من هنا كانت بداية التطوير.. مصر تحتفل بالذكرى الثالثة لافتتاح قناة السويس
تعتبر قناة السويس أقصر الطرق بين الشرق والغرب، ونظرًا لموقعها الجغرافي الفريد فهي قناة ملاحية دولية مهمة، حيث إنها تربط بين البحر الأبيض المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس، وأزيل الحاجز عند السويس في يوم 17 نوفمبر 1869 وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر وافتتحت قناة السويس للملاحة العالمية، وسط احتفال كبير في بورسعيد والذي بدأ بالألعاب النارية وحفلة حضرها ستة آلاف متفرج شملت العديد من رؤساء الدول، بما فيها الإمبراطور أوجيني وإمبراطور النمسا وأمير ويلز وأمير بروسيا وأمير هولندا، ودخلت قافلتان من السفن في القناة من المداخل الجنوبية والشمالية، والتقتا في الإسماعيلية، واستمرت الحفلات لأسابيع، وتميز الاحتفال بافتتاح دار أوبرا إسماعيل العتيقة في القاهرة والتي لم تعد موجودة الآن.
من مدينة الإسماعيلية قبل 3 سنوات كانت قناة السويس على موعد جديد مع التطوير، حيث انطلقت احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة وهي عبارة عن فرع بطول 35 كيلومترا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التي يبلغ طولها 190 كيلومترا، حيث يهدف المشروع إلى مرور السفن في الاتجاهين دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة وكذلك تقليل زمن العبور، ما يسهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها.
في ذلك الحين أدى الرئيس النشيد الوطنى وسط الضيوف من ملوك ورؤساء العالم، وأعلن عن التطوير الجديد الذي تشهده القناة بقوله "نحن عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، نأذن بفتح قناة السويس الجديدة".
شهد هذا الحفل حضور رؤساء وقادة من مختلف أنحاء العالم، وكان يومها حدثشهد له العالم أجمع أنه بداية التطوير.
من جانبه أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بمنطقة القناة ، أن مشروع حفر قناة السويس الجديدة كان ضرورة حتمية ضمانا لعدم توقف المرور بها ، حيث تعد شريان الحياة للعالم كله.
وأشار مميش، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لافتتاح قناة السويس الجديدة، إلى ان تكليف القيادة السياسية بعمل المشروع وتقليل زمن التنفيذ من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة ، كان أولى رسائل التحدى من الرئيس عبد الفتاح السيسى للعالم أجمع، بأن المصريين عائدون بقوة وقادرون على النجاح، وكانت لقناة السويس الجديدة أبعاد نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية ومادية أخرى ، وكانت التكلفة ستزيد لو تم الانتظار بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.
وقال "مميش" عن العائدات التى حققتها قناة السويس خلال العام المالى الماضى بأنها غير مسبوقة حيث حققت 5٫6 مليار دولار بزيادة قدرها 600 مليون دولار عن العام المالى الذى يسبقه، كما ان دراسات الجدوى الخاصة بقناة السويس الجديدة أكدت ان ايراداتها ستتضاعف مع حلول عام 2023 طبقا للتطورات فى حجم التجارة العالمية.
وأشار الى أن الهدف ان تصبح المنطقة الاقتصادية بقناة السويس قبلة للمستثمرين من كل أنحاء العالم، وكان لابد من اتخاذ قرارات جريئة وحوافز استثمارية تنافسية لتحقيق هذا الهدف، وتوفير العمالة المؤهلة القادرة على المنافسة فى السوق الدولية، ويجرى تجهيز مراكز تدريب على أحدث النظم بالشراكة مع شركة سيمنز الألمانية وشركات أخرى لتدريب العمالة المصرية.
ومن المقرر أن تشهد القناة إقامة أكبر المصانع العالمية فى إنتاج الفيبر جلاس حيث أدرجت مصر ضمن الترتيب العالمى لإنتاجه وسيقوم بتصدير 90% من إنتاجه للخارج. وتم الاتفاق مع هيئة موانيء دبى العالمية على استثمار أكثر من 20 مليار دولار، لتطوير 96 كيلو مترا مربعا بالعين السخنة ، لتكون واحدة من أكبر وأهم المناطق الصناعية فى العالم .