد القذافي، قد إستفاقت وتجمعت وحسمت أمرها وتستعد لفجر جديد، وأنتم تعيدون بهذه السياسات الغبيه ذكريات مريره، "وإن كنا غفرنا لكم ولكننا لا ننسي ".

وأردف: وسيستمر الإحتجاج السلمي وبالرايات البيضاء في كل مدننا وقرانا، إلي أن نسمع إعتذار صريح وسفير جديد وعوده صريحه إلي الإتفاقيه، التي وقعناها، وأريد أن أذٌكر سفيركم، الذي سخر من العشرات، الذين خرجوا للإحتجاج، ستري المليونات تعود لمدننا وقرانا بالرايات البيض الأيام القادمه لتعرف من نحن ؟!.

وأختتم: وأحذر الحكومة الإيطاليه بأن الأيام تتسارع، وما نستطيع القيام به معاً اليوم قد يكون الوقت متاخر غداً ومهما بلغ الأمر في ليبيا اليوم من ضعف ومهانه وسكون، أبشركم بأن الأيام حبلي، وعندها نملك من الإمكانيات والتحالفات، التي ندافع بها عن حقنا في الحياه، وأتوجه للشعب الإيطالي الجار وأصدقائنا أن يتدخلوا معنا لمنع هذا التطاول الفج، ولن تجدوا غداَ من ينجد أو يمدد هذه العلاقه " وقد أعذر من أنذر".

3) لماذا تريد إيطاليا وقتًا لإجراء الانتخابات؟

رد"قذاف الدم": أما لماذا تريد إيطاليا تاجيل الإنتخابات فهذا إستفزاز أخر عليهم أن يحترموا الشعب الليبي، وليس بهذا الخطاب أو هذه الأوامر يساعدون الشعب الليبي، وعليهم أن يتوقفوا عن هذه اللغه، والتطاحن علي ليبيا مع دول أخري كأنه صراع علي منجم نحن بشر لدينا مشاعر ولدينا الاماً نعاني منها بسبب عدوانكم علينا في 2011.

وتابع: ووصلنا لهذا الوضع المزري بسببكم، ولسنا فقط براميل نفط وغاز، وأرض فضاء تسعون لتوطين أمم أخري فيها، أين التحضر والقيم والديمقراطيه وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن من كل هذا ؟؟؟!!! .

وأضاف: أرجو ان لا تغيب عن ذاكرتكم بأن هذا الشعب الصغير، واجهكم أعزل في 1911 وقام بثورة الفاتح في 1969 ولم يتوقعها كل منجمي أوروبا، وخلال 42 عاماً سيطر علي مقدراته وكان جداراً للأمن في جنوب البحر المتوسط، وواجه التطاول في خليج سرت وكان يقود قارة أفريقيا نحو "الولايات المتحدة الإفريقيه".

وأردف: وفتح أبواب الخير والتعاون والسلام، مع كل جيرانه إلى أن هاجمتموه عام 2011 مع حلف الأطلسي، دون إعلان حالة حرب وقاومكم 8 شهور ببسالة نادرة، وسجل خلالها ملحمة تدرس في كتب التاريخ، الذي عليكم أن تقلبوا صفحاته.

وتابع: وأذكر الحكومة الإيطالية، التي أصابها الغرور بعد تفويض الرئيس ترامب، بأننا لسنا دمية يسلمها أحدكم للأخر وصراعنا مع أسلافه، ولم يخيفنا عندما كانت أساطيله تحاصرنا، وفي الثمانيات عندما كانت المواجهات البحرية والجوية شبه يومية في خليج سرت.

وأخيراً: إن أردتم مساعدتنا أو التعاون معنا، فهذه الأساليب وهذه اللغة سترتد على مستقبل العلاقات بيننا، أعرف أنه كلام موجع، وأعرف أن الخارجية الليبية قدمت تقريراً عن موقفنا من ذلك وتعتبره تهمة في هذا الزمن السيئ، أردت أن يصلكم مباشرةً، وليسمع الشعب الإيطالي والصديق وننتظر الإجابة.