أحمد سامي يكتب: أين محافظ الجيزة؟
مشكلة كبيرة يعيشها سكان شارع الصحابة بمنطقة فيصل الآن، تعود لأكثر من شهرين منصرمين، وهي انقطاع المياه لمدة 22 ساعة يوميًا، فبعد أن كانت المياه ترجع إليهم، في الساعة الثالثة فجرًا، حتى التاسعة صباحًا، زادت مدة الانقطاع الآن، لتعود من السادسة صباحًا وحتى الثامنة صباحًا.
وكعادة المؤسسات
التي من المفترض أن تعالج مشاكل المواطنين الأساسية، «أُذن من طين وأخرى من عجين»،
فلا شركة المياه ولا محافظة الجيزة، ولا أحد كان تدخل لحل الأزمة، رغم الشكوى التي
تقدم بها الأهالي، وكأن المراد هو معاقبتهم على شكواهم.
موت بالبطيء يتعرض
له أطفال وكبار السن بل والشباب أيضًا في شارع الصحابة المتفرع من شارع المساكن
بالتقاطع مع شارع العشرين في منطقة الملك فيصل، بمحافظة الجيزة، فعليهم تدبير ما
يحتاجونه من المياه يوميًا في عبوات بلاستيكية أو جراكن، تعينهم على استخداماتهم
في الطعام والشراب والغسيل، في أقل من ساعتين، من الساعة السادسة صباحًا وحتى قبل
التاسعة صباحًا، معجزة عليهم تحقيقها يوميًا.
للأمانة الشركة
القابضة للمياه والصرف الصحي، ردت على شكوى أحد سكان الشارع، وبالفعل أرسلت له
مندوبًا عنها.. ولكن هل لمعاينة مشكلة الانقطاع بالشارع؟.. لا بل لفحص «بريزة»
العقار الذي يسكن فيه!! لا أتفهم تصرفه، مع أن الشكوى كانت لانقطاع المياه عن
الشارع بأكمله، الأمر دفع السكان المتواجدين حينها، للتدخل وإبلاغ المندوب بأن
المشكلة عامة وليست لشخص واحد فقط، ولكنه تحدث بمبررات واهية، كادت أن تدفع
الأهالي إلى الاعتداء عليه، لأنه لم يقدر حجم المشكلة التي يعانوها يوميًا، والحمدلله!! الشارع لم يصبح الوحيد الذي أصابه الانقطاع بل امتد إلى الشارعين المجاورين، وأتوقع أنه طال معظم المناطق في منطقة فيصل، ولكن الناس غلبوا على أمرهم ولا أمل لديهم في تحرك سكان المكاتب المكيفة.
كل هذه المعاناة
التي يعاني منها الأهالي، لا تشفع لهم أمام فواتير المياه الشهرية التي تأتيهم
بأسعار خرافية، لا تتناسب مع الانقطاع المتكرر للمياه، وعندما يحاول أحدهم أن يخبر
الشركة بالأمر، يكون الرد «تعريفة المياه زادت.. شوف الموتور عندك ممكن يكون فيه
مشكلة».
الأمر مؤرق جدًا،
لا أدري أين محافظ الجيزة الذي أقسم على خدمة الأهالي وحل مشاكلهم، ويتحدث دائمًا
أو مكتبه الإعلامي، عن رحلات المكوكية لحل المشاكل؟ هل هو بخير ويتابع الأمور في
المحافظة، أم أنه مشغول بأمور كبيرة جدا أكبر من معاناة سكان «أطفال وشباب
ومسنين»، من انقطاع مصدر أساسي لاستمرار حياتهم؟.
لأ أعرف أي ملجأ للأهالي لحل مشاكلهم، وأي باب يطرقون؟ هل يتظاهرون أمام المحافظة أو شركة المياه؟ أم يقطعون الطريق في الشارع الأهم «شارع فيصل» حتى تتدخل الجهات المسؤولة لحل المشكلة –وحينها يطلق عليهم إرهابيين ومخربين-، أم يتركوا أنفسهم فريسة لموت بطيء ينهش أجساد صغيرهم قبل كبيرهم؟، ارحموا من في الأرض.