الرئيس الأميركي يصادق على تقديم حزمة جديدة من المساعدات "الدفاعية" للمعارضة السورية
ن سعيد عريقات ـ أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل، ان الوزير جون كيري يعتزم عقد لقاء مع ممثلي المعارضة السورية بالعاصمة البريطانية لندن في وقت لاحق من هذا الأسبوع ، مؤكدا ان واشنطن تدرس السبل المختلفة لدعم المعارضة السورية .
وأشار فينتريل لتصريح الوزير كيري للصحافة المرافقة له في مطار تل أبيب وقوله أنه ينوي مناقشة مختلف السبل للتأثير على حسابات الرئيس الأسد بشأن وجهة الأمور في ميدان القتال .
يذكر إن العاصمة البريطانية لندن تستضيف يومي 10 و11 نيسان (ابريل) الجاري اجتماعا وزاريا لمجموعة الثمانية الكبار .
وعلمت اليوم الأربعاء ان الرئيس الأميركي باراك أوباما صادق على تقديم حزمة جديدة من المساعدات الدفاعية وغير الفتاكة للمعارضة السورية، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الاميركي الأسبوع الماضي، وإن وزير الخارجية كيري سيقوم بإطلاع نظرائه في مجموعة (الثمانية الكبار) ورموز المعارضة السورية الذين سيلتقيهم على هامش اجتماع هذه المجموعة في لندن على هذه التطورات .
وتشمل حزمة المساعدات الجديدة سترات واقية من الرصاص وأجهزة الحماية الشخصية (PPE)، اضافة إلى نواظير ليلية ومعدات عسكرية ذات طابع دفاعي من شأنها دعم المتمردين في معاركهم ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد النظامية ، حسب المصدر.
كما تشمل المساعدات الاميركية الجديدة أجهزة اتصالات أرض- أرض خلوية محمولة تستخدم أحدث ما هو متوفر من المحطات الثابتة والمتحركة لتعزيز أمان المقاتلين من خلال الاتصال غير المتقطع وعبر نظام الفيديو عند الحاجة وفي الحالات الطارئة مثل اجهزة (سامليكس باور) المحمولة والموجودة بوفرة في مخازن القوات المسلحة الأميركية التي استخدمت بفعالية في أفغانستان، وتم استبدالها بجيل متقدم منذ عام 2011 ، وذلك بهدف تغيير التوازن العسكري على أرض المعركة في سوريا، حسب نفس المصدر. وفي السياق ذاته، رفضت الإدارة الاميركية طلباً تقدمت به دول عربية تقدم الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية ويقضي باستخدام وسائل التواصل الجوية المسماة المعركة المحمولة جواً للاتصالات المعقدة (BACN) والتي توفر اتصالات متقدمة عبر ذبذبات الراديو من طائرات تطير على ارتفاعات شاهقة جداً خارج مجال الدفاعات الجوية التي تمتلكها القوات النظامية السورية.
وتتردد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في تقديم أجهزة الاتصالات ذات التقنية المتقدمة لقوات المعارضة السورية خشية وقوعها في الأيادي التي تكن العداء للولايات المتحدة ومصالحها الإستراتيجية .
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية في إطار رده على سؤال لـ بخصوص الانتشار والصعود السريع للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة على طول وعرض الساحة السورية: لقد وضعنا جبهة النصرة منذ أشهر على لائحة الإرهاب ونقوم بتحديد هوية القوى الأخرى المماثلة لإدراجها أيضاً على نفس اللائحة .
جاء ذلك في إطار استجواب الصحافة للناطق باسم الخارجية الاميركية بشأن موقف الادارة من إعلان المسؤول العام لـ جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني عن مبايعة الجبهة لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وإعلان توحيد الجبهة مع دولة العراق الإسلامية .
وتقر أجهزة الاستخبارات الغربية ان جبهة النصرة التي أدرجتها الإدارة الأميركية على قائمة التنظيمات الإرهابية هي التنظيم الأكبر عدداً وعدة ووفرة مالية يحصلون عليها بسخاء من أثرياء البلاد الغنية بالنفط .
كما تقر هذه الأجهزة سراً ان جبهة النصرة تقف وراء التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي هزت دمشق ومنها التفجير الأخير الذي تسبب في مقتل 15 شخصا على الأقل في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر البنك المركزي السوري.
كما أن جبهة النصرة تستخدم مصطلحات دينية لوصف السوريين غير السنة بأنهم زنادقة ومرتدون وهي نفس الأساليب التي يستخدمها تنظيم القاعدة في العراق، حسب مصدر أميركي استخباراتي.
ويقول أرون زيلين، الخبير المختص بشؤون جبهة النصرة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، ان جبهة النُصرة تقوم بالفعل بلعب الدور الأساسي في ساحة المعركة، والأهم من ذلك، تنخرط في أعمال الإدارة المحلية للقرى وأجزاء من المدن في شمال وشرق سوريا، وذلك بالتعاون مع الفصائل السلفية الأخرى مثل حركة أحرار الشام الإسلامية . واضاف زيلين ان قدرة جبهة النصرة على توفير الأمن والاحتياجات الأساسية (الخبز والوقود) لمدنيين سوريين، فضلاً عن إعادة فتح المحال التجارية وإعادة تشغيل خدمات الحافلات، أتاحت لها مساحة للمناورة حتى لو لم يتوافق الناس بصورة طبيعية مع أيديولوجيتها وحكمت على الثوار المنتمين إلى الجيش السوري الحر بالفشل الميداني الذريع . وتحاول واشنطن كمل يقول مسؤول أميركي رفيع المستوى مساعدة اعضاء بعض المجموعات والفصائل المسلحة غير المنحازين لـتنظيم (القاعدة) من اجل احتواء نمو جبهة النُصرة من خلال الاستفادة من الانقسامات التي تزداد بين مسلحي جبهة النصرة والسكان المدنيين، لأن هذه الجبهة تقع خارج التيار الرئيسي وهي معنية أكثر بتأسيس خلافة عابرة للحدود بدلا من الحفاظ على الدولة السورية .