معاذ "رسام المترو".. على رصيف جامعة القاهرة بدأت حكايته
لا أحد يكترث به، وكأنه خارج الزمن.. يجلس في الزاوية اليمني على سلم جامعة القاهرة، يفترش مصدرًا للرزق، فيجلس منحنيًا طوال الوقت ليحصل على القليل من المال ليقتات به مع إخوته، فعندما تصل إلى محطة مترو الجامعة، ترى أناسًا كثيرون يمرون عليه يوميًا، يرون طفلًا بريئًا تظهر عليه علامات الشقاء رغم صغر سنه الذي لايتجاوز العشر سنوات.
هكذا
يفعل معاذ أحمد شعبان، الرسام الذي اعتاد على الجلوس في هذا المكان منذ 7 سنوات، وبإبتسامة
صغيرة يقول: "كنت آتي مع جدتي هنا يوميًا، ونجلس سويًا، هي تبيع مناديل وأنا أرسم،
لكنها فارقتني بسبب المرض، وأصبحت أجلس وحدي.
اكتشف
الفنان الصغير موهبته وهو في الرابعة من عمره، عندما كان يرسم مثلثات ثم فوانيس، إلى
أن أصبح يرسم الأشخاص الماثلين أمامه في أقل من نصف ساعة.
وفي لفتة إنسانية، قال: "طلب مني أحد الأشخاص أن يعطيني يومية، وأن أترك
مكاني، لأني أحب الرسم ومصر عليه، رغم الظروف الصعبة، وأنا أنفق على إخوتي".
ربما كانت الظروف السيئة
هي ما ابتلعت موهبة الصغير، وجعلته غير قادر على تنميتها، أب وأم منفصلين، وظروف
أسرية ومادية صعبة، ورغم ذلك لم يمل يومًا من البحث عمن يقدر يديه الصغيرتين.
وبابتسامة
يملؤها التحدي، أنهى "معاذ" كلماته قائلًا: "أيام الدراسة أخرج من
المدرسة، ثم آتي إلى هذا المكان، وأعود للمدرسة وهكذا، ثم أذهب إلى المنزل في آذان العشاء لاستكمال واجباتي، أتمنى من الله أن
أجد من يقدر موهبتي ويساعدني على تنميتها".