مصطفى عمار يكتب: لماذا لا تنقذ الدولة ماسبيرو!
كثير من الأصدقاء تحدثوا معى عن مدى اقتناعهم بأن قناة ماسبيرو زمان هى القناة الأهم والأفضل لهم خلال الفترة الحالية، ربما لأنها تمنحهم ثقة بأن شعبًا يمتلك هذا الكم الهائل من التراث الثقافى والغنائى والدرامى والسينمائى من الصعب أن ينهار أو ينكسر، من الممكن أن تنتابه حالة من التراجع والتدهور ولكنه بالتأكيد سيقوم من جديد، لينهض ويقاوم كل التحديات ليعود كما كان من جديد، ولكن من أجل حدوث هذا يجب أن يحاول الجميع مساعدة هذا الوطن للنهوض مرة أخرى، مبنى ماسبيرو بكل ما يحتويه من عمالة بشرية وتراث تليفزيونى تنهل منه القنوات الأخرى لبناء شهرتها ومجدها، متناسين أن هذا التراث لا فضل لأحد فيه سوى جدران هذا المبنى العتيق والعاملون به على مر عشرات السنوات، إذاً لما لا تحاول الدولة جدياً إنقاذ هذا المبنى بخطة طويلة المدى ومحكمة، بدلاً من المسكنات التى تحاول كل فترة تخدير المبنى بها دون فائدة ودون أن تصل لمرحلة التعافى الكامل، فهل ننتظر أن تجلس الدولة فوق جثة مبنى بتاريخ وحجم ماسبيرو!
لماذا لم يفكر المسئولون عن الإعلام حالياً استغلال هذا المبنى ومحاولة إعادة المشاهدين له مرة أخرى بتكلفة لا تحمل الدولة فوق طاقتها.
فمثلاً برنامج التوك شو الرئيسى اليومى على شاشة التليفزيون المصرى، مصر النهاردة والتى يتولى تقديمه خيرى رمضان ورشا نبيل، لماذا لا يتم التفكير فى توسيع قاعدته الجماهيرية بانضمام إعلاميين كبار له، لتحقيق نسب مشاهدة كبيرة، على أن يقوم كل إعلامى بتقديم حلقة فى الشهر، ليتحول البرنامج لأكبر توك شو يضم أكبر الأسماء بالوطن العربى، هل فكر المسئولون فى أن يضم البرنامج أسماء عمرو أديب ولميس الحديدى وعماد أديب وعادل حمودة ومنى الشاذلى وإبراهيم عيسى ومحمود سعد وهالة سرحان ونجوى إبراهيم وإسعاد يونس وأحمد شوبير وشريف عامر وكل الأسماء التى تمتلك حضوراً وثقة لدى المشاهدين، على أن يقوم كل اسم من هذه الأسماء بتقديم حلقة واحدة شهرياً من البرنامج، بدون أجر أو بأجر رمزى لوقوفهم بجوار تليفزيون وطنهم، هل سيرفض أى منهم هذا الأمر إذا جاءه تكليف من رئاسة الجمهورية، هل سيرفضون رد الجميل.. أشك فى هذا.. إذا ما طبقت هذه الفكرة بالـتأكيد سيحقق التليفزيون إيرادات إعلانية كبيرة وانتشارًا كبيرًا بين المشاهدين وجمهور الوطن العربى.. وبنفس الطريقة لماذا لا يتم تحويل برنامج الست هانم، إلى أكبر برنامج نسائى بالوطن العربى، ليضم كل مذيعات ماسبيرو الشهيرات، من شافكى المنيرى ومفيدة شيحة ومريم أمين وأنجى أنور وإنجى على ونجلاء بدر وجميع مذيعات ماسبيرو اللاتى حققن شهرة ونجومية كبيرة فى الفضائيات الخاصة والعربية، هل سترفض أى منهن الفكرة وتعتذر عن رد الجميل إلى تليفزيون بلدها، بالطبع لن يستطعن، خصوصاً أن العمل لا يكون سوى يوم واحد فى الشهر.. هل هذه أفكار لا تعيد جزءا من هيبة ماسبيرو، الافكار كثيرة للتطوير وإنقاذ المبنى إذا أرادت الدولة فعلياً إنقاذه ومساعدته على النهوض مرة أخرى بدلاً من معاملته كمكتبة للقنوات الخاصة، أتمنى أن تصل هذه الأفكار لأى مسئول فى يده ملف الإعلام، لأننى فى الحقيقة لا أعرف من بالضبط المسئول عن الإعلام حالياً، وما هى حدود اختصاصاته وصلاحياته، ولكننى أتمنى ألا نقف على جثة ماسبيرو فى يوم من الأيام.