في ذكرى ميلاده.. رحلة "جمعة الشوال"من اليونان لمصر
اخترق الموساد الإسرائيلي لمدة 11 عاما، وكان له دورًا كبيرًا في تضليل جهاز المخابرات الإسرائيلية، خلال التحضير لحرب أكتوبر، ذلك العميل المزدوج أحمد محمد عبد الرحمن الهوان و شهرته "جمعة الشوّان"، الذي ولد في مثل هذا اليوم، بمدينة السويس ولكنه اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967ميلادية وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي.
السفر إلى اليونان
حاول جمعة الشوان في بداية حياته العمل في القاهرة في السوق السوداء عن طريق
بيع المواد التموينية التي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى
انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان.
وفي اليونان قام بمقابلة رجل أعمال يملك العديد من سفن الشحن كما يدين لـ"لهوان"
بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجود في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق
على أي شيء.
تخطيط المساد
وهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي احبها واغرته للعمل معها وطبعا كان
ذلك تخطيطا من الموساد، بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن امامه سوى العمل
بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو
داود (في الحقيقة شمعون بيريز رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها فيما بعد) يعمل بالشركة وطلب
منه ان يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.
التعاون
مع المخابرات المصرية
وعندما عاد الشوان إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع
المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه اخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات
العامة المصرية وهناك التقى بالضابط عبد السلام المحجوب والذي عرفه بالريس زكريا وحكى
له بكل ما لاقاه، وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درساً.
بدأ الهوان تعاونه مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه وأخبارهم بما يريده المصريين
مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة للإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى
الهوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم والذي
كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله وهنا قرر الهوان
الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب.
جاسوسًا دائمًا لمصر
لكن الهوان كان قد تدرب جيدًا على جهاز كشف الكذب مما جعله ينجح في خداعهم جميعا
ليحصل على اصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر.
انتهاء المهمة
وبمجرد وصول "الهوان" إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام
بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد كانت نصها "شكرا لحسن تعاونكم
معنا طوال الـ 11 عاما من خلال رجلنا جمعة الشوان.. المخابرات العامة المصرية"
وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان.
ورحل "الشوان" في الأول من نوفمبر ، بعدما عاش وهو يحمل روحه علي
كفيه، ذلك البطل التي عجزت الدوله عن تكريمه في حياته، ولم يكرم حتي اليوم بعد مماته
والذي.