خطة سرّية أمريكية لتجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين في المنطقة
كشفت مجلة أمريكية عن مناقشات بين مستشاري
البيت الأبيض، دعا فيها جاريد كوشنر صهر الرئيس وكبير مستشاريه، إلى "بذل الجهد
الصادق لعرقلة" نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية،
أن كوشنر المتحدر من أصول يهودية، حاول التخلص بهدوء من وكالة الإغاثة "الأونروا"،
التي وفرت الغذاء والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين لعقود.
واعتبرت المجلة، أن مساعي كوشنر تأتي في
إطار حملة أوسع نطاقا من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب وحلفائها في الكونغرس، لتجريد
الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين في المنطقة، وإخراج قضية عودتهم لوطنهم من المفاوضات
بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين
قولهم، إن هناك فقرتين على الأقل تشقان طريقهما من خلال الكونغرس لمعالجة هذه القضية.
وكان كوشنر وفقا للمجلة مترددا في التحدث
علانية عن دوره الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فيما كانت خطة السلام التي عمل عليها مع
مسؤولين أمريكيين لمدة 18 شهرا واحدة من أكثر وثائق واشنطن سريّة وتعقيدا.
وكشفت المجلة أن موقف كوشنر من قضية اللاجئين
وعداءه تجاه "الأونروا" كان واضحا في رسائل البريد الإلكتروني الداخلية التي
كتبها كوشنر وآخرون في وقت سابق من هذا العام.
وكتب كوشنر عن الوكالة في واحدة من تلك
الرسائل المدونة بتاريخ 11 يناير الماضي، وأرسلها للعديد من كبار المسؤولين، بمن فيهم
مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات: "من المهم أن يكون هناك جهد
صادق ومخلص لتعطيل "الأونروا".
ووفقا للمجلة زعم كوشنر "أن هذه الوكالة
تديم الوضع الراهن، وهي فاسدة، وغير فعالة ولا تساعد على السلام".
وأشارت المجلة إلى أن العديد من مؤيدي إسرائيل
في الولايات المتحدة يعتقدون اليوم أن "الأونروا" جزء من بنية تحتية دولية
أبقت قضية اللاجئين بشكل مصطنع حية، وزرعت الآمال بين الفلسطينيين في المنفى، بأنهم
قد يعودون يوما ما إلى ديارهم، وهو أمر تستبعده إسرائيل بشكل قاطع.
ويشير منتقدو الوكالة بشكل خاص إلى سياستها
في منح وضع (لاجئ) ليس فقط لأولئك الذين فروا من فلسطين منذ 70 عاما، بل لأحفادهم أيضا
وهو ما يرفع عدد اللاجئين إلى حوالي 5 ملايين، يعيش ثلثهم تقريبا في مخيمات الأردن
ولبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة.
وقالت المجلة إن محاولة تدمير "الأونروا"،
تظهر أن إدارة ترامب مستعدة لإعادة صياغة شروط قضية اللاجئين الفلسطينيين لصالح إسرائيل،
على غرار ما فعلت في قضية رئيسية أخرى في ديسمبر، عندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة أبدية
لإسرائيل.