من تاجر إلى غارم.. "عم محمد" يبحث عن مصدر رزق ثابت لأسرته: نفسي أعالج ابني
داخل شقة ضيقة تتسع بالكاد لغرفة واحدة، تعيش أسرة كاملة تتألف من سبعة أفراد، هدد الفقر حياتهم لمرات عديدة بسبب الديون المتراكمة على رب الأسرة، فباتوا يحملون فوق رؤوسهم همومًا كالجبال لا يعلم المخرج منها سوى الله.
وبترتيبات القدر الغير متوقعة؛ تحولت حياة "محمد" الذي كان يعمل تاجرًا للمواشي، فخسر كل ما يملك بعد موت نصف "الدبش" الذي كان مصدر رزقه الوحيد، ليفاجأ بالديون تلاحقه من كل حدب وصوب بلا رحمة لينضم إلى قائمة الغارمين:"معرفتش أسدد اللي عليا فاتسجنت وبقا عليا قواضي كتير".
لم يكن أمام رب المنزل الذي يعول خمسة أبناء لا يتجاوز عمر أكبرهم الإثنى عشر عامًا، سوى السماح لزوجته "هدى" ذات الواحد وثلاثون عامًا، بالعمل في إحدى المجمعات التابعة لمؤسسة مصر الخير كعاملة نظافة، فيشاء القدر أن تروي قضية زوجها لأحد المسؤولين بالمؤسسة الخيرية، والذي حرص على مساعدتها:"فخدوا البيانات وعاينوا المكان وجابولي محامية خلصت الموضوع واتسدد جزء من الديون.. بس لسة الباقي مقدرتش أسدده".
وبالرغم من تحرر "محمد" من قضايا المحاكم التي هددته بالسجن، إلا أن فرحة هذا المنزل البسيط لم تكتمل، حيث أصبح رب المنزل "أرزقي" عاجز عن توفير ما يسد رمق أسرته، وغير قادر على توفير العلاج اللازم ابنه الأكبر "فتحي" الذي أصيب منذ الرابعة من عمره بمرض الصرع:"فعشان كده مش عارفين نوديه يشتغل في المصنع في الأجازة.. محتاج أدوية بألافات".
لا يحلم الرجل البسيط، سوى بأن يجد عملًا مستقرًا براتب ثابت يعول منه أسرته من جديد بعد ما حل به، حيث لايكفي ما تعود به زوجته من المجمع الخيري لمصاريف مدارس ثلاثة من أبنائه، إلى جانب احتياجات المعيشة الأساسية، فلا يتعدى راتبها السبعمائة جنيه، بينما يتحصل هو بين الحين والآخر من عمله كفاعل على 10 أو 20 جنيهًا في اليوم.