تفسير قوله تعالى "وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا"
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} .. [نوح: 7]
أصابعهم: المراد بأصابعهم: جزء منها.
واستغشوا ثيابهم: استغشاء الثياب معناه: جعلها غشاء، أي: غطاء لرؤوسهم ولأعينهم حتى لا ينظروا إليه، ومتعلق الفعل (دعوتهم) محذوف لدلالة ما تقدم عليه، وهو أمرهم بعبادة الله وتقواه.
وخلاصة المعنى: أن نوحًا عليه السلام يقول متضرعًا إلى ربه: يا رب إنك تعلم أنني لم أقصر في دعوة قومي، وإني كلما دعوتهم إلى عبادتك وتقواك وطاعتي فيما أمرتهم به، لكي تغفر لهم ذنوبهم، ما كان منهم إلا أن جعلوا أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا قولي، وإلا أن وضعوا ثيابهم على رؤوسهم وأبصارهم حتى لا يروني، وأصروا إصرارا تاما على كفرهم واستكبروا استكبارا عظيما عن قبول الحق.