مصر أول من عرفت "الأيقونة" واخترعت الرهبنة في العالم (صور)

أخبار مصر



تعد الأيقونة أحد أهم الفنون المسيحية وترجع نشأتها الأولى إلى مصر كما أن الرهبنة تعد نظامًا نابعًا من الكنيسة المصرية، حيث تمتلك مصر دير من أقدم الأديرة في العالم.




يقول الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية في جامعة القاهرة، إن كلمة أيقونة تعني الصورة الشخصية للسيد المسيح والسيدة العذراء، وللقديسين والرسل، ومصر تحوي أقدم الأيقونات في العالم، بل لن نكون مبالغين إن قلنا أننا من اخترع فن الأيقونات.

وأوضح عبد الرحيم في تصريحاته الخاصة لبوابة الفجر، أن مصر عرفت رسم الأيقونات مع دخول العائلة المقدسة إلى مصر في القرن الأول الميلادي، وهو الحدث الذي حرص الفنان المصري على تسجيله.



وأضاف عبد الرحيم، أن مصر تحوي أقدم مدرسة رسولية في العالم نسبة إلى مرقص الرسول، وكانت في الإسكندرية، ومرقص هو أحد تلاميذ السيد المسيح، وأول من أدخل المسيحية إلى مصر في القرن الأول الميلادي، وقد حرص الفنانون أيضًا على تصوير هؤلاء القديسين في صور شخصية التي عرفت بالأيقونات، ومن هنا أصبحت مصر تمتلك أيقونات هي الأقدم في العالم.


وتعد أشهر الأيقونات المسيحية -والكلام لدكتور جمال عبد الرحيم- هي أيقونة تمثل السيدة العذراء، وهي تحمل السيد المسيح طفلاً، في الجهة اليسري إشارة من الفنان لقربه من قلبها، ونظرة عين السيدة العذراء في هذه الصورة تشعر أنها تنظر إليك أينما كنت تقف، مثل لوحة الموناليزا أو الچيوكاندا للفنان الأوروبي ليوناردو دافنشي، والأيقونة ترجع للقرن 18 م، والمصور مجهول لا نعرفه، وهي موجودة بالكنيسة المعلقة في منطقة مصر القديمة. 



وتابع عبد الرحيم قائلًا إن من أشهر المصورين الذين أبدعوا الكثير من الأيقونات هو إبراهيم الناسخ، وأشار إلى أن أفضل مكان لوضع الأيقونات هو الحجاب الخشبي الذي يقع بالجهة الشرقية للكنائس في مصر، والذي يفصل بين المكان المقدس ومكان المصلين، والمعروف بالهيكل ثم المذبح في الكنيسة، ومن هنا يطلق على هذا الحجاب الخشبي "حامل الأيقونات".


وتابع عبد الرحيم قائلًا إن مصر أيضًا تعد أول بلد في العالم تعرف الحياة الديرية أو حياة الرهبنة، ففي العام 284 ميلادية ازداد إقبال المصريين على دخول الديانة المسيحية، فأعمل فيهم الرومان سيف الاضطهاد، حيث كانت روما تحتل مصر وتسيطر على مقاليد الأمور فيها، وبأوامر دقلديانوس، تم قتل الكثير من المسيحيين.




وأشار عبد الرحمن أن مسيحيو مصر لجأوا إلى الصعيد وهجروا المدن وبدأوا في الالتجاء للصحاري، والانقطاع عن العالم حتى نشأت أول قلاية في التاريخ للأنبا أنطونيوس في البحر الأحمر، كما التجأ المصريون إلى المعابد المصرية القديمة، ثم بدأت فكرة إنشاء الدير وتطور عبر الزمن حتى وصل لشكله المعهود ومكوناته المعروفة.



ويقول عبد الرحيم إن الفنان المسيحي حرص في الدير على وضع الأيقونات، والتي كانت ترسم في القلاية "مكان تعبد الراهب" بطريقة "الفريسكو" أو بالألوان المائية على الجص، ومن هنا أصبح في مصر أيقونات هي بين الأقدم في العالم المرسومة بطريقة الفريسكو.