يا بنات الحور سيبو القمر.. فلكلور مصري لفك "خنقة القمر"
بين قرع الاطفال على الصفيح أو الدفوف والطبول وصياح الاطفال والصغار، وانشادهم للقمر الذي يختنق مشيرين اليه بقولهم يا بنات الحور سيّبوا القمر دا القمر زعلان من كتر السهر"، وغيرها من الهتافات الشعبية التي اعتاد عليها الجميع بقرى محافظة قنا، بصعيد مصر.
وفي البحر الأحمر لا يختلف الأمر حيث يخرج العديد من الأهالي خاصة في مدن المحافظة الجنوبية من سفاجا والقصير وحلايب وشلاتين، يهتفون “يا بنات الحور ما تصلو علي الرسول ده القمر مخنوق”، و”يا بنات يا حور الجنة ما تسيبوا القمر يتهنا” بهذه الأغاني يخرج ويجوبون الشوارع والميادين، حاملين الطبول والصاج، وسط زغاريد النساء، ولهو الأطفال، عندما يعلمون أن هناك خسوفا للقمر، والذي يطلقون عليه “خنقة القمر”.
ففي قرى محافظة قنا، يخرج الأطفال الصغار الى الشوارع يجوبون أنحاء القرى، من أجل انشاد الاغاني القديمة والأشعار الخاصة بخسوف القمر، حيث يرددون العديد منها مثل ”يا بنات يا حور الجنة ما تسيبوا القمر يتهنا” و” فاطمة بنت النبي عملت رز بلبن، حلفت ما دوقه لا إن فتح القمر”.
ويقول عبدالله فتحي، 67 عامًا، إنه طيلة عمره اعتاد هو وابناء جيله وهم صغار، الخروج الى الشوارع عند حالة خشوف القمر، والصياح الذي يدوي أرجاء شوارع القرية بمحافظة قنا، وترديد الاغاني القديمة، ظنًا منا ان القمر سيزول عنه الخسوف بعد تلك الأغاني.
ويشير أيمن الوكيل، باحث في شؤون الصعيد، الى أننا نجد الجميع يصبغون هذه العادة الفرعونية القديمة بصبغة إسلامية، فقد ورد في القرآن الكريم ذكر لحور الجنة فقال العامة والدهماء في مصر أن بنات الحور هن حور الجنة بدليل قولهم عند الخسوف أيضًا " يا بنات الجنة سيبوا القمر يتهنى" بينما نستطيع أن نفسر قولهم هذا بأن بنات الحور جنود وأتباع الإله حور عند قدماء المصريين.
وتابع انه هكذا يستطيع الباحث في الفولكلور المصري أن يجد أسسًا من أساطيرنا المصرية القديمة ومن ديانة قدماء المصريين، وكيف تنقلت هذه الأساطير وتلك الديانات وتطورت على مرور الزمن حتى وصلت إلينا في صور ربما حافظت على الكثير من مظاهرها القديمة. فمهمة دارس الفولكلور إذن ليست بالسهولة التي يظنها
وفي البحر الاحمر يبدأ الطبل والأغاني منذ أن يرون “القمر مخنوق”، ويرددون هذه الأغاني والعبارات والأناشيد والابتهالات، حتى الانتهاء من الأمر، اعتقادًا منهم بأن هذه الأعمال “تفك خنقة القمر” وتُنقذهم من الهلاك حال استمرار “خنقة القمر” لفترات طويلة.
عادات وتقاليد اعتادها البعض منذ القدم، وموروثات شعبية وأغاني تراثية وفلكلور شعبي، مثلها مثل أمور عديدة تُميز الصعيد عن غيره في العادات والتقاليد.
ومن جانبه قال رفعت ثابت وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر، هذه العادات كلها ليس لها أساس من الصحة بينما هي عادات أعداده عليها الشعب المصري منذ قديم الزمان ؛ مؤكدا نحن نستقبل خسوف القمر ؛ بصلاة الخسوف وهي سنة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ وينادى لها بالصلاة جامعة كالعيد، بلا أذان ولا إقامة، وتؤدى ركعتين: بركوعين وسجودين، وهي صلاة جهرية كونها تصلى ليلًا.
وتابع "ثابت" عن أداء الصلاة الخسوف يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح بدعاء الاستفتاح، ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ثم يركع ركوعًا معتدلًا فيسبح بطمأنينة، ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ويستحب أن تكون القراءة بعد الركوع الثاني أقصر منها بعد الركوع الأول، ثم يركع بطمأنينة وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد، ثم يسجد سجدتين، ولا يطيل الجلوس بينهما، ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل كما فعل في الركعة الأولى، ويستحب أن تكون الركعة الثانية أقصر من الأولى قراءة وركوعًا، ثم يتشهد ويسلم.